نشرت صحيفة "سفوبودنايا بريسا" تقريرا أعده الصحفي "زاؤور كاراييف"، تحت عنوان: "تركيا تخون روسيا من جديد"، ما يعكس حالة الشك بين البلدين رغم اللقاءات المتواصلة بين قيادتيهما.
وتطرق التقرير الذي نشرته أيضا وكالة "روسيا اليوم" التي تعبر عمليا عن المواقف الروسية الرسمية إلى احتمال انضمام تركيا للحملة الغربية الموجهة للنظام السوري.
وقال التقرير: "بينما تقوم السفن الحربية الأمريكية بمناورات في البحر الأبيض المتوسط لضرب الدولة السورية، فإن المشاعر المحيطة بحادثة دوما تزداد تأججا".
وتساءل التقرير: "كيف ستتصرف تركيا في هذا الصراع؟ هل ستنضم إلى الحملة ضد روسيا، التي بدأتها الولايات المتحدة وبريطانيا، على الرغم من خلافات أنقرة مع هذه الدول؟".
للرد على هذا التساؤل وسواه؛ التقت الصحيفة مع الخبير العسكري التركي أندير عمريق، والذي قال: "لسبب ما؛ الجميع تقريبا متأكدون من أن الأسد سمح لجيشه مرة أخرى باستخدام الأسلحة الكيماوية، فيما يعتقد آخرون بأنه قد لا يعرف عن ذلك، وأن الجيش قام بذلك بنفسه، لكن يجب إدراك أن هذا أمر مستحيل عمليا. حتى الآن، ليس هناك دليل، ولكن ثمة لجنة تعمل هناك، وعلى الأرجح، سيتم تأكيد هذه النظرية".
وحول عن موقف الحكومة التركية من مهاجمة الولايات المتحدة لأهداف في سوريا، قال الباحث التركي: "اعتاد أردوغان أن يرحب دائما بهذه الأفعال. في المرة الأخيرة، امتدح الولايات المتحدة لقيامها بقصف مطار الشعيرات، والآن لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك. وهناك احتمال أن تقوم القوات المسلحة التركية نفسها، بأمر منه، بعملية ما ضد قوات النظام".
وحول احتمال الرد الروسي على تركيا، قال الباحث التركي: "لا مصلحة لروسيا بمشاكل كبيرة مع أردوغان. لذلك، فمن المرجح أن يُسمح له بالقيام بشيء غير ذي أهمية، وهو ليس بحاجة لأكثر من ذلك. لا يسعى الجيش التركي للدخول في معارك مع النظام، فمهامه تقتصر على وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني. الحد الأقصى، ربما، هو قصف بعض المواقع غير المهمة في شمال سوريا. سيكون ذلك نوعا من التضامن مع أولئك الذين يعارضون الأسلحة الكيميائية في سوريا. يمكن أن يسبب ذلك ضررا كبيرا لروسيا، لكن في هذا الشأن لا يمكن أن يكون أردوغان إلى جانبها، هذا من شأنه أن يؤدي إلى مشاكل مع الولايات المتحدة، وهي الآن كثيرة من دون ذلك. بالنسبة للولايات المتحدة، يمكن الحديث بثقة عن أن إجراءاتها ستكون محدودة. لن يسمحوا أبدا لأنفسهم بإرسال قوات كبيرة إلى سوريا، كما حدث في العراق، لأن ذلك يهدد ترامب وشعبيته الضعيفة بمشاكل جدية. لا أحد سيقتل الروس أيضا. سيتم إخطارهم بجميع أعمال القوات الأمريكية، وبالتالي لا ينبغي لأحد أن يتوقع عواقب عسكرية حقيقية. فالآثار، على الأرجح ستكون، سياسية".
اقرأ أيضا: كيف ينظر الأتراك للضربة الأمريكية المحتملة ضد الأسد؟
أردوغان وبوتين يستعرضان أبرز ما دار في محادثاتهما بأنقرة
أردوغان وبوتين يضعان حجر أساس لمحطة طاقة نووية في تركيا
مباحثات هاتفية بين أردوغان وترامب بشأن تحسين العلاقات