في مثل هذه الأيام من كل عام، يُحيي الكثير من المصريين ذكرى مولد النبي محمد (خاتم المرسلين) عبر طقوس مميزة.
يشتري المحتفلون أنواعًا مختلفة من الحلوى، وهي في العالم الحالي مرتفعة الأسعار، على غرار الأعوام السابقة، في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
يعود تاريخ هذه العادة المصرية إلى العصر الفاطمي (969: 1171 ميلادية)، كنوع من التقارب الاجتماعي والسياسي، على غرار فوانيس شهر رمضان وزينته.
ويقبل المحتفلون على أنواع متعددة من الحلوى، أبرزها: السمسمية، الفولية، الجوزية والفستقية، وأُضيف إليها العام الحالي اللبلبية، وهي تُصنع من بذور اللب.
ورغم الغلاء وارتفاع أسعار الحلوى، إلا أنها تشهد إقبالاً يتراوح بين المتوسط والمقبول في مناطق عديدة بالقاهرة ومحافظات أخرى، أبرزها منطقة السيدة زينب وسط العاصمة.
وتتزامن هذه المناسبة الدينية مع أزمة اقتصادية تعيشها مصر وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع والمستلزمات، وسط محاولات حكومية للإصلاح الاقتصادي.
بالقطعة بدلًا من الكيلو
على مساحة نحو نحو 100 متر، اشترك خمسة شباب في استئجار متجر مؤقت لبيع حلوى المولد في حي فيصل، غرب القاهرة.
متجر الحلوى يشهد إقبالًا متوسطًا على الشراء، تتجول داخل المتجر سيدة مصرية تلتحف طفلاً وبيدها الأخرى فتاة في حدود الخامسة.
وتقول إيمان، وهي ربة منزل تقيم في الحي ذاته، إن أسرتها تحرص سنويًا على إحياء عادة شراء حلوى المولد. وتضيف أن ارتفاع أسعار الحلوى دفعها إلى شرائها بالقطعة بدلاً من الكيلو جرام، كما هو متعارف عليه.
وتتراوح أسعار حلوى المولد في ذلك المتجر بين 5 إلى 40 جنيهًا (ربع دولار إلى 2.5 دولار تقريبًا) للقطعة الواحدة، وأقلها سعرًا هي الفولية، وأغلاها هما الجوزية والفستقية.
بينما تترواح الأسعار في السلاسل التجارية الكبرى بين نحو 60 (3.3 دولار) و500 جنيه (28 دولارًا) للعلبة الواحدة، بحسب نوع وعدد الحلوى بداخلها.
المواد الخام
في حي السيدة زينب بالقاهرة يتجمع عشرات التجار وعمال موسميين (غير دائمين) في شوادر (محلات مؤقتة). هؤلاء يبيعون الحلوى لمشترين قدموا من مناطق عديدة، للاستفادة من البيع بسعر الجملة. وعلى أرفف مرصوصة، وضع الباعة أنواعًا مختلفة من الحلوى وعرائس المولد.
سبب ارتفاع أسعار الحلوى يعزوه أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين في الغرف التجارية، إلى ارتفاع أسعار المواد الخامة.
وعدد من هذه المواد: السكر والمحسنات والمكسرات، إضافة إلى المكونات الداخلة في تصنيع الحلوى.
وأوضح شيحة، في تصريحات سابقة، أن "المصنعين والمنتجين يبيعون الحلوى بأسعار كبيرة للتجار نظرا لارتفاع أسعار المواد الخام، فيقوم التاجر برفع السعر لكي يربح".
وأشار إلى أن "الظروف الاقتصادية أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في صنع الحلوى".
ومهما كانت أوضاعهم، يتمسك الكثير من المصريين سنويًا، ومنذ ألف عام، بإحياء عادة شراء حلوى المولد. ويمثل المولد النبوي الشريف لهؤلاء مناسبة وقيمة دينية واجتماعية ترتبط بعاداتهم وتقاليدهم الراسخة.
منظمات حقوقية تطالب باطلاق جميع الحقوقيين المعتقلين بمصر
مواقع إلكترونية مصرية تودع قراءها بسبب 2800 دولار
#حمدي_قنديل.. تأبين واسع لصاحب القلم الرصاص