كشف مصدر من عائلة عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري، لـ"عربي21"، أن ابنهم، اعتقلته قوات حفتر في منطقة المخيلي جنوب درنة، إبان معركة خاضها مسلحون من درنة ومدن ليبية أخرى، مع تنظيم الدولة في كانون الثاني/ يناير عام 2016.
وظهر عبد الرحيم المسماري، على تليفزيون مصري، وهو يدلي باعترافات، حول تورطه في مقتل شرطيين مصريين في منطقة الواحات المصرية، منذ أكثر من شهر.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن المسماري لم يسافر إلى مصر، ولم يشترك في أي عملية "إرهابية" ضد جنود مصريين.
وأكد المصدر، أن قوات عملية الكرامة، التي كانت تحاصر مدينة درنة أثناء القتال مع تنظيم الدولة، اعتقلت المسماري، واقتادته إلى سجن الكويفية الخاضع لسيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ثم سلمته للسلطات المصرية.
وشرح، أن آمر الكتيبة 21 حرس حدود، التابعة لعميلة الكرامة، محمد ابسيط، اعترف على صفحته الشخصية، بموقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، في كانون الثاني/ يناير عام 2016، بإلقاء القبض على المسماري في منطقة المخيلي، التي تسيطر عليها قوات حفتر، ثم حذف تدوينته، بعد ظهور المسماري، على تليفزيون مصري.
لماذا؟
وقال مراقبون للشأن الليبي: إن الاعترافات التي أدلى بها المسماري، جاءت بعد قصف منطقة الفتائح شرق درنة، مما يثبت تورط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في عملية القصف، التي أودت بحياة مدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال، وجرح العشرات، وتدمير بيوت المواطنين.
وأضافوا، أن مصر تحاول "استحلال" قصف درنة، والاستمرار في الهجوم عليها، بذريعة أن الذين ينفذون عمليات ضد الجيش والشرطة المصرية، إما ليبيون، أو مصريون تلقوا تدريبات في مدينة درنة شرق ليبيا.
اقرأ أيضا: حوار مثير مع ليبي متهم بالمشاركة في هجوم الواحات (شاهد)
وذكّر المراقبون، بواقعة مقتل أكثر من عشرين قبطيا، في محافظة المنيا، جنوب مصر، في أيار/ مايو الماضي، التي اتهم فيها نظام السيسي، متطرفين تلقوا تدريبات في درنة الليبية، إلا أن تنظيم الدولة تبنى العملية بعد ذلك، ومن المعروف أن تنظيم الدولة انسحب من مدينة درنة في نيسان/ أبريل عام 2016.
وبينوا، أن النظام المصري قصف مدينة درنة في شباط/ فبراير عام 2015، ردا على إعدام متشددين ليبيين وأجانب، لواحد وعشرين قبطيا، ثم ظهر في العام الجاري أن المصريين الأقباط، أعدموا ودفنوا في مدينة سرت وسط ليبيا.
حفتر
وقال معلقون على اعترافات المسماري: إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر يسلم ليبيين لمصر، بتهم لم تثبت، بل ومفبركة، في حين يرفض تسليم آمر محاور القوات الخاصة، في بنغازي، محمود الورفلي، الذي تطالب بتسليمه المحكمة الجنائية الدولية، لتورطه في ارتكاب جرائم حرب في شرق ليبيا.
وأضاف المعلقون، أن حفتر يرهن سيادة ليبيا وأمن مواطنيها، لإرادة النظام المصري، الذي يسعى لإفشال اتفاق الصخيرات السياسي، وتنصيب الجنرال المتقاعد حاكما عسكريا على ليبيا.
الجيش المصري يعلن تصفية "مسلحي الواحات" وتحرير محمد الحايس
بدء التحقيق في "جريمة الأبيار" بليبيا.. هل تورط حفتر؟
العثور على 37 جثة مجهولة في ليبيا.. و"قوات حفتر" تعلق