نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقريرا للصحافي أليكس ماكدونالد، حول استفتاء استقلال
كردستان العراق والمقاتلين
الأكراد الإيرانيين الموجودين حول كركوك، حيث يعتزمون الدفاع عنها في حال نشوب صراع.
ويصف النقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، الحالة في معسكر الصخرة العسكرية، حيث يصيح قائد المعسكر قائلا: "ماذا تريدون؟"، ويرد عليه المقاتلون، معظمهم في العشرينيات من العمر، قائلين: "دولة كردستانية .. دولة كردستانية".
ويقول الكاتب إن أولئك المقاتلين كانوا من وحدة هشابي الخليل، التابعة لحزب الحرية الكردستاني، وهي مجموعة مقاتلة من الأكراد الإيرانيين، الذين تدفقوا بالآلاف إلى العراق؛ بهدف الدفاع عن أكراد العراق، بحسب ما يقولون، من "
تنظيم الدولة ومن عملاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
ويشير الموقع إلى أن هؤلاء المقاتلين جاؤوا أول الأمر عام 2014، لمساعدة القوات الكردية في حربها ضد تنظيم الدولة، حيث تسببت التوترات، التي تدور حول استفتاء الاستقلال يوم 25 أيلول/ سبتمبر، في وضع حزب الحرية الكردستاني على أهبة الاستعداد، ووسع من وجوده حول مدينة كركوك، التي تسيطر عليها القوات الكردية، حيث أصبحت المدينة مكان خلاف.
ويذكر ماكدونالد أن الأكراد يرون كركوك في شمال شرق العراق عاصمة ثقافية لهم، لكن بغداد تقول إنها مدينة متعددة الأعراق، ويجب أن تبقى جزءا من العراق، مشيرا إلى توقع البعض أن شمول المدينة في الاستفتاء سيؤدي إلى وقوع عنف، وهو ما تستعد له قوات حزب الحرية الكردستاني.
وينقل التقرير عن قائد قوات حزب الحرية الكردستاني في معسكر الصخرة أرديلان هوسريفي، قوله: "لقد تم تهديدنا كثيرا، ونرى
الحشد الشعبي والجيش العراقي والمليشيات الأخرى، وكان تنظيم الدولة مجرد شجيرات بالنسبة للمعركة الكبيرة التي كنا نتوقعها، وهذه المرة ستأتي"، ويضيف أن الحشد الشعبي "سيكون أسوأ من تنظيم الدولة؛ لأنهم سيقاتلون ويدعمهم الجيش العراقي، وبالطبع نحن، كوننا أكرادا، لن ننهي معركتنا وانتفاضتنا ضد من يقف في وجه الدولة الكردستانية.. ولن نتوقف حتى نحصل على دولتنا، كردستان".
ويفيد الموقع بأن حزب الحرية الكردستاني يرى إيران عدوا أساسيا في المنطقة، ويعتقد أن إيران وراء عدة محاولات عابرة حدودية لتحطيم الحلم الوطني الكردستاني، حيث يقول هوسريفي: "نرى إيران تدعم الحشد الشعبي وغيرهم من المنظمات المسلحة في العراق ضد الأكراد، ونحن البيشمركة مستعدون للتضحية بكل شيء، وحتى آخر رمق؛ لمنع كركوك من الوقوع في يد الحشد الشعبي".
ويلفت الكاتب إلى أنه في الوقت الذي يسعى فيه الأكراد العراقيون لإقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق، فإن حزب العمال الكردستاني "الموجود في تركيا بشكل رئيسي" ينادي بحل فيدرالي وليس قوميا لمشكلة الأكراد، مشيرا إلى أن حزب الحرية الكردستاني يسعى لإقامة دولة كردية كبرى، تشمل مناطق الأكراد في كل من العراق وإيران وتركيا وسوريا.
وينوه التقرير إلى أن هناك آلاف من قوات حزب الحرية الكردستاني، خاصة حول كركوك وفي التلال المجاورة، حيث يحاولون تحرير الحويجة والمناطق المجاورة من تنظيم الدولة.
ويورد الموقع نقلا عن قائد قوات حزب الحرية الكردستاني حسين يزدنبانا، الذي اشتهر بشبهه لجوزيف ستالين، من جبهة الحويجة على عدة أميال من معسكر الصخرة، قوله إن على قواته أن تتدخل في العراق، وأضاف للموقع: "نحن هنا لحماية حقوق الأكراد، والسبب الآخر هو حماية العالم.. حماية الأكراد وحماية العالم من الإرهاب".
