مرة أخرى، تواجه الصحافة الغربية انتقادات بسبب طريقة تغطيتها للأحداث التي تتعلق بالمسلمين، وآخرها الهجوم الذي تعرض له مصلون خارج أحد
مساجد منطقة فينسبري بارك في لندن.
وكان رجل إنكليزي أبيض قد دهس بشاحنة؛ مسلمين خارجين من مسجد دار الرعاية الإسلامية، بعد أداء صلاة التراويح الليلة الماضية. وقد قتل شخص واحد وأصيب 10 آخرون، جمعيهم من
المسلمين، في الهجوم. واثنان من المصابين حالتهما حرجة.
اقرأ أيضا: قتيل و 10 جرحى بعملية دهس مصلين أمام مسجد بلندن (فيديو)
ولوحظ أن محطتي الأخبار الرئيسيتين في
بريطانيا، "بي بي سي نيوز" و"سكاي نيوز" لم تتناولا خبر الهجوم حتى مرور أكثر من ساعة، وخلال هذه الفترة اكتفت المحطتان بنقل تصريح مقتضب من الشرطة بأنها تتعامل مع "حادث كبير"، فيما لم يظهر على الشاشتين أي خبر عاجل كما يحدث في العادة، كما لم تعمد المحطتان إلى تغطية مباشرة من موقع الهجوم حتى الصباح، في حين أن محطات عربية بدأ تغطية مباشرة من الموقع بعد وقت قصير من الهجوم.
أمام بالنسبة للصحف، فقد تشاركت جميعها تقريبا بربط الهجوم باسم رجل الدين المتطرف، أبي حمزة المصري، الذي كان يدير مسجد فينسبري بارك، القريب من مكان الهجوم، وكان مصدر صداع للحكومة البريطانية ومجتمع المسلمين على حد سواء، قبل أن يتم القبض عليه وتسليمه للولايات المتحدة عام 2012.
كما أثارت الصحف الغضب لعدم اعتماد وصف العملية أو الفاعل بـ"
الإرهابي"، مثلما تفعل في حالات يكون المنفذ فيها مسلما. حتى عندما بدأت الصحف، صباحا، بالإشارة إلى إعلان الشرطة أنها تتعامل مع حادث "إرهابي محتمل"، عمدت عدد من الصحف لوضع وصف "إرهابي" بين قوسين صغيرين، وهو ما لفت انتباه المعلقين أيضا.
لكن كان لافتا أن صحيفة الصن الشعبوية، المعروفة بمواقفها اليمينة والمناهضة للمسلمين، لجأت لاستخدام وصف الإرهابي في اللحظات الأولى للهجوم.
اقرأ أيضا: بعد اعتقاله.. منفذ هجوم "فينزبري" يضحك ويوزع قبلات (شاهد)
وفي عنوان أولي لها، كتبت صحيفة الديلي ميل، بعد وقت قصير من الهجوم: "سائق شاحنة بيضاء يصيب 10 أشخاص على الأقل بعد دهس جمع خارج مسجد فيسنبري بارك الذي استخدمه داعية الكراهية أبو حمزة المصري يوما، فيما كان المسلمون ينهون صلاة العشاء".
وقد أثار هذا العنوان غضب المعلقين، حيث أشارت الكاتبة الشهيرة "جي كي راولنيغ" (كاتبة سلسلة روايات هاري بوتر) إلى أنه "أخطأت الصحيفة بالإملاء ليظهر تعبير سائق شاحنة بيضاء بدل الإرهابي". كما انتقدت راولينغ تأخر الشرطة بإعلانها أنها تتعامل مع حادث إرهابي. ومثلما يقال في حالة المسلمين، دعت راولينغ لمعرفة كيف تطرف المهاجم.
وأشار آخرون إلى أن حشر اسم أبو حمزة المصري يشكل تبريرا للهجوم، ما اضطر الصحيفة لتعديل العنوان لاحقا على موقعها الالكتروني.
وما يعزز فرضية "تبرير" الهجوم باستخدام اسم أبي حمزة المصري، كتب تومي روبنسون، زعيم ما يعرف برابطة الدفاع الإنكليزية (إي دي إل)، وهي مجموعة متطرفة مناهضة للمسلمين والأجانب بشكل عام، مبررا الهجوم بأنه "انتقام" للهجمات التي نفذها مسلمون. كما كتب على تويتر، بعد نحو ساعة من الهجوم، سلسلة تغريدات تتهم مسجد فيسنبري بارك بتخريج "متطرفين".
وعادت الديلي ميل لتنشر عنوانا مثيرا للجدل أيضا، تتحدث فيه عن اعتقال منفذ الهجوم، فقالت: "الشرطة تعتقل ر جلا أبيض حليقا بعد إصابة 10 على الأقل"، دون الإشارة إلى محاولة قتل المصلين.
وقد أثار هذا العنوان تعليقات غاضبة أيضا، فيما عمد أحد المعلقين إلى "تصحيح" العنوان حيث قام بشطب عبارة "رجل حليق" ليضع مكانها "إرهابي"، و"إصابة 10 على الأقل"، لتحل محلها "بسبب قتل الناس".
وقارن مغردون بين عنوانين لصحيفة الديلي ميرور. ففي عنوان سابق، كتبت الصحيفة: "سائق مسلم يقفز (بسيارته) فوق الرصيف ويطارد خمسة رجال بعدما استفزه اعتداء عنصري خلال الصيام برمضان".
لكن الصحيفة عندما نشرت عنوانا عن الاعتداء على المصلين الليلة الماضية، كتبت: "فينسبري بارك: اعتقال رجل وإصابة العديدين بعدما صدم فان مشاة كانوا يغادرون مسجدا بعد الصلاة".
وعلق مغردون على العنوان قائلين إن الصحيفة تجاهلت هوية الجاني في هذه الحالة، وتحدثت عن فان يصدم المشاة، وكأن الشاحنة هي المسؤولة عن الهجوم وليس السائق.
اقرأ أيضا: هكذا تضامن بريطانيون مع المسلمين بعد هجوم "فينزبري" (شاهد)