شهدت العاصمة الليبية طرابلس عدة انفجارات قوية في منطقة أبوسليم وطريق المطار، وشوهد تصاعد أعمدة الدخان من بعض المقرات العسكرية التابعة لحكومة
الوفاق الوطني، وسط تبني مجموعة مسلحة تدعى "فخر
ليبيا" تابعة لحكومة الإنقاذ السابقة لهذه العمليات.
وهدد المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الليبية أنه سيقوم "بمواجهة العابثين بأمن طرابلس، وكل من يحاول ترويع المواطنين بحزم، مؤكدا أن مؤسسات الدولة الأمنية لن تتهاون في ردعهم وأداء واجبها في حماية المواطنين، ووقف كل الممارسات المارقة الخارجة عن القانون"، حسب بيان رسمي للحكومة.
وجاءت هذه الأحداث والتوتر الأمني بعد تصريحات مثيرة لوزير الخارجية محمد سيالة حول شرعية اللواء خليفة
حفتر ووصفه بالقائد الشرعي للجيش الليبي، ما تسبب في تهديدات مباشرة للوزير والحكومة وإغلاق مقر وزارة الخارجية لساعات ووضع صور رافضة لحفتر على مبنى الوزارة.
من المستفيد؟
وطرحت هذه التوترات عدة استفسارات حول من يقف وراءها ومن المستفيد؟ ومن وراء عملية "فخر ليبيا" الجديدة التي تبنت عمليات التفجير لمخازن أسلحة تابعة للحكومة؟ وهل يمكن حدوث تدخلا من الخارج لحماية حكومة
السراج المدعومة دوليا؟.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق الليبية العميد محمد الغصري لـ"
عربي21"، أن العاصمة لم تشهد اشتباكات بالمعنى المعروف بين قوات الحكومة وقوات مناوئة، موضحا "لا وجود لاشتباكات، كل ما حدث هو تفجير مخزن ذخيرة وحدوث أعطاب مدفعية "هاوتزر"، وحتى الآن الفاعل غير معروف"، حسب كلامه.
وهو ما أكده، عضو مجلس النواب الليبي، محمد الرعيض، بقوله: "لا يوجد شيء اسمه "فخر ليبيا"، هذه عبارة عن تشويش إعلامي، هم فقط مجموعة معارضة للاتفاق السياسي كل مرة يخرجوا برأي، عددهم قليل جدا ولا وزن لهم، وستستتب الأمور في العاصمة حالا، فهذه ليست أول مرة".
طيران دولي
ورأى الكاتب والباحث الليبي، عزالدين عقيل، أن "
الطيران الدولي سيقوم بقصف هذه المجموعة من أجل حماية حكومة الوفاق، خاصة أن هناك "فيتو" غربي لمنع دخول العاصمة في حالة حرب بسبب قربها من شواطيء أوروبا".
وحول هوية هذه المجموعات، قال عقيل لـ"
عربي21"، "هذه مجموعات تابعة لما تسمى بحكومة الإنقاذ، وكذلك هي مجموعات متحالفة مع كل من المفتي العام الصادق الغرياني ومع الإسلام السياسي المتمثل في الجماعة الليبية المقاتلة"، مستدركا "لكن كل ما يحدث هو حالة طبيعية مع استمرار حالة الفراغ السياسي والتأخر في تعديلات الاتفاق السياسي"، حسب رأيه.
وتابع: "لكن التخوف الآن هو التكتيك الذي لجأت له هذه المجموعات وهو العمليات الاستخباراتية والتفخيخ ضد المجموعات الموالية لحكومة الوفاق، كذلك ربما يلقى هذا الفصيل دعما إقليميا واستخباراتيا من أجل إضعاف القوات الموالية للحكومة".
لكن الناشطة المقربة من المجلس الرئاسي، ميرفت السويحلي، أوضحت أن "ما يحدث فى طرابلس هو مناوشات وصراعات شخصية لا أكثر، وفخر ليبيا هو اسم أطلقه بعض دعاة الحرب لجر الشباب إلى مواجهات، ولا أعتقد تطور الأمور أكثر، ونحاول الآن معالجة الأمر بطرق سلمية"، وفق قولها لـ"
عربي21".
الرئاسي وحفتر
وأكد الباحث الليبي في الجماعات الإسلامية، علي أبو زيد، أن "السياسات الأمنية للمجلس الرئاسي هي السبب فيما حدث، كون المجلس ينتهج نهج المصادمة بين القوات المتواجدة داخل طرابلس لتصفيتها تدريجيا، بالإضافة إلى التصريحات المستفزة لوزير خارجيته حول حفتر".
وبخصوص استغلال حفتر لما يحدث في العاصمة، قال أبو زيد لـ"
عربي21": "من المؤكد أن حفتر يستفيد من وجود صراعات في العاصمة ليؤكد على خطابه الذي يدعي فيه سيطرة المليشيات الإرهابية على العاصمة كما يزعم"، حسب كلامه.
فيما أوضح العضو السابق في المؤتمر الوطني العام، فوزي العقاب، أن "توترات طرابلس محاولة من قبل طرف سياسي ممثل في بعض أعضاء المؤتمر وحكومة الإنقاذ من أجل فرض واقع جديد يجعلهم داخل اللعبة".
واستبعد في حديثه لـ"
عربي21"، حدوث أي تدخل دولي ضد هذه المجموعات، لكنه أكد وجود دعم دولي أو إقليمي لهذه المجموعات، خاصة أن خطوة مثل هذه لا يستطيع أي طرف ليبي الإقدام عليها إلا بضمانات إقليمية أو دولية"، وفق تقديره.