قالت صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية، إن
المخابرات الأمريكية تنبأت، في وثيقة سرية، باحتمال حدوث عملية
اغتيال لرئيس وزراء إسرائيلي عام 1985، وحذرّت من أطراف في اليمين الاستيطاني المتطرف في إسرائيل قالت إنهم يعدون مخططا لاغتيال رئيس وزراء، الأمر الذي تحقق بعد عشرة أعوام من كتابة هذه الوثيقة، باغتيال رئيس الوزراء السابق، إسحاق رابين.
وقال محلل الشؤون السياسية لصحيفة "هآرتس"، أمير أورن، في مقال نشره بالصحيفة، أمس الأحد، إن وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية أعدت وثيقة حول من سيتولى رئاسة الوزراء الإسرائيلية عام 1985، وبمجمل ما تناولته الوثيقة، تحليلات وتقديرات للوضع في إسرائيل ضمن استعداداتها ومراقبتها للمجتمع الاسرائيلي، بحسب ما أفاد به موقع " i24news".
وبحسب ما كشفه أورن، فإن وكالة الاستخبارات كانت تستعد لأي سيناريو قد يحدث بخصوص القيادة السياسية لإسرائيل.
وفي إحدى الوثائق التي أعدتها CIA، تحت عنوان "إسرائيل والضفة الغربية: إلى أين يتجه الاحتلال؟"، تساءلت فيها الوكالة الاستخباراتية الأمريكية في حزيران/ يونيو 1985 عن مصير المستوطنات الإسرائيلية، مؤكدة أن عددها حينها كان يبلغ 35 ألفا فقط، لكنها أوضحت أنه بحلول نهاية العقد 1990 فسيتضاعف عدد المستوطنين، وسيكون "من غير الممكن عكس عملية الاستيطان".
وعرض هذا التقرير، أيضا، توقعاته حول مصير حكومة الوحدة الوطنية الإسرائيلية بين بيرس وشامير. وكان حينها بيرس رئيسا للوزراء، وكان نائبه شامير من حزب الليكود.
وبحسب التقرير فإن "حزب العمل يدعم التسوية حول الأراضي في الضفة الغربية، لكن الليكود وحلفاءه يعارضون التسوية ويطالبون بفرض سيادة إسرائيلية كاملة. كل حكومة في إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا داخليا إذا ما وافقت على التنازل عن أراضي الضفة".
وكشفت الوثيقة عن احتمال تنفيذ مجموعات يهودية متطرفة "هجمات إرهابية ضد مسؤولين إسرائيليين لأجل تخريب الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه عبر المفاوضات والمس به".
وبعد أقل من عشرة أعوام على وضع الوثيقة، وفي الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر تحقق ما تنبأت به، اذ تعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي إسحاق رابين للاغتيال بنيران المتطرف اليمين يغآل عامير، بسبب توقيعه على معاهدات أوسلو وإطلاق عملية سلمية مع الشعب الفلسطيني.
وتتنبأ الوثيقة ذاتها باندلاع
الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، وأشارت الى أن الحركات الإسلامية التي "تجذب الشباب الفلسطيني، قد توّسع نشاطها".
ولفتت إلى أن "التجربة الإسرائيلية في لبنان أقنعت العديد من الفلسطينيين بأن المقاومة العنيفة والمنسقة قد تؤدي إلى طرد المستوطنين من الضفة الغربية".
وحذرت الوثيقة الأمريكية، من قيام يهود متطرفين باستهداف المسجد الأقصى.
وفي ما يخص الاستقلالية الفلسطينية، توقعت الوثيقة أن تفشل تجربة إنشاء مؤسسة فلسطينية تتمتع بحكم ذاتي.
وتطرقت الوثيقة، أيضا، للخلافات بين وكالات الاستخبارات الأمريكية المختلفة في ما يخص تدخلا روسيا محتملا في سوريا، ومساعدة سوريا في إطلاق حرب على إسرائيل.
وقالت "هآرتس" إن التقرير أظهر خلافا بين الوكالات الأمريكية المختلفة حول احتمال ما إذا كان السوريون سيقبلون بمنح القيادة للروس ومنحهم إدارة جهاز الدفاع الجوي السوري، بمواجهة إسرائيل.
وبحسب الاستخبارات الأمريكية، فإن القيادة الأمنية الإسرائيلية كانت منقسمة في ما يخص ضرورة ضرب وقصف منظومات دفاعية روسية في سوريا.