هل ستنجح مبادرة "الصلابي" في إيقاف اشتباكات طرابلس؟

طرحت مبادرة الداعية الإسلامي الليبي، علي الصلابي حول فتح حوار عام يضم كل الفصائل المتناحرة في طرابلس برعاية من دولة الجزائر، عدة استفسارات عن مدى نجاح هذه المبادرة في إيقاف اشتباكات العاصمة، وقبول الحكومة والبعثة الأممية لمثل هذه المبادرات.

وطالب الصلابي، كلا من رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، والمبعوث الأممي، غسان سلامة بـ"فتح حوار يضم كل المتنازعين والمتخاصمين على طرابلس ترعاه دولة الجزائر من أجل تحقيق المصالحة وتقوية مؤسسات الدولة".

وبرر الصلابي، اختياره الجزائر لرعاية الحوار بأنها "تملك قدرة على المساهمة في إحلال الأمن والسلام في العاصمة طرابلس وثقة لدى المنظومة الدولية وبما تحظى به من الحياد وانفتاحها على ألوان الطيف الليبي"، وفق رسالته التي وصل "عربي21" نسخة منها.

لكن، في تصريحات سابقة، شن الصلابي، هجوما لاذعا ضد اللواء الليبي، خليفة حفتر، ووصفه بـ"الإرهابي المتعطش للدماء، بعد تهديد الأخير بنقل المعركة إلى حدود الجزائر"، مشيرا إلى أن "حفتر أصبح عائقا حقيقيا أمام المصالحة الوطنية في ليبيا، وأنه لا يملك أي حاضنة شعبية في الشرق الليبي".

وهنا السؤال: هل ستنجح مبادرة الصلابي بوقف حرب طرابلس؟ وهل اختيار الجزائر له علاقة بـ"حفتر"؟ وكيف سيرد السراج وسلامة على المبادرة؟

"فرص النجاح صفر"

الناشط السياسي الليبي، أحمد التواتي يعلق على دعوة الصلابي ويقول إن "نسبة نجاح المبادرة صفر كون الصلابي يمثل طرفا من أطراف الصراع في ليبيا، والمبادرات تحتاج لطرف محايد يمكن أن يثق فيه الجميع وهذه مواصفات لا تتوافر في الصلابي"، حسب تعبيره.

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "الطرف الوحيد الذي أبدى مرونة مع الإسلاميين هو الجزائر حيث سبق أن جمع بعض أطراف الصراع ومنهم عبدالحكيم بلحاج، لكن اختياره الجزائر الآن أيضا غير موفق لتوتر الأجواء بينها وبين المشير حفتر بعد تصريحاته الأخيرة".

وتابع: "لا يمكن أن يكون الحوار حقيقيا وفعالا إذا غاب عنه أحد أطراف الصراع بوزن "حفتر"، أما بخصوص الرد على المبادرة، فأعتقد أن السراج لن يرد أو سيعطي جوابا دبلوماسيا أنه مع كل جهود الحوار ولكن دون أي خطوة عملية جدية في هذا الاتجاه"، حسب تقديره.

"مبادرة وطنية"

في المقابل يرى الكاتب والعضو المؤسس بهيئة علماء ليبيا، نصر عقوب أن "مبادرة الصلابي مبادرة وطنية، وقديمة ومتجددة، لكن للأسف لم تحقق فيما مضى نجاحا كبيرا، ولا يتوقع أن تتفاعل معها أطراف المعادلة الليبية والسلطة الحاكمة، ليس لكون الصلابي رمزا إسلاميا، لكن لتعارض المصالحة مع مصالح أغلب الأطراف".

وفي تعليقه على سر اختيار الجزائر، قال عقوب لـ"عربي21": "الجزائر ضد أي تدخل في الشأن الليبي، ولأنها على مسافة واحدة من الجميع، لكن ليس لتصريحات حفتر الأخيرة علاقة بالاختيار، بل إن حفتر على تواصل مع الصلابي وغيره من الفاعلين بالغرب الليبي، فضلاً عن دول الجوار الليبي"، وفق رأيه.

"مجرد خطاب شعبوي"

من جهته، رأى المحلل السياسي، خالد الغول أن "ما قاله الصلابي هو مجرد طلب ليس به تفاصيل محددة وليست مبادرة حتى تقابل بالرفض أو القبول، وسبق أن شاركت الجزائر في جولات الحوار الليبي والمصالحة وقدمت ما تستطيع في ذلك".