طرحت تهديدات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، فور وصوله إلى بنغازي (شرق ليبيا)، لمناوئيه عدة تساؤلات حول طريقة تعامله مع من أطلقوا شائعات وفاته، ودلالة عودته مرة أخرى للمشهد.
وقال حفتر، الذي وصل إلى
بنغازي، الخميس، قادما من العاصمة المصرية القاهرة، إنه "بصحة جيدة، ولن يرد على مروجي
الشائعات، لكن هناك من سيرد عليهم، وبالشكل المناسب"، كما قال.
ولوح حفتر بتدخل
"الجيش" مرة أخرى؛ لضمان حياة سعيدة للشعب الليبي، واصفا الانتخابات
المقبلة بأنها مجرد "تمثيل"، حسب قوله.
تشكيك
وقبيل عودته، شكك كثيرون
في رجوع حفتر إلى ليبيا وتعافيه سريعا، بعد تقارير طبية تؤكد عدة
قدرته على الحركة أو النطق، متسائلين عن سر غيابه، ولماذا لم تنشر له
صورة واحدة منذ أزمته الصحية، وأن كل الأنباء الواردة عن عودته مصدرها تصريحات من
عائلته ومن متحدثه وفقط".
وفي حين لم تذكر أي مصادر
رسمية في الدولة المصرية عن زيارة حفتر لأراضيها، طرحت عودته
وتهديداته عدة تساؤلات.
المصالحة أو الانتقام
وأكد المدون والناشط
السياسي من بنغازي، فرج فركاش، أن "المتطرفين من معسكر حفتر سيستغلون عودته لترويجه، وكأنه تكتيك وانتصار عسكري؛ لإحداث مزيد من حالة الاستقطاب
والانقسام الحالي، مثلما فعلت القنوات المحسوبة على الطرف المضاد".
وأضاف
لـ"عربي21": "حفتر أمامه طريقان، إما السلام والمصالحة وتوحيد
المؤسسات، أو التصعيد ضد خصومه، وهذا ما يريده المتطرفون من أجل تحقيق غرض إقصاء من
يعتبرونهم خصوما، وهذا ليس في صالح أي طرف"، حسب تعبيره.
وجود رمزي
في حين، أشار عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر، إلى أن "التقارير تؤكد أن حفتر يعاني من مشاكل صحية قد تعيق عمله في القادم من الأيام، وقد تكون عودته من أجل ترتيب البيت الداخلي لعملية الكرامة".
وأضاف
لـ"عربي21": "وقد تكون العودة بهدف تعيين خليفة له يكمل المشوار
الذي يبدو أنه لن يستطيع إكماله أو على أقل تقدير لن
يكون بالحيوية ذاتها والقوة السابقة، فبعيدا عن مرضه، فقد بلغ من الكبر عتيا، وقد
يقتصر دوره على وجود رمزي ليس إلا"، وفق رأيه.
ورأى الباحث الليبي، علي أبو زيد أن "عودة حفتر قد تندرج ضمن محاولات الإرباك؛ من أجل كسب مزيد من الوقت لإيجاد بديل عنه".
وأوضح في تصريحه
لـ"عربي21" أن "دولتي الإمارات ومصر ستبحثان عن شخصية قادرة على
الحفاظ على الوضع الحالي، إلى حين إعادة حلفائها المناوئين للتيار الإسلامي إلى
الواجهة، وإعادة ترتيب صفوفهم، وتهيئتهم للانتخابات المنتظرة"، حسب قوله.
"زيادة شعبيته"
وأكد الإعلامي من طرابلس،
محمد علي، أن "عودة حفتر رفعت من رصيده داخليا بين أنصاره. وفي الوقت ذاته، اختفاؤه مدة من الزمن، والتكتم والتضارب حول مصيره، عكست حالة من الإدارة السيئة
للأزمة في قيادته، خاصة أن الرجل فعليا كان في رحلة علاج".
وتابع: "لكن تعامله
مع الموقف بنوع من التكتم هو الذي فتح الباب أمام كافة السيناربوهات، خاصة مع توارد
الأنباء من باريس عن مرضه الشديد في أحيان أخرى، وتضارب تصريحات
المقربين منه، وهنا لا يلام الإعلام، بل تلام قوات حفتر"، وفق قوله
لـ"عربي21".
قواعد جديدة لانتخابات لبنان ستبقي الحرس القديم في السلطة
"عبد السلام الحاسي".. مرشح قوي لخلافة حفتر.. من هو؟
جدل واسع بين نشطاء مواقع التواصل عقب أنباء "وفاة حفتر"