نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للصحافية جوزيفين هوتلين، تقول فيه إن فيكتور ميلون (23 عاما) وأنتون ثولين (20 عاما)، اشتكيا في حوار لهما على "سكايب"، من أن الجماعة العنصرية التي ينتميان إليها ليست بالصرامة الكافية، وذلك قبل شهرين من قيامهما بمحاولة تفجير بيت يعيش فيه لاجئون، في ثاني أكبر مدينة في
السويد، ما تسبب بجرح عامل تنظيف.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الشابين بدلا من أن يذهبا للمخيم الصيفي لحركتهما، ويتدربا على استخدام سيوف مطاطية، فإنهما قررا الذهاب إلى
روسيا ليلعبا في بنادق الكلاشنكوف ومسدسات ماكاروف وبالذخيرة الحية.
وتكشف هوتلين عن أن هناك دورة تسمى "بارتيزان"، التي تعني النصير، تقدمها حركة روسيا الإمبريالية، التي تدرب المدنيين ليكونوا جاهزين "للفوضى العالمية" القادمة، حيث يقول العديد من الروس الذين يحضرون هذه الدورات بأنهم يستمتعون بالهبوط من أعلى البنايات المهجورة، وتجريب رياضات أخرى متطرفة بأسعار رخيصة، وقال ميلين وثولين إنهما ذهبا هناك "لأجل المتعة"، إلا أن المدعي العام السويدي ماتس لونغفيست، الذي أنهى الشهر الماضي محاكمة ميلين وثولين وجيمي جوناسون (51 عاما)؛ بتهمة ارتكاب مجموعة تفجيرات، ليس مقتنعا بأنهما ذهبا لأجل المتعة.
وينقل الموقع عن لونغفيست، قوله خلال المحاكمة: "إن حضور مخيم شبه عسكري في سانت بطرسبرغ هو خطوة مهمة في تطرف ميلين وثولين.. ونخشى أن يكون هو المكان الذي تعلما فيه تصنيع القنابل التي استخدماها في تفجيرات غوثينبرغ".
ويلفت التقرير إلى أنه عندما اعتقل ضباط الشرطة فيكتور ميلين في شهر كانون الثاني/ يناير، فإنهم كانوا يعرفون الكثير عن الشاب الذي اتهم سابقا بتهم كثيرة، من الاتجار بالمخدرات، إلى ضرب رجل في مطعم إيطالي، وذلك قبل أن ينضم لمجموعته العنصرية، التي ينظر إليها بقية
اليمين المتطرف في السويد بعين الاحتقار، ويصفونها بأنها حركة معادية للفكر، مشيرا إلى أن ميلين ادعى أثناء التحقيق بأنه قام بقطع خنصره؛ لأنه عاد إلى إدمانه مشاهدة الصور العارية، فسأله المحقق إن كان يرى في ذلك تطرفا، فقال: "من الجيد أن تكون صارما مع نفسك".
وتذكر الكاتبة أن بقية المنتمين للمجموعة نأوا بأنفسهم عن التهم الموجهة لميلين وزميليه من الناشطين النازيين الجدد، وقالت المجموعة، التي تسمي نفسها المقاومة الشمالية، في بيان على موقعها بعد وقت قصير من اعتقال ميلين: "لا ندعم أو نشجع تفجير متاجر الكتب"، في إشارة إلى تفجير آخر يتهم ميلين أيضا بتدبيره.
ويجد الموقع أن البيان يتماشى مع شخصية المجموعة، التي ترفض بعناد أن تتحمل المسؤولية عن العنف الذي يرتكبه أعضاؤها، بالرغم من أن أدبياتها تقول إنه لا يمكن الفوز إلا باستخدام العنف الجسدي، وتشجيع أفرادها على حمل السكاكين، لافتا إلى صور تم تحميلها على موقع التواصل الاجتماعي الروسي VK، ويظهر فيها ميلين وثولين في منطقة ريفية مشمسة ويلبسان الملابس العسكرية ويحملان البنادق.
ويورد التقرير نقلا عن الجندي السابق الذي يدير "بارتيزان" لصالح حركة روسيا الإمبريالية، دينيس غريف، قوله لـ"ديلي بيست"، إن منظمته تستضيف العديد من القادمين من الخارج، حيث أنهم يتصلون عندما يقرأون عن المخيم على الإنترنت، ويضيف غريف، وهو طالب تاريخ سابق: "نستقبل الجميع".
وتعلق هوتلين قائلة: "خاصة إن كانوا من المقاومة الشمالية، على ما يبدو".
وينوه الموقع إلى أن "كلا من ميلين وثولين قالا بأنه لا غرابة في رحلتهما إلى روسيا، وفي الواقع فإن غيرهما من الحركة ذاتها ذهبوا إلى (بارتيزان) أيضا، وهذا غريب لأن اليمين المتطرف في السويد عادة ما ينظر إلى الكرملين بعين الريبة، أكثر من اليمين المتطرف في بقية
أوروبا".
ويستدرك التقرير بأن الباحث في جماعة الضغط المعارضة للعنصرية "إكسبو" جوناثان ليمان، يرى أن هناك تحولا تكتيكيا في الوعي داخل الحركات، مثل المقاومة الشمالية حول أزمة أوكرانيا، وقال: "عندما أصبح دور الاتحاد الأوروبي وأمريكا واضحا .. كان بإمكانك رؤية أن الدعاية المناصرة للكرملين كان لها أثر أكبر في المواقع اليمينية المتطرفة في السويد".
وتبين الكاتبة أن حركة روسيا الإمبريالية مفيدة للكرملين؛ لأنها دربت متطوعين ليقاتلوا إلى جانب الانفصاليين في شرق أوكرانيا، مستدركة بأن الذراع العسكري للحركة يبدو أنه تراجع عن القيام بالأعمال القذرة للحكومة الروسية، حيث يقول موقع "بارتيزان" بأن الهدف هو تحضير المدنيين "لانهيار المدنية".
ويقول الموقع إن "هذا قد يعني أي شيء، وأنه عندما جاء رئيس حركة روسيا الإمبريالية ستانيلاف فوربويوف ليخطب في قمة نظمتها مقاومة الشمال عام 2015، جاء وهو يلبس زيا عسكريا، وقال إنه يجب أن يعد هذا الزي رمزا لحربهم المشتركة ضد (الحكام الأثرياء من اليهود في أوكرانيا)، وحذر من (حرب شاملة على القيم التقليدية للحضارة الغربية)، ثم تبجح بأنه سيتبرع للمقاومة الشمالية لتستطيع تسجيل حركتها لتكون حزبا سياسيا، وبعد ذلك قال في مقابلة إنه تبرع بـ150 دولارا فقط".
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى قول قائد الحركة الشمالية سايمون لندبرغ، بأنهم ينظرون إلى حركة روسيا الإمبريالية على أنها حركة صديقة، مستدركا بأن حركة مقاومة الشمال ليست هي الوحيدة من الحركات النيوفاشية في أوروبا التي لها هذه النظرة في بناء التحالفات، وهو ما سيكون له أثر كبير في زعزعة الاستقرار في أوروبا.