فضيحة بمصر.. أستاذ جامعي يبتز طالبة جنسيا فكيف رد؟ (صوت)

فضيحة أخلاقية جديدة بجامعة القاهرة؛ كشفتها الضحية وتجاهلتها الجهات الرسمية وتنصلت منها الجامعة، فيما استنكرها النشطاء وطالبوا بمقاضاة مرتكبها.

ساحة الجريمة (الفضيحة) إحدى الجرائد المحلية، ومرتكبها هو الدكتور ياسين لاشين، أما جرائمه فهي الاغتصاب والتحرش والابتزاز تحت تهديد السلاح والتعدي بالسب والقذف وطلب الرشاوي.

الحكاية نشرها الصحفي نادر بكر عبر فيسبوك مع ثلاثة مقاطع صوتية، حيث أكد نادر أن لاشين "سيئ السمعة، معروف عنه من زمان تحرشه وطلبه للرشاوي من الطلبة عشان ينجحهم، معروف عنه تحرشه بالطالبات، ومطالبته لهن بمطالب جنسية عشان ينجحهم".

وفي التسجيلات الصوتية التي عرضها نادر، والتي قال إنها لفتاة تتدرب بالجريدة لدى لاشين، يظهر صوت الأخير وهو يؤكد أنه فوق القانون قائلا: "أنا مفيش قانون بيمشي علي". كما ظهر صوته وهو يسب فتاة ويملي عليها إقرارا بأنه لم يتحرش بها، وأنه كان يساعدها بالأموال والملابس، بل لتتهم نفسها بأنها هي التي عرضت نفسها عليه مقابل المقال. كما أجبرها (وفقا للمقطع الصوتي) على خلع ملابسها وتصويرها عارية، قائلا لها: "أنا كلي نار.. أنا كلي شر.. أنا كلي أسلحة".

مطالبات بمحاكمته

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، انطلقت موجة من الغضب والاستنكار الشديدين من قبل النشطاء والحقوقيون والحركات السياسية مطالبين بتوقيع العقوبة على الأستاذ الجامعي.

فقالت حركة 6 إبريل: "وجب على كل إنسان عرف عن إجرام وإنحطاط وفجور الإنسان الذي انتهك الأعراض، وقهر وابتز وتحرّش بمن لا ظهر لهن ولا سند، أن يشارك في دعوة السلطة القضائية ووزارة التعليم العالي التحقيق العادل والنزيه في الوقائع محل الذكر. #العدالة_لكل_طالبة_هُددت #العدالة_لكل_إنسانة_ظُلمت".

وعلق الصحفي نادر الذي نشر المقاطع قائلا: "القذر مقتنع إنه فوق القانون وأن محدش هيعرف يعمله حاجة ومفيش قانون بيمشي عليه زي ما بيقول، واحنا دورنا هنا إننا نعرفه أن القانون هيمشي عليه غصب عن القانون نفسه وبضغط مننا على الدولة لأنها تحاكمه، متسيبوش نايم فى بيته وهو بيهتك أعراض بنات الناس".

أما صفحة "حملة مبروك أنت متحرش مشهور الكترونيا" التي تفضح مثل هذه الجرائم؛ فقد شاركت بحملة مطالبات لمحاكمة لاشين، وقالت عبر منشور لها: "#حاكموا_ياسين_لاشين الشخص دا متصدر الفضائيات وبشهادات طلبة معروف بسوء خلقه وأسلوبه، اتهم فى 7 ابريل الماضى بالرشوة ورئيس الجامعة حوله للشؤون القانونية بسبب الرشوة والابتزاز".

وتابعت: "هذا نتيجة السلطة المطلقة، دكاترة فوق القانون، لازم يتحاكم ويكون عبرة لكل اللى زيه، لازم يتسجن ولا بديل عن السجن وأقصى عقوبة، دا لو في قضاء فعلا في البلد، مفيش يبقى لازم نضغط بكل اللي نقدر عليه علشان مستقبل اختي وأختك وبنتي وبنتك اللي أصبح في الهاوية".

