مع اقتراب المعركة المرتقبة في إدلب، ورغم التحذيرات الأممية والدولية من "كارثة" إنسانية في آخر مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، يبدو أن نظام الأسد لا يزال مصمما على دخول المعركة.
وبعد التحذير الأمريكي
على لسان الرئيس دونالد ترامب، من أن المعركة في إدلب ستكون كارثية، وأن الروس
والإيرانيين سيرتكبون خطأ كبيرا بالمشاركة فيها، جاءت تصريحات رئيس هيئة الأركان
الأمريكية، جوزيف دانفورد، الذي أوصى بعمليات محددة بدلا من معركة شاملة.
وكشف المبعوث الدولي
إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الثلاثاء أن النظام السوري حدد مهلة تنتهي في العاشر
من الشهر الجاري لشن هجوم على محافظة إدلب الخاضعة للمعارضة السورية.
الخبير بالشؤون
الروسية تيمور دويدار، أوضح في حديث مع "عربي21" أن روسيا لن تتحاور مع
الولايات المتحدة الأمريكية حول طبيعة المعركة في إدلب.
وأشار دويدار من موسكو إلى أن روسيا تتحدث بشأن المعركة مع طرفين فقط، هما تركيا وإيران، مؤكدا أن علاج
مسألة إدلب سيكون مختلفا عن ما حدث في الجنوب السوري.
وأشار إلى أن المعركة
قادمة لا شك، وإن أحدا لا يريد أن يأخذ على عاتقه بحر الدماء في إدلب، متوقعا أن
تكون العمليات هناك نوعية وموضعية لاستهداف الفصائل المصنفة إرهابية.
وأشار إلى توافق روسي
تركي حول ضرورة إنهاء الإرهاب في إدلب، وأن روسيا دأبت على التحاور مع المعارضة
المسلحة من أجل الوصول لاتفاقات وتسويات دون إراقة الدماء.
وحذر ترامب نظام الأسد
وحليفيه إيران وروسيا، الاثنين، من شن "هجوم متهور" على محافظة إدلب
الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، قائلا إن مئات الآلاف ربما يُقتلون.
وقال ترامب على تويتر،
الاثنين: "سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانيا جسيما بالمشاركة في هذه
المأساة الإنسانية المحتملة. مئات الآلاف من الأشخاص ربما يُقتلون. لا تسمحوا
بحدوث هذا!".
تغريدة ترامب
وفي نهاية آب/ أغسطس
الماضي، حاولت تركيا إقناع فصيل "جبهة تحرير الشام" بحل نفسها في محاولة
لإيقاف عملية النظام السوري ضد إدلب الأمر الذي رفضه الفصيل، ما أجبر الأتراك على
إعلانه منظمة إرهابية.
وأفاد مرسوم صدر عن
الرئاسة التركية، بتصنيف تركيا لهيئة تحرير الشام منظمة إرهابية، وتتواجد في
شمال غرب سوريا، وتتمتع بوجود كبير هناك.
ويتطابق الإخطار الذي
نشر في الجريدة الرسمية مع قرار الأمم المتحدة في حزيران/ يونيو الماضي، بإضافة
هيئة تحرير الشام إلى قائمة الأفراد والمنظمات التي ستجمد أرصدتها؛ بسبب صلات
بتنظيمي القاعدة وتنظيم الدولة.
من جهته قال الخبير
العسكري، العميد أحمد رحال، إن الموقف الأمريكي من معركة إدلب موقف هش وضعيف ولا
يشكل أي ضغط، إنما يأتي في إطار إسقاط الواجب.
وأشار في حديث لـ"عربي21" إلى أن
الاقتراحات الأمريكية في هذا الإطار غير فاعلة وغير إيجابية.
وبالحديث عن العمليات
النوعية والدقيقة التي اقترحتها رئاسة الأركان الأمريكية، أوضح رحال أن روسيا
والنظام السوري لا يملكان أسلحة دقيقة الإصابة، وإن شكل المعركة سيكون مثل
سابقاتها.
وأشار إلى أن النظام
وروسيا سيعتمدان على الغزارة النارية، ولن يفرقا بين مدني وعسكري في إدلب، ولا
بين بيت ومستشفى.
كيف تكون المعركة بإدلب؟.. تعرف مناطق انتشار الفصائل (ملف)
هل تعيد موسكو النظام إلى "الشمال" عبر بوابة التسويات؟
ماذا تضمن المقترح الروسي لتركيا حول إدلب؟