طالب "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" الأطراف المعنية بالنزاع السوري إلى وقف استهداف مخيم اليرموك، وتحييد اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم عن الصراع القائم في البلاد.
وأعرب المتحدث باسم "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، زياد العالول، عن أسفه البالغ للاستهداف الذي يتعرض له مخيم اليرموك منذ عدة أعوام حصارا وقصفا مباشرا.
وقال: "يشعر المرء بالحزن والأسى لما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك، من حصار وتجويع وقصف بالطائرات، في إطار صراع داخلي لا ناقة لهم فيه ولا جمل".
وأشار العالول إلى أن "القيادات الفلسطينية في السلطة والفصائل تتحمل مسؤولية كبرى في حماية ما تبقى من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، وباقي المخيمات في سوريا".
وقال: "المطلوب حملة فلسطينية وطنية لتوفير الحد الأدنى من الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني في
مختلف المخيمات بسوريا، لا سيما في مخيم اليرموك، المحاصر منذ عدة أعوام، والذي يتعرض هذه الأيام لمذبحة جديدة بفعل القصف العشوائي".
كما دعا العالول "مفوضية الأمم المتحدة لحماية اللاجئين، إلى التدخل من أجل توفير الحماية الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، والضغط على أطراف الصراع السوري لتحييد الفلسطينيين من الاستهداف".
وناشد العالول "القوى النافذة على الأرض في سوريا، إلى فتح ممرات آمنة للمدنيين، وتوفير الغذاء والدواء للاجئين الفلسطينيين"، وفق تعبيره.
يذكر أنه ولليوم السادس على التوالي يستمر النظام السوري باستهداف أحياء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بمختلف أنواع الأسلحة، حيث يتعرض المخيم منذ الساعات الأولى من صباح الأمس للقصف الجوي والمدفعي.
ووفق تقرير لـ "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، فإن الطيران الحربي السوري والروسي شن (160) غارة جوية على الأقل استهدفت مخيم اليرموك وأحياء التضامن والقدم والحجر الأسود، يضاف لها (35) غارة استخدمت فيها البراميل المتفجرة و(42) صاروخ أرض ـ أرض.
وتزامن القصف مع اندلاع اشتباكات عنيفة دارت على جبهات مخيم اليرموك وحي القدم بين عناصر تنظيم الدولة وجيش النظام والمجموعات الفلسطينية الموالية له.
وحسب المصدر ذاته، فإن القصف تسبب بوقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى اندلاع العديد من الحرائق في منازل المدنيين.
وفي السياق، ألقت مروحيات النظام السوري مجموعة من المنشورات فوق مناطق سيطرة "تنظيم الدولة" في مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود، واحتوت المنشورات على رسائل تطالب مسلحي "تنظيم الدولة" بالتوقف عن القتال، وتسليم أسلحتهم وأنفسهم إلى جيش النظام.
من جانبها، دعت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية إلى وقف القصف وأعمال العنف في مخيم اليرموك.
وكانت تقارير سابقة تحدثت عن سيطرة "تنظيم الدولة" على 75% من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب العاصمة السورية دمشق.
وحسب معطيات الأمم المتحدة، فقد كان عدد اللاجئين الفلسطينيين داخل الأراضي السورية قبل اندلاع الثورة في البلاد عام 2011، نحو 560 ألفا، موزعين في 12 مخيما ضخما، قبل أن يضطر آلاف الفلسطينيين كباقي ملايين الشعب السوري إلى اللجوء لدول مختلفة مثل تركيا ولبنان والأردن.
يشار إلى أن مخيم اليرموك يبعد 8 كم جنوب العاصمة دمشق، ويشكل اللاجئون الفلسطينيون غالبية سكانه، ويقع تحت حصار قوات النظام والمليشيات الأجنبية الداعمة له منذ 5 سنوات، ويبلغ عدد سكانه في الوقت الحاضر حوالي 5 آلاف مدني، بعد أن كانوا أكثر من 150 ألف شخص قبل الثورة السورية.
للإشارة، فإن "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" الذي انطلق في شباط (فبراير) العام الماضي، من مدينة إسطنبول التركية، ويتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقرا له، يسعى لـ"إطلاق حراك شعبي، لتكريس دور حقيقي وفاعل لفلسطينيي الخارج في قضيتهم، والتركيز على الثوابت الوطنية التي تحقق التوافق بين كافة الشعب الفلسطيني".
مصدر لـ"عربي21": النظام يفاوض داعش للخروج من اليرموك
تل رفعت.. هل تكون مفتاح إجبار تركيا للتفاوض مع نظام الأسد؟
هل تتوقف تركيا عند عفرين بعد تسليم تل رفعت لنظام الأسد؟