كشف خبير عسكري، عن مخاوف
إسرائيلية متصاعدة من
امتداد المظاهرات الفلسطينية إلى
الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي توطد فيه
إيران من تواجدها في سوريا.
وأكد الخبير والمعلق العسكري الإسرائيلي، يوآب
ليمور، أن "الجيش الإسرائيلي يشعر بالقلق نتيجة للدينامية التي تجري على
الأحداث مع
غزة وفي المنطقة، في حين يبحث الجيش عن طرق لردع حركة حماس لمنع
التصعيد".
وزعم أن "الأحداث التي وقعت، أمس الأول
الجمعة، كانت بشكل ضمني؛ أقل مدنية"، موضحا أن "التقسيم في الميدان كان
مختلفا؛ فإذا تم في الأسبوع الأول من المظاهرات، إرسال المدنيين للاحتجاج على
السياج وضرب البنية التحتية، فقد تواجدوا، أمس الأول، على بعد بضع مئات من الأمتار
من السياج".
وأضاف في مقال له بصحيفة "إسرائيل
اليوم" أن: "هذا التغيير جعل الحياة أسهل بالنسبة للجيش، وسمح له بإدارة
الحدث مع قوات أقل وبإصابات دقيقة"، مع العلم أن من بين شهداء الجمعة الماضية
طفلين وصحفي فلسطيني، وعشرات الإصابات الطفيفة.
ومع هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى في
صفوف الفلسطينيين؛ بنيران قناصة الاحتلال، قال ليمور إن حركة "حماس حققت
نجاحا كبيرا على الساحة الدولية، مقابل نجاح محدود جدا على الساحة الفلسطينية، حيث
أن محاولاتها لجر الضفة للتصعيد فشلت تماما"، وفق وصفه.
ورأى أن مشاركة المئات فقط في مظاهرة للتضامن
مع غزة جرت يوم الجمعة الماضي في رام الله، "يدل على أن أبو مازن والأجهزة
الأمنية الفلسطينية يظهرون حماسا قليلا لمنح نجاح حماس".
وأكد أنه "من المشكوك فيه أن الضفة ستقف
على الحياد لفترة طويلة، فالأحداث القادمة ستلامس بشكل مباشر سكانها، مع التركيز
على يوم الأسير، وذكرى النكبة، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس".
ولفت إلى أنه يتعين على قوات الاحتلال "الانتشار
بين قطاعين وإيجاد طرق للردع في الضفة، وفي غزة بشكل خاص، من أجل زيادة معضلة حماس
حول ما إذا ستواصل النشاط الذي بدأ على السياج"، بحسب تقديرات الخبير
الإسرائيلي.
درجة احتكاك
ونوه إلى أن "العبء يجب ألا يقع على كاهل
المستوى الأمني فقط، بل يجب أن تكون هذه مهمة القيادة السياسية، التي يجب أن تجد
السبل لتهدئة حماس" مستبعدا وجود "نشاط سياسي، دبلوماسيا، اقتصاديا و
أمنيا ، وهذا غير قائم في هذه المرحلة".
وتابع: "من الأفضل أن يخصص مجلس الوزراء
وقتا لهذا الموضوع هذا الأسبوع؛ ولكن ليس للحلول التكتيكية كما في الاجتماع
الأخير، ولكن لمناقشات استراتيجية حقيقية؛ وذلك قبل أن تخرج الأحداث عن السيطرة
وتجر الأطراف إلى تصعيد غير مرغوب فيه".
وفي سياق متصل، أكدت صحيفة "هآرتس"
العبرية، وجود نية لجيش الاحتلال "لشن غارات جوية على أهداف عسكرية لحركة
حماس، إذا تواصلت التظاهرات الحاشدة على الحدود".
وكشفت الصحيفة، أن "الأجهزة الأمنية في
إسرائيل، تشعر بالقلق، إزاء إمكانية تطور الوضع لشبه حرب استنزاف على حدود غزة، في
حال تواصلت محاولات اختراق السياج والإضرار بالبنى التحتية، التي تستخدم لبناء
الجدار المضاد للأنفاق".
وتؤكد تقديرات جيش الاحتلال، أن "حماس
ستسعى للحفاظ على درجة احتكاك عالية على طول الحدود حتى منتصف أيار/مايو المقبل
(ذكرى النكبة)، وهو ما قد يجدد الضغط الدبلوماسي على إسرائيل بسبب عدد الإصابات
الكبير في الجانب الفلسطيني".
وزعمت "هآرتس"، أن "القيادة
السياسية الإسرائيلية ليست مهتمة بتصعيد القتال في قطاع غزة، سواء بسبب الثمن
المتوقع للنزاع أو بسبب التطورات ضد إسرائيل على الجبهة الشمالية، حيث توطد إيران
من وجودها في سوريا، بموافقة روسيا".