هاجم خبراء في التعليم وأكاديميون مصريون سعي الحكومة المصرية إلى تطبيق منظومة التابلت التعليمي في المدارس المصرية بمعاونة "القوات المسلحة"، في الوقت الذي لا تتوافر فيه مدارس وفصول ومقاعد للطلاب، مؤكدين أنه يصب في مصلحة الجيش أولا؛ لأنه هو من سيقوم على تصنيعه وتسويقه وتوزيعه، وفق بيان وزارة الإنتاج الحربي.
وفي بيان وصل "عربي21" نسخة منه، الثلاثاء، قالت وزارة الإنتاج الحربي إنه جرت مباحثات حكومية لتفعيل وتطبيق منظومة التابلت التعليمي في مصر، في إطار الاستراتيجية الوطنية الشاملة لتطوير التعليم، والتي تتضمن توفير أجهزة تابلت تعليمي لكل الطلاب للتحصيل الدراسي بدلا من الكتب التقليدية.
وأشار البيان إلى أن صناعة التابلت التعليمي سيكون من خلال ثلاث جهات وطنية وهي: وزارة الإنتاج الحربي (شركة بنها للصناعات الإلكترونية) والهيئة العربية للتصنيع (مصنع الإلكترونيات) والقوات المسلحة (الشركة العربية العالمية للبصريات)، وأضاف أن وزارة الدفاع تشرف على النشر والإعلان وإنهاء إجراءات التعاقد على توريد التابلت بين وزارة التربية والتعليم والجهة المنفذة.
وحذر الخبراء من فشل تطبيق المنظومة، واعتبروه إسرافا في غير محله، إلا إذا كان الهدف منه زيادة أرباح المؤسسة العسكرية، داعين إلى الاهتمام بالمعلم، ومن ثم المدارس، وأخيرا المناهج، إلى جانب تطوير البنية التحتية للمدن والقرى، وتحسين مستوى معيشة الأسر المصرية، لا إضافة أعباء مالية جديدة.
منظومة فاشلة
وتوقع عضو لجنة التعليم بمجلس الشعب المصري السابق، محمود عطية، أن يفشل تطبيق منظومة التابلت في مصر، قائلا: إن "تحويل الكتاب إلى تابلت في بلد يعاني فيه معظم سكانه من الفقر والعوز، أمر غير منطقي، ولكن ربما يطبق في بعض المدارس الخاصة"، مشيرا إلى أن "هذا المشروع طرحت فكرته أكثر من مرة وليس بجديد، ولا أظن أنه سينجح؛ بسبب ظروف الناس المعيشية الصعبة".
مضيفا لـ"عربي21" أن "التابلت ليس مجرد جهاز، فهناك تقنيات تكنولوجية لا بد للطلاب أن يلموا بها من خلال الدراسة والتدريب حتى يؤسس بشكل صحيح للمنظومة"، لافتا إلى أن "تلك المنظومة تضيف أعباء جديدة على أولياء أمور الطلاب الذين يعانون إما من دخول محدودة، أو من فقر؛ بسبب موجة الغلاء وانخفاض قيمة الجنيه، وتردي أوضاع المصريين المعيشية".
ورهن "عطية" النهوض بالتعليم بتحقيق ثلاثة محاور؛ "أولا، محور المعلم، وثانيا، محور البناء، وثالثا، محور المنهج، فاليابان عندما تقدمت كان الفضل للارتقاء بالمعلم، ومستوى معيشته، الأمر الثاني، لا بد أن يكون هناك بناء صالح للتعليم يتعلم فيه الطالب، ولكن غالبية محافظات مصر توجد بها كثافة عددية ضخمة ،بحيث لا يجد بعض الطلاب مقاعد للجلوس، وأخيرا، تطوير المنهج الذي يُدَرّسْ".
بيئة غير مهيأة
الأكاديمي المصري، عمر الحداد، فند منظومة التابلت التعليمي الذي يسعى الجيش إلى تصنيعه وتسويقه وتوزيعه، قائلا: "على مدار السنوات الماضية، بدأت عدة دول في استخدام ألواح التابلت في نظمها التعليمية، وفي الواقع فإن نتيجة التجربة لم تكن جيدة في كثير من الأحيان".
وأضاف لـ"عربي21": "فبعض الدول مثل تايلاند وبيرو لم تحقق تقدما يذكر في مستوى طلابها، عند مقارنة الفرق بين مستوياتهم باستخدام الكتاب الورقي أو التابلت. وعلى الرغم من وجود مميزات متعددة في التابلت، إلا أن وضع التعليم في مصر لا يسمح بالانتقال لهذه التكنولوجيا أساسا؛ فمع المستوى التعليمي المتردي في المدارس، ومع سوء شبكات الاتصال بالإنترنت في مصر، ومع مشاكل انقطاع التيار الكهربائي يصبح استخدام التابلت إسرافا في غير محله".
موضحا أن "إحدى أهم الشكاوى المتعلقة بالتابلت هي سهولة التشتت بسببه، خاصة مع إمكانية الانتقال لأي موقع على الإنترنت بسهولة، ما جعل كثيرا من المدارس، خاصة في الولايات المتحدة، تسحب الأجهزة اللوحية التي أعطتها للطلبة. كما أنه يسهل وبشدة أمورا مرفوضة تعليميا كنقل الواجب بين الطلبة، ويقلل بالتأكيد من مشاركة الطلبة في الأنشطة التعليمية".
كيف قارن النشطاء بين خطابي أردوغان الأخير ومرسي؟
هذه هي الرواية المسكوت عنها في قضية مقتل رئيس دير بمصر
بالذكرى الخامسة لمجزرة رابعة.. ماذا بقي من المعارضة المصرية؟