دعا كاتب
إسرائيلي، الحكومة الإسرائيلية إلى فحص
الانسحاب أحادي الجانب من
الضفة الغربية المحتلة، معتبرا ذلك في حال تحققه "إنجازا استراتيجيا" له أهمية كبيرة في منع الانزلاق نحو خيار
الدولة الواحدة.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي، ميخال ملشتاين، أن "
الفلسطينيين يجدون أنفسهم في السنوات الأخيرة في أزمة شديدة ومتعددة الأبعاد؛ فالعملية السياسية غارقة في أزمة عميقة، وحلم الدولتين يبتعد ويتلاشى بالتدريج، والانقسام الداخلي بين الضفة وغزة يتعمق، والشعب الفلسطيني يشعر بعدم الثقة وأحيانا بالاغتراب تجاه قيادته".
وأضاف: "وفي الساحة الدولية الموضوع الفلسطيني يفقد مكانته الرئيسية، ومع الإدارة الأمريكية حدث شرخ غير مسبوق، وإذا لم يكن هذا كافيا، ففي السنوات الأخيرة حدثت هزة في الحقائق التي على أساسها أدار الفلسطينيون النزاع، حيث أن جزءا من العالم العربي يشجع تطبيعا محسوبا مع إسرائيل، حتى بدون تسوية بينها وبين الفلسطينيين".
ونوه ملشتاين، أن "الولايات المتحدة اتخذت خطوة دراماتيكية بشأن القدس، حتى بدون أن يتم التوصل إلى تسوية دائمة؛ وقضية اللاجئين تتعرض لتهديد على شكل تقليص المساعدات الأمريكية للأونروا وتغيير الاعتراف بمكانة اللاجئين".
ورأى أن "الأزمة العميقة في الطرف الفلسطيني لا تبشر بالخير لإسرائيل، بل العكس..، وإزاء الأهمية التي يعطونها لنسيج الحياة المستقر في الضفة الغربية، فإن جزءا يزداد تعاظما من الجمهور الفلسطيني بدأ يظهر الاهتمام بفكرة الدولة الواحدة؛ أي، كيان واحد، يمتد من النهر وحتى البحر، نعيش فيه معا".
وبحسب رأيه، فإن "هذا السيناريو لن يكون مقترنا بإقامة دولة مستقلة على المدى المنظور، لكن سيتم في إطاره ضمان الاستقرار الاقتصادي، وهذا يجسد إمكانية كامنة لانقلاب استراتيجي في المستقبل، أي، إنه وضع يكون فيه للفلسطينيين هيمنة"، وفق الكاتب.
ولفت إلى أن "إسرائيل تدرك جيدا هشاشة النظام الفلسطيني، وبالأساس احتمال حدوث تطورات داخلية فيه ستنعكس سلبا وبسرعة على الساحة الإسرائيلية"، مؤكدا أن "الخوف الرئيسي في إسرائيل، هو من تهديدات خطيرة مثل مواجهة عنيفة، أو انتفاضة ثالثة، أو تفكك سريع للسلطة الفلسطينية ترافقه فوضى".
وتابع: "ولكن ربما كان التهديد الحقيقي ليس بالضرورة حدوث انفجار في الضفة الغربية، الذي يحذرون منه في إسرائيل منذ بضع سنوات ولم يتحقق، ولكن ربما كان التهديد من ناحية إسرائيلية يتجسد في الهدوء المستمر، اليومي، لتجسد الواقع الجديد وغير المعترف به للدولة الواحدة، ذلك الذي في مركزه اندماج سكاني وجغرافي وديمغرافي متزايد بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة".
ونوه الكاتب إلى أن "هذا هدوء مخادع، يخلق وهما من إمكانية مواصلة النظام الحالي لفترة طويلة، على أساس الحفاظ على الاستقرار المادي"، موضحا أن "نهاية هذا الهدوء الذي سيجعل الشعبين في السنوات القادمة يواجهان واقعا معقدا، تم تخيله بصورة عامة، لكن لم يتوقعاه بصورته المفصلة والملموسة".
وأضاف: "هذا الوضع سيغير الشروط الاستراتيجية الأساسية لإسرائيل، ويجبرها على إجراء نقاش عميق حول طبيعتها ومستقبلها كدولة يهودية"، لافتا أن "استنتاجا كهذا يفرض تفكيرا معمقا بخصوص البدائل الاستراتيجية التي تقف أمام إسرائيل في السياق الفلسطيني بشكل عام والضفة الغربية بشكل خاص".
فمن جهة، "ستكون هناك صعوبة في الحفاظ على الواقع الحالي في الضفة لفترة طويلة، إزاء التغييرات في النظام الفلسطيني (تداعيات اليوم التالي لمحمود عباس؛ مثلا) أو الإسرائيلي (كتأثير الأزمات الاقتصادية فيها على الاقتصاد الفلسطيني)، مون جهة أخرى، بديل إقامة دولة فلسطينية مستقلة استنادا إلى الاتفاق مع اسرائيل، الذي كان في الماضي هو البديل المفضل من ناحية الطرفين، وهو في هذه المرحلة يبدو أنه ذا احتمال ضعيف".
وعلى خلفية ما سبق، أوصى ملشتاين بـ"بفحص الانسحاب أحادي الجانب من قبل إسرائيل من الضفة الغربية طبقا للحدود التي تحددها إسرائيل".
ومن المفضل وفق وجهة نظر الكاتب الإسرائيلي، أن "تنفذ هذه الخطوة بتنسيق وموافقة الطرف الفلسطيني، ولكن إذا لم يتحقق ذلك، فمن الضروري تنفيذها حتى بشكل أحادي الجانب".
وذكر أن "هذه الخطوة ستكون مليئة بالتحديات والتهديدات الكثيرة بالنسبة لإسرائيل، لكن سيتجسد فيها إنجاز استراتيجي له مغزى هام جدا، وهو منع الانزلاق إلى سيناريو الدولة الواحدة".