انتقد سياسيون وحقوقيون دوليون، تفاقم أوضاع حقوق الإنسان، وتدهو أوضاع المعتقلين، في المملكة العربية السعودية، مؤكدين أن المملكة تتجه يوما بعد يوم نحو المزيد من الاستبداد والديكتاتورية.
وطالبوا عبر مشاركتهم في ندوة نظمتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان في البرلمان البريطاني،مساء أمس الأربعاء، الحكومات الغربية، وفي مقدمتها الحكومة البريطانية، بضرورة الضغط على السلطات السعودية، للتخلي عن سياستها القمعية والاستبدادية تجاه المواطنين السعوديين.
وقال مدير مركز تحليل السياسة الخارجية في لندن البروفيسور باول موركروفت، لـ "عربي21" إن السعودية دعمت في فترة ما المجاهدين في أماكن مختلفة، بينهم أسامة بن لادن، محملاً الغرب أخطاء تدخله في قضايا عديدة داخل الشرق الأوسط.
ودعا موركروفت، الحكومات الغربية خاصة البريطانية إلى التوقف عن بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية، قائلا إنها "تستعمل هذا السلاح في تغذية الحروب والتطرف، وتتنمر على الدول الأصغر منها وتقود عملية تدمير شاملة لليمن".
وتطرق موركروفت في حديثه بالندوة إلى "صعوبة رصد حقيقة الأوضاع في السجون السعودية ومعرفة ماهية ما يجري فيها"، ورفض موركروفت "ادعاءات السلطات الجديدة في الرياض بأنها تجري إصلاحات وتحارب الإرهاب".
وشكك في "ما تدعيه الرياض بأنها لا تقمع الحريات بل تطارد المتطرفين"، ودلل على ذلك بما قال إنه تحليله لظاهرة الجهاديين في أفغانستان، قائلا إنه وثق بـ"البحث والمعايشة كيف دعمت السعودية المتطرفين".
ودعت لمُحاضرة بكلية الحقوق في جامعة كنغز
كولج، نيكولا بالمر، المنظمة الأممية إلى "تجميد عضوية
السعودية في مجلس حقوق الإنسان"، مشككة في "ما تروجه السعودية من انفتاح وإعطاء المرأة لحقوقها"،
وأضافت أن السماح للنساء بقيادة السيارات "ليس من باب الانفتاح بل لأن السلطة
الحالية تريد استثمار ذلك".
اقرأ أيضا: منظمة حقوقية تدين أحكاما قضائية ضد نشطاء بالسعودية والإمارات
واعتبر المتخصص في القانون الجنائي الدولي، آيدن إليس، أن الضغوط السياسية الدولية يمكنها أن تؤدي إلى تغيير السياسة السعودية، مطالباً مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بلعب دوره في حماية المواطن السعودي .
وتحدث إليس خلال كلمته بالندوة، عن الصعوبات القانونية في تثبيت الأدلة، مبينا أن "التحقيقات الأولية تشير إلى أن الدعاة المعتقلين في السعودية بلغوا 60 تقريبا، منهم الشيخ سلمان العودة وغيره"، معتبرا أن السعودية "تمارس الاعتقال التعسفي بشكل ممنهج".
ومن ناحيته، روي الحقوقي السعودي عبد الله الغامدي خلال حديثه لـ "عربي 21" قصة من جمهورية الخوف -حسب وصفه- للمملكة العربية السعودية، موضحا أنه تم اعتقال والدته وأخوه عندما قام رجال أمن بلباس مدني بداهمة منزله، وتم وضع والده تحت الإقامة الجبرية.
وأضاف الغامدي أن السلطات السعودية قامت بتشويه عائلته في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي زاعمة أنهم يتلقون مبالغ ماليه منه بهدف زعزعة استقرار المملكة.
وأشار الحقوقي السعودي إلى أن 90% من جهاز الاستخبارات السعودي موجه لخدمة السلطة وليس للشعب، لافتا إلى أن الجهاز القضائي يتبع للسلطة التنفيذية التي يحق لها التدخل في القضايا وتلقين القضاة نوع العقوبة.
وطالب الغامدي المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بتسليط الضوء على وضع حقوق الإنسان والمعتقلين داخل المملكة والعمل على خلق مناخ من الحريات.
معتقل سعودي سابق: هذا ما تفعله السلطات بالمعتقلين وذويهم
الأمم المتحدة تنتقد الاعتقالات في مصر.. والبرادعي يعلق
السعودية ترحب بمعتمري "قطر" وفقا لهذه الشروط