نشرت صحيفة "كمسومولسكايا برافدا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن احتمالات اشتعال
حرب نووية عالمية بعد التهديدات الأخيرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وتساءل الكاتب عن مدى واقعية استخدام السلاح النووي؟ وهل ستبدأ
كوريا الشمالية الحرب النووية ضد الولايات المتحدة؟
ونقلت الصحيفة عن الخبير في مجال برامج الصواريخ النووية، فلاديمير خروستالوف، في قوله: من الصبر والعمل. لقد بدأت كوريا الشمالية برنامج الصواريخ في ستينيات القرن الماضي، وبرنامج الصواريخ البالستية في السبعينيات منه.
وقال إن كوريا الشمالية "سارت خطوة خطوة في هذا المجال، من استنساخ كامل للصواريخ سوفياتية الصنع، التي حصلت عليها من بلدان ثالثة، إلى إدخال تعديلات عليها، ثم إنتاج نسختها الخاصة".
وأشار إلى أن رئيس مركز الدراسات الدفاعية في معهد الدراسات الاستراتيجية، فلاديمير نوفيكوف، بيّن أن كوريا الشمالية لم تعلن حتى رقما قريبا من عددها الفعلي من الصواريخ. بيد أن تقديرات المحللين الغربيين مختلفة تماما، حيث إن أقل تقدير هو 10، وبحسب خبراء كوريا الجنوبية 22-45. أما وفق وزارة الدفاع الأمريكية، فهي 60 رأسا".
وتابع: "لكن جميع هذه الرؤوس لا تصلح لتثبيتها في الصواريخ البالستية؛ لأن حجمها مختلف. وباستثناء القيادة الكورية الشمالية والعلماء، لا أحد يعرف كم عدد الرؤوس النووية التي تملكها. وجميع المعلومات التي تنشرها الولايات المتحدة، بما فيها تلك التي تستند إلى معلومات الأجهزة الاستخبارية، ليست سوى أداة تضليل لـ"نشر الرعب"؛ لذلك اعتقد أن رقم 60 هو كبير جدا؛ لأن بيونغ يانغ لا تملك كمية الخامات اللازمة لإنتاج هذا العدد".
وحول إمكانية أن تشن الولايات المتحدة الهجوم، قال التقرير: "يمكن، لكن عواقبه ستكون وخيمة على واشنطن. وعلى الرغم من استبعاد أن تتعرض أراضيها للخطر، فإن حليفيها الرئيسين في المنطقة، كوريا الجنوبية واليابان، ستكونان الضحية. سيئول عاصمة كوريا الجنوبية، التي يعيش فيها 10 ملايين شخص، هي تحت مرمى المدفعية، علاوة على وجود زهاء 300 ألف أمريكي في البلدين؛ لذلك قال
ترامب إنه إذا لم نوقف كوريا الشمالية الآن فبعد سنتين أو ثلاث ستنتج صواريخ بالستية تصل إلى السواحل الغربية للولايات المتحدة".
وحول استطاعة الولايات المتحدة إسقاط الصواريخ الكورية، أكد التقرير: "يستطيعون. ولكن لا أحد يعرف في بيونغ يانغ وواشنطن مدى نجاحهم؛ لأن الأمريكيين لا يعرفون مواصفات الصواريخ الكورية أو عددها. كما أن فعالية منظومة الدرع الصاروخية مشكوك فيها، على الرغم من أن البنتاغون يعلن عن نجاح التجارب الصاروخية. ومع ذلك، فإن وصول صاروخ واحد برأس نووي إلى هدفه (مدينة كبيرة مثلا)، سيؤدي إلى كارثة".
واعتبر أنه "من مصلحة جميع الدول المجاورة لكوريا الشمالية، وحتى من مصلحتها هي نفسها، تسوية الأزمة من دون هزات. وروسيا والصين لا ترغبان بحدوث "تشرنوبل" جديدة بالقرب من حدودهما، واليابانيون ذاقوا هذه المرارة في هيروشيما وفوكوشيما. لذلك، حتى لو نشبت الحرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية فسوف تكون محدودة. بحسب مدير معهد التطوير الآمن للطاقة الذرية ليونيد بولشوف".