نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا للكاتب بوجان بانسفسكي، يقول فيه إن تبادل الاتهامات بين برلين وأنقرة قد يؤدي إلى جر الموضوع المشحون، وهو الهجرة إلى مركز
الانتخابات الألمانية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الخلاف بين الحكومتين كبر في الأسبوع الماضي، عندما انتقد الساسة الألمان ديكتاتورية الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان.
ويلفت الكاتب إلى أنه بحسب استطلاعات الرأي، فإن المستشارة الألمانية أنغيلا
ميركل في طريقها للفوز في ولاية رابعة، إلا أنها تعتمد على حسن نية أردوغان لمنع تدفق المهاجرين، كون ذلك جزءا من اتفاق مثير للجدل وقع في عام 2016، لوقف وصول مئات الآلاف من المهاجرين إلى الدول الأوروبية.
وتذكر الصحيفة أن الخلاف بين الطرفين بدأ عندما رفضت ألمانيا ترحيل مئات من الموظفين المدنيين، الذين تتهمهم الحكومة التركية بالمشاركة في المحاولة الانقلابية الفاشلة العام الماضي، التي قادت إلى حملة تطهير واسعة في مؤسسات الدولة، وردت الحكومة التركية باعتقال صحافيين وناشطي حقوق إنسان من حملة الجنسية المزدوجة.
ويفيد التقرير بأنه مع زيادة التوتر، فإن أردوغان طالب ثلاثة ملايين تركي يعيشون في ألمانيا بالتصويت ضد ميركل، واصفا حزبها المسيحي الديمقراطي بـ"أعداء
تركيا"، وردت ميركل بأنها "منعت أي تدخل" في الانتخابات الألمانية، وحذر نائبها سيغمار غابرييل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألمان من السياحة في تركيا، وهي ضربة قوية للسياحة التركية، ووصف وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر تشيلك في تغريدة له تصريحات سيغمار بـ"العنصرية"، وبأنها تعبر عن مواقف يمينية متطرفة.
وينوه بانسفسكي إلى أن موجات جديدة من المهاجرين عبروا الحدود التركية إلى اليونان أثارت مخاوف من أن أردوغان تخلى عن تعهداته في اتفاق عام 2016، في محاولة منه للضغط على ميركل قبل الانتخابات.
وتبين الصحيفة أنه في "اسطنبول الصغيرة" في قلب مدينة كولون، التي يعيش فيها أكثر من 100 ألف تركي، وتمتلئ بالمحلات والمطاعم التركية بدا كل من استطلعت الصحيفة آراءهم أنهم يدعمون موقف الرئيس التركي، حيث يرى يلماز غازي، الذي يعيش في ألمانيا منذ 32 عاما، وهو من أنصار أردوغان، أن الهجوم على بلده الأصلي غير عادل، وقال مصطفى كيليتش (38 عاما): "تتدخل ميركل في سياسة بلادنا الداخلية، وها هي تشجب وتشتكي من تدخل أردوغان في انتخاباتها".
ويستدرك التقرير بأن المثقفين الاتراك يعبرون عن مخاوفهم، حيث تم اعتقال الكاتب الألماني من أصل تركي دوغان أخلاني، عندما كان في سياحة في إسبانيا، بناء على أمر دولي من الإنتربول، بموجب طلب من تركيا؛ بسبب كتابته عن "إبادة" الأرمن أثناء حكم الدولة العثمانية، الأمر الذي تنفي تركيا وقوعه، حيث قال في مقابلة هاتفية: "للأسف يسيطر أردوغان على الأتراك في الشتات، ويتعرضون لحملة استفزاز، وأصبحوا أكثر تركية، وليسوا ألمانيين".
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن أخلاني عبر عن المفارقة بأن المدعي العام الذي أمر باعتقاله هرب من حملة التطهير، وطلب اللجوء السياسي في ألمانيا، حيث يقول: "أريد مقابلته وسؤاله عما يشعر به الآن".