أثارت عودة اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر إلى ليبيا بصحة جيدة، تكهنات عدة حول تأثير ذلك على مستقبل خصومه، وكيفية تعامله مع المشهد العام هناك.
وفور وصوله إلى بنغازي (شرق ليبيا)، هاجم حفتر من روجوا شائعات وفاته أو مرضه، مؤكدا أن "هناك من سيرد على هؤلاء بالشكل المناسب"، دون توضيح المقصود من ذلك، مشيرا إلى أن "الجيش فقط القادر على ضمان حياة سعيدة للشعب الليبي"، كما قال.
رفض الانتخابات
ووصف حفتر، العائد من رحلة غياب استمرت 17 يوما، العملية الانتخابية المنتظرة بأنها مجرد "تمثيل" على الشعب الليبي، وهو ما يعد تراجعا عن تأييده للانتخابات من قبل.
ورأى مراقبون أن "عودة حفتر إلى المشهد وبصحة جيدة أربكت خصومه، وأحرجت إعلامهم الذي زعم أن الرجل مات، في حين رأى آخرون أن عودته رمزية، وجاءت فقط لترتيب أوضاع قواته هناك ولضمان بقاء أبنائه وأقاربه".
وطرحت عودته وتصريحاته تساؤلات عدة، منها: "هل تعليقه على الانتخابات يعد تنصلا منها؟ وكيف ستكون العلاقة بين حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح بعد لقاء الأخير برئيس الأعلى للدولة والمحسوب على الإخوان، خالد المشري؟".
اقرأ أيضا: رئيس العدالة والبناء: تصريحات حفتر مرفوضة بشأن الانتخابات
"حملة غير دقيقة"
من جهته، أكد الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي، خيري عمر، أنه "حتى الآن لم يظهر ارتباك لدى مناوئي حفتر وخصومه، لكن الحملة من قبلهم ضده كانت غير دقيقة، وافترضت أشياء معظمها مضلل".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "غياب حفتر حتى الآن لم يعرف سببه، هل كان متعمدا أم لا، لكن كل التصريحات خاصة من فرنسا تؤكد أن الرجل كان في رحلة علاج، لكني لا أعتقد أن الغياب كان خطة استخباراتية متعمدة"، بحسب رأيه.
اقرأ أيضا: ما دلالة عودة حفتر إلى ليبيا؟ وكيف سيتعامل مع مناوئيه؟
وحول موقفه من الانتخابات ومن عقيلة صالح، قال عمر: "بخصوص الانتخابات يعتمد هذا على تصريحاته المقبلة، وهل فعلا يرفض العملية ويعطلها أم لا، أما عقيلة صالح فقد تصرف وهو يدري بكثير من المتغيرات وليس كما أشيع أنه لا يعرف شيئا عن مرض "حفتر".
"لعبة استخباراتية"
ورأى الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، أن "ظهور حفتر بهذه الطريقة بعد حجم الإشاعات الذي انساقت وراءه وسائل إعلام محلية ودولية يوحي بأن اختفاءه كان لعبة استخبارتية ناجحة ليكشف بعدها ويعلن ما كان يخفيه سابقا وهو رفضه للعملية السياسية".
وأضاف لـ"عربي21": "لأن الاعتراف بالانتخابات سابقا لم يكن يعبر عن قناعة حقيقية لدى حفتر، فعمليا عمل على إفشال أي حل سياسي ينهي الأزمة لأنه يدرك تماما بأن الحل السياسي لن يلبي له طموحه في الوصول إلى السلطة"، وفق تقديراته.
"إرباك للخصوم"
لكن الناشط السياسي الليبي، تميم بوشيحة، أكد من جانبه أن "العودة كانت مربكة لعدد من خصوم حفتر، لأن الكثير منهم كانوا يخططون لما بعده، وفجأة عاد الرجل من وعكته الصحية التي لم تكن خطيرة كما كان يروج لها إعلام الخصوم".
وأوضح أن "حفتر لن يرضى أصلا بالانتخابات وبالعملية الديمقرطية، فهو رجل عسكري، وسيستمر في العمليات العسكرية، أما بخصوص علاقته برئيس البرلمان فهي غير جيدة حتى قبل مرض حفتر، الذي بعودته ربما يشتعل الخلاف بينهما مرة أخرى"، وفق توقعاته.
"تسويات باريس"
وقال الناشط الحقوقي، طاهر النغنوغي، إن "رجوع حفتر لن يعني شيئا كبيرا لخصومه، لأن عودته من عدمها لن يعني انفراج الأزمة الليبية، لكن الأهم هو البحث عن الداعم الحقيقي لحفتر، لأن له الكلمة النهائية ويعد الفاعل الرئيس".
وتابع: "غياب حفتر تم استغلاله من داعميه لمعرفة من لهم ومن عليهم، لكن رفضه للانتخابات هو جزء من الخطة القادمة للسيطرة بالقوة على الساحة السياسية"، وفق قوله لـ"عربي21".
أما الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، فرأى أنه "ربما تكون هناك تسويات حدثت في باريس خلال غياب "حفتر" دون تبرير مقتع سوى المرض، وهنا الأمور تشابكت بشكل متسارع، وحدثت اجتماعات "صالح-المشري" خلال هذا الغياب".
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "الأمر كله ربما تقف خلفه خطة استخباراتية إقليمية وبرعاية فرنسية، لازالت تكهنات أبعادها وأهدافها غير واضحة حتى الآن".
"عبد السلام الحاسي".. مرشح قوي لخلافة حفتر.. من هو؟
جدل واسع بين نشطاء مواقع التواصل عقب أنباء "وفاة حفتر"
هذه أهم المعارك العسكرية للجنرال الليبي خليفة حفتر