الإسبانيول: ما هي أهمية عنصر الكالسيوم غير تقوية العظام؟
عربي21- نرجس ملكي03-Sep-1705:29 AM
شارك
كالسيوم
نشرت صحيفة الإسبانيول الإسبانية تقريرا حول فوائد مادة الكالسيوم وأهميتها لجسم الإنسان، قالت فيه إن هذه المادة يتم التقليل من أهميتها عبر ربطها فقط بصحة العظام وبمراحل عمرية معينة، رغم أنها مهمة للعديد من الوظائف الأخرى في الجسم، ويجب التركيز عليها أكثر في نظام التغذية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الكالسيوم يلعب دورا أساسيا في تكوّن العظام ونموها ومحافظتها على صحتها، لكن أهميته لا تقتصر فقط على هذا الدور المعروف لدى الجميع.
وأضافت الصحيفة في هذا السياق أن الأطفال وكبار السن يحتاجون للكالسيوم في مراحل نمو العظام ومراحل فقدان الكثافة العظمية.
ونسبة 99 بالمئة من الكالسيوم الموجود في جسم الإنسان يتركز في العظام والأسنان، وتتوزع النسبة الباقية في المناطق الأخرى من الجسم. ورغم أنها لا تزال مجهولة لدى الكثيرين، فإنها تلعب دورا مهما في صحة الإنسان، سواء كان طفلا أو بالغا أو مسنا.
وأكدت الصحيفة أن الكالسيوم يلعب دورا في بعض الوظائف المهمة جدا، مثل الحفاظ على استقرار نسق ضربات القلب، وتوصيل السيالة العصبية، وعمليات انقباض العضلات وانبساطها، التي تمثل طريقة الإنسان لإظهار حالته العصبية.
وأضافت الصحيفة أن الكالسيوم مهم أيضا لضبط درجة تخثر الدم، ومن أجل إفراز الهرمونات وعمل الأعصاب والعضلات؛ لذلك فإن الكالسيوم مرتبط بمشكلة ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل القلب والشرايين، وأمراض الشيخوخة، والسكري.
وذكرت الصحيفة أن دراسات أجريت مؤخرا أكدت الدور الهام الذي يلعبه الكالسيوم، إذا تواجد في جسم الإنسان بنسب معينة، في الوقاية من الجلطات، التي تمثل أكبر سبب للوفاة في إسبانيا، بحسب بيانات وزارة الصحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جسم الإنسان، على عكس بقية الكائنات، لا ينتج الكالسيوم بشكل طبيعي، بل يحصل عليه من الأغذية، مثل الحليب ومشتقات الألبان والجوز الذي توجد فيه أكبر نسبة من هذه المادة.
إلا أن الحليب من بين كل هذه الأغذية يعدّ مصدرا غذائيا مميزا؛ لأنه غني بالكالسيوم، وتركيبته الغذائية سهلة الامتصاص بالنسبة لجسم الإنسان، وتسهل خاصة امتصاص فيتامين د.
وأوضحت الصحيفة أن تعدد طرق استخدام الحليب في الطبخ وسعره المناسب شجعا الإنسان على الإقبال على استهلاكه، والاعتماد عليه ليستمد منه الجسم الكالسيوم.
وذكرت الصحيفة أن حوالي 95 في المئة من العائلات في إسبانيا تستهلك الحليب بشكل يومي، إلا أن هذه النسبة رغم ارتفاعها تشهد انخفاضا كبيرا في السنوات الماضية؛ لأن البعض يعتقدون بأنهم يمكنهم تعويض الحليب بالعصائر النباتية المستمدة من جوز الهند، واللوز، والأرز، التي يطلق عليها حليبا رغم أنها ليست كذلك.
واعتبرت الصحيفة أن الفيتامين د يمثل البطل المجهول فيما يتعلق بامتصاص الكالسيوم، حيث إن كثيرين من الناس يغفلون عن بعض القواعد الصحية الهامة، في إطار سعيهم لتجنب الدهون المشبعة، والحفاظ على رشاقتهم، حيث إنهم يلجؤون للعصائر النباتية التي تسمى حليبا، والتي في الغالب لا تحتوي على كالسيوم، والمشكلة الأخطر هو أنها لا تحتوي على فيتامين د، الذي يعدّ أساسيا لامتصاص هذه المادة.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور بيلار ريوبو، أستاذ علم الغدد والتغذية في مؤسسة خيمينيز دياز، قوله: "الناس يعلمون أن الكالسيوم مرتبط بالعظام، لكن قليلين يدركون أن الفيتامين د مهم جدا في هذه العملية؛ لأنه ضروري؛ لكي تذهب مادة الكالسيوم إلى العظام".
وعلى ضوء هذه المعلومات، نبهت الصحيفة إلى ضرورة عدم الإكثار من مادة الصوديوم الموجودة في الملح والبروتين؛ لأنها تدفع الكليتين للتخلص من الكالسيوم.
وأشارت الصحيفة إلى دراسة أشرفت عليها المؤسسة الإسبانية للتغذية، جاء فيها أن 76 بالمئة من الإسبان يستهلكون يوميا أقل من 80 بالمئة من حاجتهم للكالسيوم، والنساء بشكل خاص يعانين من هذا النقص أكثر من الرجال.
وأضافت الصحيفة أن الكميات اليومية المنصوح بها هي 1000 ميليغرام للبالغين، وهو ما يعادل 6 علب من الزبادي، أو 70 غراما من الجبن، أو 3 أكواب من الحليب.
وبحسب الدراسة ذاتها، فإن الحليب ومشتقات الألبان تمثل ما بين 40 بالمئة و70 بالمئة من حاجيات الجسم من الكالسيوم، إلا أن بعض الناس الذين يواظبون على استهلاك السمك وغلال البحر يعتمدون بشكل أقل على الحليب؛ لأن هذه الأغذية غنية بالكالسيوم، وتسهل امتصاصه.