وقالت الحقوقية ليلى سويف: "هو السؤال اللي دائما بيشغلني هو إزاي الناس دي بتتساب تبرطع كده لحد ما يعملوا مصيبة توديهم في داهية بجد؟ طيب لو قلنا الجامعة سايباه علشان الأمن حاميه، طب الأمن اللي حاميه ده مايعرفش يخليه يتلم شوية أول ما ريحة فساده تطلع؟ ولو من باب انه مايتفضحش أوي علشان مايطروش يستغنوا عن خدماته".

وتساءل الأستاذ الجامعي أحمد عبد الباسط: "سيذكر التاريخ أنني فُصلت من جامعة القاهرة مع خمسة عشر أستاذا جامعيا آخرين خلال الأربع سنوات الماضية لقيامنا بالتحرش بالسيسي وعقد المظاهرات ضده، ولم تقم الجامعة بفصل الدكتور الوسخ ياسين لاشين أستاذ الإعلام الذي قام بالتحرش علانية وبالصوت بالطالبات والصحفيات الجدد، فالسؤال الآن: هل التحرش بالسيسي في نظر الجامعة العريقة أكثر حرمانية من التحرش بالطالبات أم أن للسيسي أنوثة تختلف عن باقي نساء مصر ويحرم على الذكور الاقتراب منها؟".

وأضاف حسن مصطفى: "صرخة البنت وصوتها وهي بتكتب الإقرار صوت مليان رعب وخوف، موقف يعني محدش يرضي إن أخته ولا بنته".

أما الصحفي أحمد النقر، الذي قال أنه خريج ذات الدفعة التي تخرج منها لاشين، فقد ذكر بعضا من تاريخه في منشور له:

لاشين ينفي

وعقب تداول المقاطع الصوتية عبر مواقع التواصل، والتي بلغ عدد مشاهداتها نحو مليوني مشاهدة، صرح رئيس جامعة القاهرة بأنه ستتم إحالة لاشين إلى النيابة العامة، وأنه ستتم معاقبته بأقصى عقوبة (لم يحددها)، وذلك إذا ثبت تورطه.

أما لاشين فقد نفى جميع التسجيلات والاتهامات التي نسبت إليه، ووصفها بـ "الادعاءات والكذب والافتراءات".

وفي تصريحات صحفية، قال لاشين إنه لم يسمع التسجيل الصوتي لأنه مريض يخضع للعلاج بأحد المستشفيات لإصابته بثلاث جلطات، بحسب قوله. وقال إنه أكد أنه لن يتعامل مع تلك الاتهامات إلا حينما يتم إحالته إلى النيابة وفتح تحقيق رسمي معه في الأمر، وعندها سيرد على كافة تلك الاتهامات.

وعن تصريح رئيس الجامعة، قال لاشين: "الجامعة حرة تفعل ما تشاء، ولا يصح أن تعترف بما يُكتب على السوشيال ميديا التي تحولت إلى منصات للسباب والاتهامات"، متحدثا عن أن كل القضايا التي تم التحقيق معه بشأنها، من قبل جامعة القاهرة، أُغلقت تماما، وفق قوله.

واختتم لاشين بقوله: "ما يحدث لي قلة أدب.. ولا أستغرب أن يتم الخوض في سمعتي في الوقت الذي يشوّه ذلك العالم الافتراضي سمعة رؤساء الدول أنفسهم".

الكل يتنصل

جدير بالذكر أن المنشور الأساسي فقط للمقاطع الصوتية قد لاقى 25 ألف مشاركة، و18 ألف تعليق أغلبها تمثلت بإشعارات إلى الصفحات الرسمية لوزارة الداخلية ورئاسة الجمهورية، ومكتب النائب العام، وصفحة كلية الإعلام في جامعة القاهرة، إلا أنه لم يصدر أي تعليق من تلك الجهات عدا الأخيرة التي أصدرت بيانا قالت فيه أن لاشين "لا يمثل الكلية، ويجب توخي الحذر قبل الزج باسم الكلية في مثل تلك الوقائع"، وهو ما وصفه النشطاء بـ"التنصل".