قال خبير عسكري إسرائيلي إن "عملية سلفيت التي حصلت يوم أمس، وأسفرت عن عدد من القتلى والجرحى الإسرائيليين لا يطلق عليها عملية فردية، حتى لو عمل المنفذ وحده، لأن طريقة العمل والتنفيذ على الأرض تدل على أننا أمام تخطيط وتدريب واضحين، وهو ما يتزامن مع وجود عوامل متزايدة لدى
حماس بإشعال
الضفة الغربية، فضلا عن الحاجة الماسة للجيش لفحص أداء مقاتليه على الأرض".
وأضاف رون بن يشاي في
مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمتها
"عربي21" أن "منفذ العملية كان بارد الأعصاب خلال قتله وإصابته لعدد من
الجنود والمستوطنين، وأبدى تصميما على إكمال مهمته حتى النهاية، وبطريقة مثيرة فعلا، ومن الواضح أنه تلقى تدريبا عسكريا".
وأكد أن "ذلك يبدو من اقتراب المنفذ من الجنود وهم خلف سواتر الباطون، حين أخفى السكين في ثيابه، حتى حين اقترب بصورة لصيقة من الجنود نفذ عمليته، وأخرج سكينه، وطعن بها الجندي، وكانت طعنة قاتلة على الفور، أكثر من ذلك فإن تدريبه العسكري يتضح من قدرته على السيطرة على سلاح الجندي القتيل، ثم استخدامه بإطلاق النار منه بدقة نسبية".
وأشار إلى أن "المنفذ علم جيدا أنه سيضطر للاختفاء، كما خطط، ولذلك اقتنص الفرصة المواتية حين رأى سيارة مارة في الطريق، فاستقلها، ثم توجه لحاجز عسكري آخر على بعد كيلومترات، وأطلق النار على الإسرائيليين الذين تواجدوا فيه".
اقرأ أيضا: الاحتلال يعلن ارتفاع قتلى عملية سلفيت بالضفة إلى اثنين
وزعم أنه "يبدو واضحا جدا أن المنفذ ابن هذه المنطقة، لأنه يعرف طرقها وتضاريسها، ولذلك توجه مباشرة إلى قرية برقين، لأنه في اللحظة التي شعر فيها أن السيارة ستكون خطرا عليها، تركها وغادر، ونجح في التخفي عن عيون قوات الأمن التي بدأت حملة مكثفة لاعتقاله".
وأوضح أنه "يمكن القول إن المنفذ في مثل هذه العمليات عضو في تنظيم مسلح، ويبدو أنه حماس، وربما بادر المنفذ للعمل بتعليمات منها، حيث إن لدى الحركة مصلحة جدية هذه الأيام بإشعال الوضع في الضفة الغربية، كما أن هناك المزيد من الأسباب والدوافع التي تذهب باتجاه تنفيذ العمليات المسلحة في الضفة الغربية".
وشرح أن "الصراع حول باب الرحمة في الحرم القدسي لا زال قائما، والوضع الاقتصادي والبطالة المتفشية بالضفة الغربية عقب وقف الدعم الأمريكي ونقل الضرائب من الحكومة الإسرائيلية، فضلا عن التوتر في غزة بين حماس وإسرائيل".
وأضاف أن "كل ذلك يلقي بظلاله على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ويجعل البيئة الميدانية مهيأة جدا لأي اشتعال أو انفجار، ما يدفع حماس والجهاد الإسلامي لحث عناصرهما على تنفيذ المزيد من هذه العمليات، ولعل ذلك تحقق في عملية سلفيت".
اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي من تنامي الحاضنة الشعبية للمقاومة في الضفة الغربية
وأكد أن "الجمهور الإسرائيلي لا يعلم بحجم الإحباطات الأمنية التي يقوم بها الجيش والمخابرات في الآونة الأخيرة لمنع تنفيذ المزيد من العمليات في الضفة الغربية، لكن هذه الإحباطات لا تحقق نتائج مائة بالمائة، ولابد أن ينجح منفذ ما في الهروب من تحت الرادار الإسرائيلي لتنفيذ هجوم دام، لأن من الواضح أن منفذي هذه العمليات الفردية يحظون برعاية واحتضان كوادر حماس في الضفة الغربية، قبل التنفيذ وبعده".