أصدر الفنان حمزة نمرة ألبومه الأخير، الذي حاز قبولا واسعا بين الشباب العربي، خاصة مصر، حيث تصدرت أسماء أغانيه قوائم أعلى الوسوم تداولا على مدار الأيام الماضية.
ألبوم "هطير من تاني" المثير للجدل أثار شجون عدة لدى المعلقين والنشطاء، حيث اعتبره العديد منهم إسقاطا على واقع معين يراه، لكن في أغلب المعلقين والمغردين اعتبروه إسقاطا على الوضع السياسي في المنطقة العربية، خاصة مصر.
وعن الوضع السياسي في مصر، علق حمزة نمرة في حوار صحفي لموقع "ميدان" التابع لـ "الجزيرة"، فقال: "لقد ماتت السياسة في مصر، ولم يعُد ما يحدث يمُت للسياسة بصلة. تستطيع أن تسميه أي شيء آخر غير السياسة". وهو التعليق الذي رأى نشطاء حاورتهم "عربي21" أنه ينطبق على ألبومه بأغانيه التي تحمل الكثير من "التلقيح السياسي"، بحسب وصف نشطاء.
واختص نشطاء عدة أغان من ألبوم نمرة بالتعليق والتمحيص، منها "بص بص" و"شيكايو" و"داري يا قلبي"، حيث اعتبروه أن الأولى "بص بص" بكلماتها التي تتحدث عن صفقات البيع إسقاط على قضية بيع تيران وصنافير، وتهريب الآثار إلى الإمارات، وصفقة استيراد الغاز من إسرائيل، وأزمة سد النهضة.
أما الأغنية "شيكايو"، فرأى فيها نشطاء إسقاطا عاما على الوضع السياسي والاقتصادي للبلاد، خاصة مع كلماته: "والسواق مبسوط وبيضحك.. ومافيش حتي فرامل.. كل ما أقوله هنغرق ياسطى.. ولا سامع ولا سائل.. والركاب مقسومة نصين.. واحنا فِ وسطيهم مساكين.. في ناس تطبله وبتشجع.. وناس بتدعي الأتوبيس يولع". تلك الكلمات وصفها نشطاء بأنها: "وصف حقيقي للجنون اللي البلد فيه، وهي رايحة في داهية مع رئيس مجنون محدش قادر يوقفه وناس مطبلاتية وناس تانية بتتمنى البلد تخرب وباقي الشعب في النص محتاس".
أما الأغنية الأبرز التي عرضها نمرة قبل نشره لبقية الألبوم "داري يا قلبي" فاعتبرها نشطاء معبرة عن حال جميع الشباب العربي عقب ثورات الربيع العربي والثورات المضادة، بعد الانقلاب في مصر، والوضع الاقتصادي في تونس، والحرب المستمرة في سوريا واليمن وليبيا. واعتبر نشطاء تحدثت إليهم "عربي21" أن "داري يا قلبي" وصف واقعي لـ: "حالة التخبط التي انتابت الشباب العربي وخاصة المصري بين قمع الانقلاب للرأي والحريات في داخل مصر بالاعتقال والإخفاء القسري والتهجير وبين الفرار خارج مصر في محاولة لتأمين الروح وقوت اليوم".
واشتهر نمرة بلقب "مطرب الثورة"، حيث قدم أغاني وطنية لثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومن أشهرها: "إنسان"، "اسمعني"، "يا مظلوم ارتاح". لكن نمرة نفى هذا اللقب عن نفسه، فقال في الحوار المذكور: "في الحقيقة، أنا لست فنان الثورة، ولا أعتبر نفسي فنانا ثوريا، ما يصح أن نقوله أنني فنّان شاركت في الثورة المصرية كأي أحد، لم أصعد إلى المنصّة طيلة 18 يوما أو أغنّي أي أغنية، شاركت بشخصي، حتى الأغنية الوحيدة التي غنيتها على المنصّة عقب تنحي مبارك كانت "بلدي يا بلدي".
ورغم رأي نمرة، إلا أن العديد من النشطاء الذين حاورتهم "عربي21" اعتبروا أن حمزة نمرة "مرآة صادقة لهذا الجيل بكلماته وألحانه التي تعبر عن أرواحنا وهمومنا وآلامنا وجميع انفعالاتنا في كل مرحلة منذ أن بدأنا نتنفس الأمل مع الربيع العربي وأغانيه (احلم معايا) ثم (اسمعني) وصولا إلى حزن اليوم بـ(داري يا قلبي) وتفاؤل وأمل (هطير من تاني)". ألبوم نمرة حتى الآن حاز على إجمالي استماع على موقع "ساوند كلاود" 5 ملايين و337 ألفا. أما على موقع "يوتيوب"، فقد حازت أغانيه على إجمالي مشاهدة 48 مليونا و340 ألفا، منهم 39 مليونا مشاهدة لمقطع "داري يا قلبي". جدير بالذكر أنه ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، تمنع الإذاعة المصرية إذاعة أي أغان لـ"نمرة"؛ بدعوى "معارضته" للنظام الحاكم في مصر حاليا.
المرشح الرئاسي السابق خالد علي يستقيل من حزبه لاتهامه بالتحرش
مصر والسعودية برأس قائمة البؤس الاقتصادي ونشطاء يعلقون
حكم بإعدام 5 من معارضي السيسي بقضية "خلية أوسيم"