ذكر المستشرق الإسرائيلي يارون فريدمان الأحد، أنه "في ظل اشتداد التوتر بين إسرائيل وإيران، فإن النسبة الكبيرة من ردود الفعل السعودية تأتي منحازة للسلوك العسكري الإسرائيلي".
وأشار فريدمان في مقال نشرته صحيفة "يديعوت
أحرونوت" وترجمته "عربي21"، إلى أن "أبرز ردود الفعل
السعودية، ما ذكره الجنرال السابق في الاستخبارات السعودية أنور عشقي، والذي أغضب
كثيرا من الدول العربية، بوصفه إيران العدو المضمون وإسرائيل العدو المظنون، لأن
الأخيرة لم تطلق رصاصة واحدة على بلاده، فيما تواصل إيران إطلاق القذائف الصاروخية
على المملكة عبر الحوثيين في اليمن".
وأضاف فريدمان أن "عددا من المحللين والخبراء
السعوديين لم ينفوا وجود شراكة سعودية مع إسرائيل لمواجهة إيران، شرط أن توافق تل
أبيب على المبادرة السعودية للسلام مع الفلسطينيين، بجانب ما ردده محللون سعوديون
من أن القضية الفلسطينية تحولت إلى أداة دعائية لصالح إيران، ومحاولة تطهيرها من
أخطائها في المنطقة، واتهموها بالإضرار بالقضية الفلسطينية".
ولفت إلى أن "معظم المحللين السعوديين الكبار
زعموا أن النظام الإيراني لم يكن في ضائقة كالتي يعيشها هذه الأيام، لا سيما مستوى
الجوع الذي يعانيه أربعون مليون إيراني، وهم نصف السكان، حتى إن بعضهم تحدث عن أن
الوضع يشبه ما كان عليه قبيل اندلاع ثورة 1979، بسبب تراجع قيمة العملة
الإيرانية، ومعدلات البطالة، والتضخم المرتفع، وتدخلات بنوك ومؤسسات دولية، ودعوات
برلمانية لرئيس البنك المركزي الإيراني بالاستقالة".
اقرأ أيضا: صحيفة إسبانية: السعودية وإسرائيل حلفاء صامتون
وتابع قائلا: "خصوم السعودية في العالم العربي
يرددون ما قالته أوروبا بشأن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وأن ذلك سيعيد
المنطقة ثلاث سنوات للوراء من عدم الاستقرار الإقليمي، وأن إسرائيل تقوم بتفجير
المواقع الإيرانية بسبب إحباطها من خسارتها في سوريا، وتطهير دمشق من المجموعات
المسلحة، وأن هدف الضربات الإسرائيلية ضد إيران هي لاستدراجها لحرب ليست مريحة لها
في هذه الآونة، لأن إيران دولة حكيمة وذكية لا تقع في الشرك الإسرائيلي، وتهاجم في
الوقت المناسب لها".
الكاتب بموقع محادثة محلية "ميرون ربابورت"
قال إن "الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع إيرانية في سوريا لم تكن
عفوية، وإنما منسقة مع الولايات المتحدة، ومع شريك آخر يتحدثون عنه قليلا وهي
السعودية".
وأضاف في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أنه "يمكن النظر للضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد مواقع إيرانية في سوريا على أنها جزء من تفاهم إسرائيلي أمريكي سعودي، بحيث يمكن القول إن السعودية وافقت على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بعد قبولها بأن تطير الطائرات المتجهة لإسرائيل فوق أجوائها، وزيادة الضغط على الرئيس الفلسطيني للقبول بصفقة القرن، التي تعني للفلسطينيين تصفية لقضيتهم، كل ذلك مقابل زيادة التصعيد الإسرائيلي ضد إيران في سوريا".
اقرأ أيضا: بومبيو يطلع قادة الرياض على خطط ترامب قبل توجهه لإسرائيل
ونوه ربابورت إلى أن "ذلك قد يبدو احتمالا
سخيفا، لكن ما تقوله الأوساط السعودية بأن الصورة اليوم في الإقليم تبدو واضحة
أكثر من أي وقت مضى، فالهدف هو إجبار إيران على الانسحاب من سوريا، بالتزامن مع
الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات جديدة عليها، وخلال ذلك تفعيل
قوة عسكرية إسرائيلية تقضي على ما تبقى من مواقع إيرانية في سوريا".
وذكر أن "الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد
المواقع الإيرانية في سوريا لاقت ترحيبا في دوائر صنع القرار في الرياض، باعتبارها
جزءا من حراك شامل يشمل الشرق الأوسط بأسره ضد إيران، وفي حين أن الحزب الشيوعي
الإسرائيلي كان يهتف دائما في العقود السابقة: لن نموت من أجل الولايات المتحدة،
فهل نلجأ لتغيير الهتاف اليوم ونقول: من أجل بن سلمان يمكن أن نذهب للحرب؟".
وتابع قائلا إن "أوساط إيران تزعم أن السعودية
طيلة الوقت تدفع إسرائيل باتجاه مواجهة عسكرية مع حزب الله، بحيث تقوم إسرائيل بما
لا تستطيع السعودية القيام به، وفي حين ألمحت إسرائيل بأن مثل هذه الأحاديث جرت
فعلا، فإنها رفضتها، لأن نتنياهو رفض المخاطرة بحياة جنوده تلبية لرغبة ولي العهد
السعودي محمد بن سلمان".
موقع إسرائيلي: السعودية تصفق لإسرائيل.. وهذا مبررها
دبلوماسي إسرائيلي يدعو لدعم ابن سلمان بملف التطبيع
وسط أربعة تحديات.. متى تحتاج إسرائيل لدعم صديقها الأهم؟