أفاد نشطاء سوريون في شمال شرق
سوريا بأن السجناء العرب لدى قوات "سوريا
الديمقراطية" (
قسد) يتعرضون للتعذيب الجسدي حتى الموت، بالإضافة إلى
التعذيب
النفسي الشديد والإهانات المخلة بالكرامة الإنسانية بحسب العديد من الشهادات.
وأكد الصحفي السوري في "شبكة فرات بوست" صهيب الجابر، أن سجون "قسد"
المنتشرة في مناطق سيطرتها بدير الزور والرقة، تشهد المزيد من الانتهاكات بحق
المعتقلين، الذين يلقى على أغلبهم تهمة الانتماء لتنظيم الدولة أو الجيش السوري
الحر.
وقال في حديثه لـ"عربي21": إن التعذيب الممنهج الممارس بحق
المعتقلين، أدى إلى وفاة العديد منهم داخل سجنه، ومنهم من خرج يحمل العديد من
الأمراض والعاهات الجسدية، إضافة إلى أن منهم من فقد عقله جراء قسوة التعذيب
الممارس ضده، وأخرهم حالة تمكنوا من توثيقها في ريف دير الزور الشرقي.
وتابع، أن المهندس فهد عماش المعتقل في سجون "قسد" وهو من أبناء
بلدة صبيخان بريف دير الزور الشرقي، "استشهد بسبب التعذيب الذي تعرض له في أثناء
فترة اعتقاله أمس الخميس".
وأشار إلى أن تهم الانتساب لتنظيم الدولة أو الجيش السوري الحر، اتخذت
وسيلة لقادة عسكريين في "قسد" من أجل ابتزاز المدنيين، بل إن بعضهم يجبر
على دفع مبالغ مالية بشكل دوري تحت تهديد اعتقاله بتهمة "الدعشنة"، في
حال رفض تسديد المبالغ المطلوبة.
وأضاف، أن قرية أبو حمام بريف دير الزور الشرقي كانت مسرحا لضحية أخرى وهو
الشاب أحمد أبو مريم، الذي خرج من سجن "قسد" بعد فترة اعتقال دامت 6
أشهر، بتهمة أنه من "تنظيم الدولة"، وفوجئت عائلته فجر أمس الخميس، وهو ملقى أمام منزله، لكنه يعاني من
اختلال عقلي.
وبسبب الحالة التي وصل إليها أبو مريم جراء سجنه، فإنه لم يتمكن من التعرف
حتى على زوجته وأطفاله الثلاثة.
ولفت إلى أن الشاب من الطبقة الفقيرة، ولم يكن معروفا عنه انتماؤه
للتنظيم، لكنه مع ذلك اعتقل بهذه التهمة، ليتم نقله إلى سجن الشدادي بريف الحسكة،
ومنها إلى سجن جوكرين في القامشلي.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، أن "قسد"
صورة ونسخة عن "النظام ولا فرق بينهم، معتبرا ممارساتها بأنها تدل على الحقد
والكره الذي يضمرونه تجاه العرب".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أنه في غياب أي سلطة أو قوانين تردعهم
وجدت "قسد" نفسها دون أي رادع، رغم أنهم تحت المظلة الأمريكية، التي "تغض
النظر عنهم وعن أفعالهم المشينة. وخاصة إذا كانت التهمة داعشي، فلهم الحق بالتصرف
كما يشاؤون" .
وقال بشير، "إن المشكلة أننا لا نسمع صوتا دوليا عربيا إقليميا ضد
هؤلاء وتصرفاتهم بحق العرب السوريين، متسائلا أين مؤسسات الثورة الممثلة بالائتلاف
لتقف في وجه هؤلاء وتوصل الصوت للمجتمع الدولي عن إجرامهم بحق إخواننا بالمنطقة
الشرقية؟
يشار إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة لـ"قسد" في محافظتي دير الزور والرقة، شهدت تصاعدا في التحركات
الشعبية ضدها، بسبب التضييق على المدنيين والتغييب القسري، وحالات التنكيل وقمع
الحريات ومصادرة الأراضي والممتلكات بحجج مختلفة.