كشفت مصادر مطلعة في إدلب، الأحد، لـ"عربي21"، عن عرض تركي لحركة نور الدين الزنكي لإعادة إحيائها، بعد أن أعلنت عن حل نفسها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وبحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، فإن العرض التركي تلخص بدعم ألفي مقاتل من الحركة التي يصل عدد مقاتليها الإجمالي إلى ثلاثة آلاف مقاتل، وتقديم رواتب شهرية لهم كباقي فصائل المعارضة السورية المسلحة في الشمال السوري.
وأوضح أن تركيا اشترطت على قيادات الحركة الذين قرروا حلها، أربعة شروط، تتمثل بالالتزام بالمطالب التركية والتبعية للجيش الوطني التابع للمعارضة، وإقالة الصف الأول في الحركة، لا سيما القائد العام توفيق شهاب الدين، ونائبه حسام الأطرش.
وطالبت تركيا كذلك بإقالة عدد آخر من قياديي الحركة، من أجل إحيائها، بعد أن تعرضت لضربة كبيرة في اشتباكاتها مع هيئة تحرير الشام، التي أفقدتها معقلها الرئيس في ريف حلب الغربي، وأجبرتها على الانسحاب نحو عفرين.
وأفاد مصدر عسكري من داخل حركة الزنكي، لـ"عربي21"، بأن مجلس الشورى عقد مشاورات داخلية، أفضت إلى رفض المقترح التركي، رغم وجود قبول له بين بعض الأعضاء.
وأشار إلى أن تأثير الصف الأول الذي طالبت تركيا بإقالته، كان واضحا في اجتماع الشورى، ما أفشل الموافقة على المبادرة التركية، إذ يرى البعض أنها فرصة لرد الاعتبار من تحرير الشام، في حين رأى آخرون أنه قد يجري استخدامهم للحرب ضد هيئة تحرير الشام بشكل غير مباشر من أنقرة.
اقرأ أيضا: "أحرار الشام" و"الزنكي" تندمجان تحت هذا المسمى
من جانبه، قال الناشط السوري في إدلب، أحمد الطيب لـ"عربي21"، إن بعض القيادات داخل حركة نور الدين الزنكي، تعمل على إعادة تنظيم صفوفها، وجمع مقاتليها الذين تفرقوا في مناطق عدة في ريف حلب، وتجهز مقارّ جديدة لها في ناحية جنديرس التابعة لمنطقة عفرين.
وأكد أن مقاتلي الحركة، سبق أن توجهوا إلى عفرين، وبدأوا بالتجمع، بعد هزيمتهم في ريف حلب الغربي، وأنهم يتجهزون لمعركة أخرى مع هيئة تحرير الشام، إذ إنهم يقومون بشراء الأسلحة وآليات عسكرية، وفق قوله.
اقرأ أيضا: هيئة تحرير الشام تسيطر على مناطق في شمال سوريا
وقال إن تركيا تريد أن تدعم مقاتلي حركة الزنكي، بما قيمته 530 ليرة تركية لكل مقاتل، مثل الذي يتقاضاه المقاتلون السوريون المشاركون في عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، التي تقودهما تركيا في سوريا.
يشار إلى أن قادة حركة نور الدين الزنكي المنضوية تحت لواء "الجبهة الوطنية للتحرير" المدعومة من تركيا، سبق أن أعلنوا حل التنظيم الشهر الماضي، بعد الهزيمة التي عانوا منها بعد اقتتال مع تحرير الشام.
جدل حول إمكانية حل "تحرير الشام" بإدلب رغم نفي الأخيرة
"تحرير الشام" ترفض حل نفسها وتعزز إدارتها في إدلب السورية
بعد "نفاد صبرها".. هل تبدأ تركيا تحركا ضد "تحرير الشام" بإدلب؟