كشفت مصادر إعلامية سورية، عن مفاوضات تجري بين فصائل المعارضة السورية المسلحة والمليشيات الموالية لإيران في مدينتي
كفريا والفوعا، في ريف
إدلب، من أجل خروجهما من المنطقة.
ونقل موقع "بلدي نيوز" عن مصادر وصفها بالخاصة، تأكيدها أن مفاوضات تجري بين الفصائل في إدلب، أبرزها "هيئة تحرير الشام" من جهة، والمليشيات الموالية لإيران المحاصرة في بلدتي "كفريا والفوعة" في ريف إدلب من جهة ثانية، بهدف التوصل لاتفاق لإجلاء كامل المليشيات الموجودة في البلدتين، بعد رفضها الخروج في أيار/ مايو الماضي.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن إدلب تسير إلى المراحل النهائية من تطبيق بنود "أستانا" المتعلقة بخفض التصعيد في المنطقة، التي من بينها خروج كامل الملشيات من البلدتين إلى مناطق سيطرة النظام وحلفائه.
وأشارت إلى أن قيادة المليشيات في البلدتين رفضت الخروج في شهر أيار/ مايو الماضي، إبان المفاوضات التي جرت سابقا لإجلاء مقاتلي "هيئة تحرير الشام" من مخيم اليرموك، حيث أصرت على أن يكون هناك عملية عسكرية للنظام وروسيا لفك الحصار عنها، ولهذا خرجت الحافلات الـ 17 التي دخلت دون خروج أي من المحاصرين قبل أشهر.
ولفتت إلى أن أحد العروض التي قدمت للمليشيات المحاصرة في البلدتين من الفصائل في الشمال، الخروج بشكل سلمي خلال مهلة محددة، أو أن عملية عسكرية كبيرة ستشن ضد البلدتين، ويتم السيطرة عليهما بشكل كامل، وطرد جميع المليشيات الموجودة فيهما.
وأضافت أن الفصائل تنتظر الرد النهائي من المليشيات التي باتت أمام خيارين وحيدين، هما الخروج سلميا أو المواجهة، مشيرة إلى أن معلومات تفيد بأن روسيا لن تساندهم في حال شنت أي عملية عسكرية ضدهم، وذلك لرفضهم الخروج وتطبيق ما تم الاتفاق عليه بين الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران.
وفي هذا الصدد، رأى عضو "مجموعة العمل من أجل
سوريا" درويش خليفة، أن المفاوضات الجارية تقع ضمن احتمالين، إما فكرة روسية تهدف لإبعاد إيران عن أي مفاوضات عسكرية مع الفصائل المقاتلة في الشمال أو لإثبات حسن النوايا تجاه تركيا، الضامن لفصائل الثوار في الشمال.
وقال في حديث لـ"
عربي21": "الجميع يتكهن في ما سيحصل في إدلب بعد سياسة التهجير وتجميع المقاتلين المناهضيبن للنظام في قطاع ادلب، وما سينتج عن التحركات الأخيرة بين ساسة الدول المتداخلة في الشأن السوري، ولكن السؤال الأهم ما مصير أربعة مليون سوري فيما لو حصلت عملية عسكرية مشابهة لعملية الجنوب، ونقض روسيا لاتفاقاتها مع الضامنيين؟".
من جهته، رأى المحلل السياسي السوري جودت الحسيني، أن تركيا ستدعم خلال هذه الفترة التهدئة، لذلك استبعد حدوث صدامات بين المسلحين المحاصرين في كفريا والفوعة وبين فصائل الجيش الحر، التي سيمتد لهيبها ليشعل بركان إدلب، وفق قوله.
وقال لـ"
عربي21": إن مهاجمة فصائل المعارضة لمسلحي كفريا والفوعا بحال عدم التوصل لاتفاق يعطي ذريعة للنظام والروس للتقدم نحو إدلب، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أنه سيكون هناك ضغوط روسية على المحاصرين بتلك البلدتين للخروج منها، وتسليمها لتركيا، لتبسط نفوذها على المحافظة، ريثما يتم إيجاد الحل السياسي".
يشار إلى أن كل الاتفاقيات المتعلقة في بلدتي كفريا والفوعا في ريف إدلب بدأت منذ أشهر، حيث خرجت دفعات عدة باتجاه مدينة حلب، إلا أن القسم الأكبر من الأهالي وقوّات النظام رفض الخروج منهما، وسط الحديث عن عملية عسكرية لقوات النظام، تهدف لفك الحصار عن كفريا والفوعة، على غرار ما حصل في بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي.