أجرت قناة "أن بي سي نيوز" الأمريكية، مقابلة خاصة مع شاب روسي قالته إنه من أشهر الأشخاص الذين عملوا ضمن جيش روسي إلكتروني مكون من مئات الشباب، لبث محتوى على الإنترنت وصل مئات ملايين الأمريكيين، متعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.
وبحسب ما ترجمت "عربي21"، فقد قالت القناة إن "فيتالي بيسبالوف" البالغ من العمر 26 عاما، كان يعمل في مبنى يعرف باسم "وكالة بحوث الإنترنت"، وهو بالحقيقة عن "مصنع أقزام إنترنت" ويعمل على ضخ المعلومات الخاطئة على الإنترنت، لصالح أجندات محددة سلفا.
وعن مصنع الأقزام، قال بيسبالوف إن المنشأة كان فيها نوبات عمل ليلة ونهارية، وكافتيريا، وحراس على الأبواب، وتقع في أحد شوارع سانت بطرسبيرغ، وفيها عمال من المدونين والصحافيين السابقين، كانت مهمتهم اختلاق الأخبار الكاذبة سريعة الانتشار، وبثها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصف العمل بأنه دائرة لصنع الأكاذيب، لا تعرف من مررها لك، ولا تعرف من سيستقبلها منك بعد ذلك، لتصبح بالنهاية كذبة جاهزة للنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار بيسبالوف إلى أن المنشأة كانت بالتأكيد مرتبطة بالكرملين، وهو ما تدعمه أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي ترى أن حلفاء بوتين، والاستخبارات الروسية هم الممولون المحتملون للوكالة.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، قال موقع فيسبوك للكونغرس الأمريكي، إن 80 ألف مادة محتوى نشرت على صفحاته، خرجت من الوكالة، وقالت شركة تويتر إن ما يقرب 3 آلاف مادة نشرت هناك ترتبط بـ"وكالة بحوث الإنترنت"، الروسية.
ونقلت القناة عن الزميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية، كلينت واتس، قوله إن "أقزام الإنترنت" قادرون على ضخ محتوى إخباري مصنف بحسب المواضيع، يمكنه تشويه الحوارات، وهو ما يسمى "الدعاية المحوسبة"، والتي عن طريقها يمكن أن تكون الأخبار الكاذبة أكثر قابلية للتصديق مقارنة بالمحادثات العادية بين الأشخاص.
وقال بيسبالوف إن عمله شخصيا كان مركزا على تشويه سمعة أوكرانيا، بينما آخرين كانت مهمتهم التركيز على الولايات المتحدة الأمريكية.
وتلقى العاملون في المنشأة رواتب تتراوح بين 1300 – 2000 دولار شهريا، مقابل إثارة الضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، أما المبتدئون فقد كانوا يحصلون على 1000 دولار إلى جانب المكافآت.
وعن طريقة سير العمل، فقد تم توزيع العاملين في الوكالة على ثلاثة طوابق، الأول فيه صحفيون محترفون، يعملون على كتابة مقالات إخبارية بأجندة معينة، تمرر بعدها إلى الطابق الثاني حيث يعمل الموظفون هناك على نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، أما من في الطابق الثالث فمهمتهم التفاعل والتعليق على الأخبار المنشورة بهويات مزيفة.
اقرأ أيضا: تقرير: 30 دولة تستخدم جيوشاً إلكترونية للتأثير بالرأي العام
ولا يعلم الموظفون في الطوابق المختلفة من يكتب المادة، ولا من يروجها، ولا من يعلق عليها، ولا يلتقون إلى في المرافق العامة كالكافتيريا مثلا، أو أماكن التدخين.
وأكد بيسبالوف للشبكة: "يمكنك العمل هناك لأشهر طويلة وكتابة أخبار مزيفة، دون أن تتاح لك فرصة الحديث مع أحد من الذين علقوا على المادة المنشورة على مواقع التواصل، لكننا نعلم جميعا أن وظيفتنا كانت الكذب".
وبعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا عام 2014، أسندت إلى بيسبالوف كتابة مقالات حول أوكرانيا، لموقع الكتروني صمم ليبدو أنه يبث من أوكرانيا، وليس من سانت بطرسبيرغ في روسيا.
وكانت الأخبار مليئة بالحقائق الصحيحة، لكنها أيضا مليئة بالكلمات المعدلة من قبيل "الإرهابيين"، "المليشيات"، "الحرس الوطني" وبالطبع تخلو المواد من أي انتقاد للطرف الروسي.
وكان سقف المعلومات الحقيقية في المواد هو 70%، وتظهر المقالات في مقدمة نتائج البحث على محركات البحث على الإنترنت.
وكان عمل بيسبالوف في مرحلة من المراحل، صناعة الحسابات الوهمية، لنشر مواد تعزز الدعاية الروسية بشأن أوكرانيا، وكثير منها كان بأسماء فتيات لكونها أكثر انتشارا ووصولا، وبعضها كان يتم حظره على الشبكة، فيعمل من جديد على صنع حسابات أخرى.
وبعض هذه الحسابات التي كانت مهمتها العمل على الساحة الأوكرانية، انتقلت وقت الانتخابات الأمريكية للعمل على دعم الرئيس دونالد ترامب، بحسب الاستخبارات الأمريكية.
ونفى الكرملين عمله بنشاطات "مركز بحوث الإنترنت"، وقال إن الأخبار عن ذلك ربنا تكون مختلقة.
الكشف عن علاقة تجارية بين وزير أمريكي ومقربين من بوتين
خطة روسية لكبح جماح تركيا عن طريق أرمينيا.. هل تنجح بذلك؟
كاتب بريطاني: زعيم أسوأ من ترامب بكثير زار لندن ودون احتجاج