استعرض خبير إسرائيلي، مدى تأثير سياسية "تنقيط" الصواريخ على الإسرائيليين المقيمين بالقرب من قطاع
غزة الذي يعاني من وضع إنساني كارثي، وهو ما يتطلب – وفق تقديره – أن تحشد "تل أبيب"، من أجل تدخل عسكري إنساني دولي لإزالة "
حماس".
ضربة وقائية
ولفت الخبير الإسرائيلي في الشؤون الدولية، نداف إيال، إلى تأثير سياسية "تنقيط" الصواريخ التي تنطلق من قطاع غزة، على الأراضي المحتلة التي تسيطر عليها "إسرائيل"، والتي بدورها تعتبر "كتعذيب متواصل"، للإسرائيليين الذين يهرعون للملاجئ.
وبسبب حالة الغليان التي تجتاح الأراضي الفلسطينية بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بمدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"، رأى إيال في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أنه "لن يفاجأ أحد من جولة قتال أخرى في الجنوب، مع ضرورة وجود تفكير متجدد هذه المرة".
ولفت إلى أن "القانون الدولي يحظر استخدام القوة بين دولتين إلا في حالتين؛ الدفاع عن النفس والتدخل العسكري بإذن من مجلس الأمن الدولي، وهنا يمكن اعتبار أن أي ضربة وقائية تأتي ضمن مفهوم الدفاع عن النفس".
كما نشأ في العقود الأخيرة، استثناء آخر على حظر استخدام القوة؛ وهو "التدخل الإنساني، ومثل هذا التدخل يمكنه أن يكون قانونيا حتى لو لم يكن دفاعا عن النفس وحتى لو لم يقره مجلس الأمن".
وبشأن قطاع غزة الذي تحكمه "حماس"، فهو "يعاني من وضع إنساني كارثي يقف على الحافة؛ وهذا ما يتفق عليه الجيش الإسرائيلي والأمين العام للأمم المتحدة"، بحسب الخبير الإسرائيلي الذي نوه أنه "كان يفترض بالمصالحة الفلسطينية أن تحسن الوضع، لكنها عمليا انهارت".
إعادة احتلال القطاع
ولهذا "الوضع الرهيب، الذي يعاني منه سكان قطاع غزة، معان استراتيجية وعملية بالنسبة لإسرائيل، فهي التي بادرت إلى التغيير الأساس في وضع غزة، مرتين؛ الأولى عندما عقدت اتفاقات أوسلو، والثانية عندما قررت فك الارتباط"، بحسب إيال.
وزعم أن "أهل غزة المؤيدين لحماس، ما زالوا يواصلون دفع الثمن بسبب سياسة الإغلاق الإسرائيلية"، موضحا أن "الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع، ستلقى على بوابة إسرائيل؛ وهذا ما سيحصل".
وأشار الخبير إلى "إمكانية أن تصبح غزة مثل الصومال، وفي مثل هذا الوضع فإن حماس نفسها كفيلة بأن تستفيد من قدرتها الناجعة على التحكم بالمنظمات المختلفة في القطاع؛ كتلك التي تطلق الآن الصواريخ نحو إسرائيل".
وبناء على ذلك، رأى إيال، أن "المطلوب هو تدخل دولي عسكري إنساني في قطاع غزة، يزيل حكم حماس، وإسرائيل هنا ليست مرشحة جيدة لمثل هذا التدخل؛ فهي ستعني محاولة إعادة احتلال القطاع، وحماس على أي حال هي عدوها المرير".
وتابع أنه من الواضح، أن "مصر أو الجامعة العربية، وحتى السلطة الفلسطينية لا يرغبون في مثل هذا التدخل العسكري، وبالطبع الغرب كذلك"، مشددا على أهمية أن "تقود إسرائيل هذا النهج وتحاول أن تجد له مؤيدين، لأن مثل هذا التدخل ضرورة للإسرائيليين المقيمين في الجنوب".