يسود ترقب شديد
فرنسا، السبت، عشية الدورة الأولى من انتخابات رئاسية غير محسومة النتائج، وسط تدابير أمنية مشددة بعد أيام قليلة على اعتداء جديد في باريس.
ولا يزال أكثر من ربع الناخبين مترددين، وتوحي المؤشرات إلى امتناع نسبة كبيرة منهم عن التصويت في الانتخابات التي ستكون على ما يبدو أشبه بـ"مباراة رباعية"، وسط منافسة حامية بين الوسطي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين
لوبان، والمحافظ فرنسوا فيون، وممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون.
وسيتواجه المرشحان اللذان يحلان في طليعة نتائج الدورة الأولى مساء الأحد في الدورة الثانية في 7 أيار/ مايو.
وانتهت الحملة الرسمية منتصف ليل الجمعة، ما يحظر على وسائل الإعلام نشر استطلاعات للرأي أو تصريحات للمرشحين قبل انتهاء عمليات التصويت الأحد الساعة (18:00بتوقيت غرينتش).
من جهتها، قالت مرشحة اليمين المتطرف لوبان، التي تراهن على الخوف من الاعتداءات لكسب الأصوات: "منذ عشر سنوات، في ظل الحكومات اليمينية واليسارية على السواء، تم القيام بكل ما هو ممكن حتى نخسر الحرب المعلنة علينا".
أما فيون، الذي أضعفته فضيحة وظائف وهمية استفاد منها أفراد من عائلته، أبدى تصميمه على التصدي للإرهاب "بقبضة من حديد"، وقال: "يبدو لي أن البعض لم يدرك تماما بعد حجم الشر الذي يهاجمنا"، ملمحا بذلك إلى الحكومة الاشتراكية.
اقرأ أيضا: اتهام رسمي بفرنسا لليمين بـ"استغلال" هجوم باريس
وندد ماكرون الذي يأمل في الاستفادة من الرغبة في التجديد التي أعرب عنها الفرنسيون، بـ"إضعاف الاستخبارات" الداخلية الفرنسية بفعل إلغاء وظائف، في انتقاد موجه إلى فيون رئيس الوزراء السابق في عهد نيكولا ساركوزي (2007- 2012).
تشديد الأمن
وفي ظل هذه الأجواء الشديدة التوتر، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أنه سيتم اتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان أمن الانتخابات، مع نشر 50 ألف شرطي و7 آلاف عسكري الأحد، فيما وعدت بلدية باريس بإرسال تعزيزات إلى مكاتب التصويت التي ستطلب ذلك.
وقال رئيس الوزراء، برنار كازنوف: "يجب ألا يعيق أي شيء (...) هذا الملتقى الديموقراطي".
وتأتي الانتخابات الرئاسية بعد أيام قليلة على مقتل شرطي فرنسي، وإصابة آخر بعد قيام مسلح بإطلاق النار عليهما وسط العاصمة الفرنسية باريس.
وتبنى تنظيم الدولة الهجوم، قائلا إن أحد عناصره ويدعى "أبو يوسف البلجيكي"، قام به، وذلك في تصريح لوكالة "أعماق" التابعة للتنظيم.
اقرأ أيضا: تعرف على تفاصيل هجوم "الشانزيليزيه" في باريس ومنفذه
وفي مؤشر إلى الأهمية المتزايدة التي تثيرها
الانتخابات الفرنسية في الخارج، تطرق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الموضوع قائلا، إن الهجوم سيكون له "تأثير كبير" على الانتخابات وأنه "سيساعد على الأرجح" لوبان التي يكن لها إعجابا علنيا.
اقرأ أيضا: المسلمون مادة انتخابات بفرنسا.. وصعود لوبان يمثل خطرا (ملف)
وتثير إمكانية فوز لوبن وزعيم "فرنسا المتمردة" ميلانشون، مخاوف العديد من المسؤولين السياسيين في أوروبا وخارجها، وكلاهما من كبار منتقدي الاتحاد الأوروبي ويدعوان إلى الخروج منه في حال عدم تعديل طريقة عمله، بالإضافة إلى معاداة اليمين في فرنسا للمسلمين.