ويبين ماكدونالد أن الحويجة وما حولها تعد من أواخر المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، بعد هزيمته في الموصل في تموز/ يوليو، لافتا إلى أنه في الوقت الذي شاركت فيه كل من القوات العربية وقوات البيشمركة في قتال تنظيم الدولة في السابق، فإن قوات البيشمركة تركت معركة الحويجة، التي بدأت يوم الخميس؛ وذلك بسبب التوتر بين بغداد وحكومة إقليم كردستان على خلفية استفتاء الاستقلال.
وبحسب التقرير، فإن وزير البيشمركة جبار ياور، أعلن يوم الخميس أن قوات البيشمركة لن تشارك في الهجوم على الحويجة، وستقوم بتقوية صفوفها دفاعيا فقط، حيث جاء هذا الإعلان مفاجئا ليزدنبانا، الذي يعتقد أنه يتم تطويق القوات الكردية بين تنظيم الدولة والحشد الشعبي، وقال: "بدأوا بإيجاد مليشيات في طاووق وغيرها من القرى والمناطق على بعد 5 كيلومترات من هنا، لدفع قوات خلفنا، ويستخدمون الحويجة حجة لجلب قواتهم هنا لمهاجمتنا.. أي أن البيشمركة التابعة لحزب الحرية الكردستاني عالقون خلف تنظيم الدولة والمليشيات الشيعية، وبعدها سيهاجمون لأخذ كركوك من أيدي الأكراد، هذه هي الخطة".
ويذكر الموقع أن مليشيات الحشد الشعبي حذرت مرارا عديدة من محاولات حكومة إقليم كردستان ضم المناطق المختلف عليها في العراق، وهددت بأخذها بالقوة، مستدركا بأنه مع أن الحشد الشعبي تألف بعد دعوة من رجل الدين الشيعي علي السيستاني عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة، إلا أن عددا من المليشيات المشاركة فيه تدين بالولاء للزعيم الروحي الإيراني على خامنئي.
ويورد الكاتب أن قائد ميليشيا حركة النجباء أكرم الكعبي قال في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، إنه مستعد للإطاحة بالحكومة العراقية إن أمره خامنئي بذلك، منوها إلى أن حزب الحرية الكردستاني يرى أن الحشد الشعبي أداة في يد إيران، وقتالهم هو مجرد جبهة أخرى في الحرب القائمة مع إيران.
ويقول يزدنبانا للموقع: "نرى أن الحشد الشعبي تهديد لكردستان كلها، هو مجرد علامة مسجلة أخرى لتنظيم الدولة، وننظر إليهم على أنهم إرهابيون.. وكما نرى تنظيم الدولة تهديدا للعالم، فإن الحشد الشعبي يشكل تهديدا أكبر للعالم"، ويضيف: "إن طهران هي مركز الإرهاب ودعم الإرهاب في العالم، فإن هزمت ستنجو الدول كلها من الإرهاب".
ويشير التقرير إلى أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هدد بأنه إن تم تهديد العراقيين باستخدام قوة خارجة عن القانون، "فسنتدخل عسكريا".
ويستدرك الموقع بأنه رغم أن إقليم كردستان رحب بوجود حزب الحرية الكردستاني "من أكراد إيران"، إلا أن بعض المسؤولين عبروا عن قلقهم من وجود عنصر لا يمكن التنبؤ بما سيفعل، مشيرا إلى أن معظم مقاتلي حزب الحرية الكردستاني شباب في العشرينيات من عمرهم، ويقول كثير منهم إنه رأى في الحرب القائمة ضد تنظيم الدولة فرصة للإثبات بأنهم قادرون على القتال لأجل كردستان ولتحريرها من الأنظمة التي "تحتلها".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أنه كما هو الحال مع بقية المجموعات الكردية المقاتلة، فإن النساء يقاتلن بجانب الرجال في حزب الحرية الكردستاني، بعضهن يدفعهن ما تمارسه الحركات المتطرفة من احتقار للنساء، حيث قالت إحدى المقاتلات إنها عندما رأت مقاتلي تنظيم الدولة يغتصبون النساء الأزيديات ويستعبدوهن، فإنها قررت أن تنضم إلى مقاتلي حزب الحرية.