قال القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين،
محمود عزت، إن "صمود
الإخوان واستمرار نضالهم الثوري السلمي حفظ مسار
الثورة من الانزلاق للعنف أو الاستسلام لليأس"، مؤكدا أن ثورتهم سلمية وستبقى سلمية، مستشهدا بالشعار الذي أطلقه مرشد الإخوان، محمد بديع، من على منصة اعتصام رابعة العدوية، (سلميتنا أقوى من الرصاص).
وأضاف في رسالة أمس السبت: "ولعل صمود الرئيس المنتخب (
محمد مرسي) والمرابطين معه في
مصر حفظ راية الثورة مرفوعة ولو من خلف الأسوار يحيي الأمل في استمرار النضال الثوري لتحقيق أهداف ثورة يناير؛ فالرئيس الذي جاءت به الثورة في أول انتخابات حقيقية يؤكد عهده أمام من يحاكمونه بعدم تخليه عن عهده مع شعبه، وهو بذلك ينزع المشروعية عن أي انتخابات مزورة تمت أو سوف تتم".
وذكر: "بعد أيام قلائل تحلّ بنا ذكرى رابعة وأخواتها، وما خلفته في قلوب المصريين، وقلوب كل الأحرار في العالم، من مشاعر الحزن والغضب، ونحن لا نتذكر هذه الفاجعة لنقف عند جراحاتها نسكب الدمع الثخين، ونندب الحظ العاثر، ولكننا نذكر رابعة لأنها أصبحت بحق رمزا للحرية والعزة والكرامة يجب أن يبقى، ويحق له أن يخلد في القلوب والعقول، وأن ينتقل إلى ذاكرة الأجيال التالية".
وأردف: "نذكرها (رابعة) لنثبت بهذه الذكرى حق شهدائنا الأبرار في القصاص العادل لدمائهم الزكية، ونؤكد وفاءنا لطريقهم واستكمالنا لمسيرتهم، ونذكرها لنذكر الأمة بالقضية التي خرجوا من أجلها واستشهدوا في سبيلها، ولنحمّل الأمة مسؤوليتها عن استكمال المسيرة وتحقيق الأهداف، ونذكرها لننطلق في العمل والجهاد متخذين من رموزها قدوة ومثلا حتى نلقى الله تعالى بإحدى الحسنيين؛ فإما النصر والسيادة، وإما الشهادة والسعادة".
اقرأ أيضا: محمود عزت: سلمية الثورة المصرية هي عين العقل ورأس الحكمة
وتابع: "تمر أمتنا الإسلامية اليوم بمخاض عنيف ينبئ عن ولادة كبيرة، تولد فيها الأمة من جديد قويةً فتيةً، بإذن الله تعالى، فها هي تقاوم ببسالة قوى الشر في أرجاء الأرض كلها، تقاوم الاحتلال على ثرى فلسطين، وساحات المسجد الأقصى، وتقاوم الظلم والاستبداد والفساد والطغيان في بلاد الربيع العربي، وتدفع أثمانا غاليةً للحفاظ على حريتها وكرامتها في الربيع التركي؛ الذي كاد أن يلحق بالربيع العربي".
وأكمل: "إذا كانت الجولة في هذه الموجة للطغاة والجبارين، كما يبدو في ظاهر الأمر، فإن النصر حليف الأمم والشعوب في نهاية المطاف، والنصر الحقيقي في هذه المرحلة يتمثل في صمود الأمة في مواجهة الطغيان، ورفضها للظلم، وتمسكها بهويّتها الإسلامية، وحماية هذه الهويّة من الذوبان في أتون الغزو الثقافي، كما يتمثل النصر أيضا في زيادة استعداد الأمة للتضحية لنيل الحرية، وجهادها الدائم للتخلص من القيود والأغلال، ورفضها التسليم بإرادة الطغاة وسادتهم الغربيين أو الشرقيين، وزيادة وعيها بأهمية المشروع الإسلامي في مواجهة مشاريع الهيمنة الغربية، وأهميته في التحرر من الاستعمار والطغيان معا".
واختتم "عزت" بقوله: "كلنا أمل أن يمهلنا القدر لنشهد النصر والتمكين، ونشارك في تحرير أراضي المسلمين من كل سلطان أجنبي، ونصلي في المسجد الأقصى، ونشهد أوطاننا حرةً قويةً تلهج بحمْد ربها، وتهتف بزعامة محمد صلى الله عليه وسلم، وإنه لآتٍ وإن طال الزمن، لا نشك في ذلك أبدا".