تواصلت المواقف الإسرائيلية المطالبة بإيجاد حل جذري للتوتر الأمني الذي يشهده قطاع غزة، بل خرجت المزيد من الأصوات المطالبة بالتوجه إلى عملية عسكرية كبيرة لوقف ظاهرة الطائرات الورقية المشتعلة.
موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، نقل تصريحات ترجمتها "عربي21" عن بعض المسؤولين الإسرائيليين.
فقد ذكر الجنرال عوزي ديان النائب السابق لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أن "مستوطني غلاف غزة يجب أن يمارسوا ضغوطهم على الحكومة والجيش لتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد غزة، خشية أن تمتد الطائرات المشتعلة لمناطق أخرى، لأنه طالما أن رؤساء التجمعات الاستيطانية لا يطالبون الحكومة والجيش بالقيام بهذه العملية، فإن الأخيرتين لن يستخدما القبضة الحديدية".
وأضاف ديان، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، أن "إسرائيل لا تريد الخروج إلى حرب، ولا حتى حرب محدودة، طالما أن الرأي العام لا يدعمها، من يجب أن يدفع باتجاه هذه الحرب هم مستوطنو الغلاف، لأن أحد أسباب استمرار هذه الظاهرة أنها مقتصرة فقط على منطقة غلاف غزة، ولكن لو وصلت الطائرات لمناطق وسط إسرائيل، فإن التعامل الحكومي والعسكري سيكون مختلفا بالضرورة، مما يضع مخاطر تمددها جغرافيا".
أوفير سوفير سكرتير حزب الاتحاد القومي قال إن "إسرئيل مطالبة بأن تحسم الوضع القائم في غزة، ويجب عليها وقف سياسة التجاهل لمواصلة ظاهرة الطائرات الورقية المشتعلة، والعمل على إعادة الهدوء إلى الجنوب، واستعادة الجنود الأسرى".
وكشف النقاب عن "تنظيم حملة لهذا الغرض لوقف الحرائق في الحقول الزراعية، وإطلاق الصواريخ، لأن العدو يفهم لغة القوة جيدا، وحين قتلنا خمسين من متظاهريه في أواسط مايو توقفت مسيرات غزة".
وزير التعليم نفتالي بينيت، عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، قال إن "ضبط النفس الذي تبديه الحكومة والجيش تجاه غزة سيؤدي حتما لتصعيد عسكري، وإسرائيل مخطئة لأنها لم تقم باغتيال مطلقي الطائرات الورقية، مما يتطلب اليوم رفع مستوى الرد على هذه الظاهرة".
وأضاف أن "إسرائيل لو قتلت أول من أطلق هذه الطائرة لتوقفت هذه الظاهرة منذ البداية، ومنعنا إطلاق ثلاثة آلاف طائرة جاءت بعدها، حتى لو تلقينا انتقادات من أوروبا والمجتمع الدولي، ولذلك يجب أن نتعامل اليوم مع من يطلق الطائرة تماما كمن يطلق صاروخ القسام، وسأواصل موقفي في هذا الاتجاه داخل الحكومة".
صحيفة معاريف نقلت عن آفي ديختر رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، في مقابلة ترجمتها "عربي21"، إن "إسرائيل سوف توقف ظاهرة الطائرات الورقية المشتعلة، ولو كان الثمن اندلاع حرب واسعة في غزة، لأن حماس تدرك جيدا أن قوة إسرائيل تزيد عنها بعشرات الأضعاف".
وأضاف ديختر، الرئيس الأسبق لجهاز الأم العام الشاباك، والوزير الأسبق للأمن الداخلي، أنه "يعتقد أن عملية عسكرية واسعة في غزة ليست سوى مسألة وقت، رغم أن الواقع القائم في غزة شديد التعقيد، لا أحد يريد رؤية الحروب، لكن إسرائيل مطالبة باتخاذ قرار في كيفية تصدير خطواتها للأمام".
وأوضح "إن إسرائيل لن تسمح للتوتر الأمني بأن يستمر في غزة، وستجد الطريقة المناسبة للتعامل معه، حتى لو كانت حربا واسعة وشاملة، لأن حماس التي تعاني اليوم ضعفا أكثر من السابق بسبب أحداث المنطقة، لا تحمل للدم الإسرائيلي أي قيمة، ونحن لن نسمح لها بأن تمس بنا".
وختم بالقول أن ذلك "يعني إمكانية العودة لسياسة الاغتيالات من جديد في المستقبل، لأن هذه الطريقة أسلوب ردعي مهم وشرعي وناجح، ولا أحد في قيادة حماس محصن من أي اغتيال أو تصفية، فيمكن لأي منهم أن نفصل رأسه عن جسده، إن لم يكن لدينا خيار آخر".
مراسل معاريف العسكري تال ليف-رام نقل عن مصدر سياسي كبير في تل أبيب قوله، إن "إسرائيل لن تستدرج لمواجهة مع حماس بسبب الضغط الجماهيري الحاصل داخل إسرائيل".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "يمكن الذهاب لعملية عسكرية واسعة في غزة غدا صباحا، لكن هناك اعتبارات إضافية مثل الوضع في الجبهة الشمالية والعائق المادي شرق غزة، الذي يعمل الجيش على إنهائه أواخر العام الجاري، ولذلك فإن إسرائيل لا تنوي تغيير سياستها تجاه قطاع غزة رغم استمرار إطلاق القذائف الصاروخية".
وأوضح أنه "سيتم استهداف مواقع محددة في القطاع كما حصل الأسابيع الأخيرة، فيتم الرد بطريقة محدودة، لدينا سياسة محددة، ولن ننجر لما تريده حماس، رغم أننا ندرك حجم معاناة مستوطني غلاف غزة، لكن القرارات الكبيرة لا تتخذ تحت ضغط الرأي العام، لأن المواجهة العسكرية الكبيرة اليوم لا تخدم المصلحة الإسرائيلية: أمنيا وسياسيا، لأنه قبل الوصول لمرحلة العملية العسكرية، يجب تحضير الحلول السياسية".
تقديرات إسرائيلية ترجح مواجهة قريبة مع حماس لهذه الأسباب
خبراء إسرائيليون: الجيش قد يقدم على عملية واسعة في غزة
المفاضلة الإسرائيلية تجاه غزة: حرب واسعة أو هدنة طويلة الأمد