قال وزير إسرائيلي أسبق إن "القانون الأمريكي لمحاربة الإرهاب المعروف باسم ATCA من شأنه أن يضر بالتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لأنه يلزم السلطة بدفع تعويضات مالية لكل أمريكي يصاب أو يقتل في عملية مسلحة فلسطينية، كشرط لاستمرار المساعدات الأمريكية لأجهزتها الأمنية".
وأضاف وزير القضاء الأسبق يوسي بيلين، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" -ترجمته "عربي21"- إن "هذا أحد القرارات الأمريكية الخطيرة التي تلزم السلطة الفلسطينية، ويشمل تقليص المساعدات الأمريكية المقدمة إلى جهات مدنية في السلطة الفلسطينية وأخرى تعمل مع المجتمع الإسرائيلي، ووقف دعم المستشفيات في الضفة الغربية والقدس، وإغلاق مكاتب وكالة التنمية الأمريكية الدولية، وتقليص تمويل الأونروا وغيرها".
وأشار بيلين الذي شغل مهام عديدة في الكنيست والحكومات الإسرائيلية، إلى أن "إسرائيل الرسمية رحبت بهذا القرار الأمريكي، لكن من وراء الكواليس تسود مشاعر قلق داخل الإدارة الأمريكية، لأن الاستمرار في خنق السلطة الفلسطينية سيؤدي إلى انفجار العنف، وبالتالي فإن جزءا من العجز في الموازنة الفلسطينية ستضطر إسرائيل إلى ملئه".
وقال بيلين، أحد رموز حزب العمل، ورئيس حزب ميرتس، ومن رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين: "إننا أمام قرار للكونغرس يشمل تجميد مبلغ 60 مليون دولار موجهة لدعم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وبالتالي فإن هذا القانون كفيل بتفجير موجة جديدة من التوتر والتسخين في الساحة الفلسطينية، لأنه يمنع تمويل أولئك المكلفين بكبح جماح أي عنف فلسطيني"، وفق تعبيره.
وكشف بيلين النقاب عن أنه "رغم محاولات تشاك غراسلي المبادر لمشروع القرار، من أجل استدراك تبعاته المضرة لدى الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية، لكنه لم ينجح، فقد تم التوقيع على القرار، ودخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضية".
وأبدى بيلين دهشته من صدور القرار لأنه يتزامن مع "تباهي السلطة الفلسطينية بأنها تقوم بالتنسيق الأمني، وتتلقى بسببه انتقادات داخلية بين الفلسطينيين، لكونها تتعامل مع إسرائيل، وتنفذ من أجلها مهام أمنية، حتى إن الرئيس عباس يصف التنسيق الأمني بـ"المقدس"، لكن كثيرا من الفلسطينيين لا يتفقون معه".
وأشار إلى أنه "سيكون صعبا على الفلسطينيين تلقي مساعدات أمريكية حصرية بالموضوع الأمني، في حين أن باقي المجالات المدنية والإنسانية المحتاجة للمساعدة أكثر من سواها يتم إيقافها".
وختم بالقول إن "أصدقاءنا الأمريكيين في الكونغرس يبدو أن حرصهم على إسرائيل يشبه عناق الدب، فهو يضر أكثر مما ينفع، يؤذي أكثر مما يساعد، لأن المساعدات الأمريكية المقدمة للفلسطينيين مهمة لإسرائيل من كل الجوانب، ما يجعل المطلوب من الإدارة الأمريكية حتى تعوض هذه الإشكالية أن تزيد مساعداتها الأمنية لإسرائيل، تعويضاً منها عن تقليص مساعدات جيراننا الفلسطينيين".
هكذا دخل جنرالات إسرائيل عالم السياسة والانتخابات
زيادة التحذيرات الأمنية حول تعاظم النفوذ الصيني في إسرائيل
تحذير إسرائيلي من هجمات سايبر مصدرها غزة.. ومن أيضا؟