نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا؛ تناولت فيه خلفيات دعم
إسرائيل لاستقلال
الأكراد عن
العراق.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه حتى الآن لا توجد أي ضمانات بشأن السجل الانتخابي الخاص بإقليم
كردستان العراق. لكن، من المؤكد أن معارضة الحكومة والبرلمان في بغداد لهذا المقترح لن تقف عائقا أمام تحقيق الحكم الذاتي في أربيل.
وهكذا سيكون يوم الاثنين القادم، الموافق ليوم 25 أيلول/ سبتمبر، شاهدا على
استفتاء الانفصال في كردستان. وبالتالي، لا أحد يشك في أن التصويت "بنعم" لإنشاء دولة جديدة مستقلة في الشرق الأوسط سوف يحظى بتأييد كبير.
وبينت الصحيفة أن جميع الدول المجاورة قد رفضت تنظيم مثل هذا الاستفتاء. كما أن الولايات المتحدة تتصدر قائمة الدول الغربية المعارضة لهذا الاستفتاء. وفي هذا الإطار، دعت واشنطن حلفاءها الأكراد إلى التحالف ضد تنظيم الدولة والامتناع عن إقامة هذا الاستفتاء، خاصة أنه لم يتم القضاء على التنظيم في سوريا والعراق حتى الآن.
وبينت الصحيفة أن كردستان العراق، من الناحية العملية، تتمتع تقريبا بحكم ذاتي كامل، حيث تمتلك فريقها الخاص من الشرطة والجيش و(البيشمركة)، وذلك بموجب النظام الفيدرالي المنصوص عليه في الدستور العراقي لسنة 2005، فيما لا يزال نزاع كردستان مع الحكومة المركزية قائما بخصوص إدارة مدينة كركوك. فلماذا يسعى الإقليم إذن إلى تعقيد الأمور مع بغداد بالإعلان عن الاستقلال؟
وأضافت الصحيفة أن كلا من الأمريكيين والأوروبيين يعتقدون أن إنشاء دولة كردية في قلب الشرق الأوسط لن يؤدي سوى إلى إحياء صراعات أخرى المنطقة في غنى عنها.
ومنطقة الإقليم الكردي في العراق، التي يبلغ عدد سكانها حوالي ستة ملايين مواطن في مساحة تبلغ تقريبا 45 ألف كيلومتر مربع، هي الأولى والأكثر نضجا من بين الكيانات الكردية الأربعة المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط. أما الكيانات الكردية الأخرى، التي تشكل كردستان الكبرى "الوهمية"، بحسب وصف الصحيفة، فهي موجودة في كل من سوريا وإيران وتركيا.
وأشار الصحيفة إلى أن تأييد إسرائيل لاستفتاء الانفصال وإنشاء دولة كردية في شمال العراق لم يأت من فراغ، لأن النوايا السياسية التي تضمرها واضحة. وبالتالي، من المؤكد أن أراضي الدولة الجديدة ستكون بمثابة "الجدار العازل" بين إسرائيل والدول المعادية لها، وعلى رأسها إيران. في المقابل، حذر رئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي، منذ أيام، بأنه "لن أسمح بإنشاء إسرائيل ثانية شمال أراضينا".
والجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من السكان الأكراد ينتمون إلى الدين الإسلامي. فهم يعتنقون الإسلام "المعتدل" ويحترمون في الآن نفسه الأقليات الدينية الأخرى، مثل المسيحية واليزيدية. وتعتبر القومية القاسم المشترك بين الأكراد في كنف الدولة العلمانية. وهذه هي النقطة المشتركة مع إسرائيل، التي حافظت على تعاونها القوي مع المجتمعات الكردية في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ وقت طويل.
وأشارت الصحيفة إلى "تعاطف" إسرائيل مع الأكراد، حيث عبّر نتنياهو عن دعمه لتطلعات الشعب الكردي لتحقيق مصيره وإقامة دولته المستقلة.