يقوم رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج بزيارات خارجية مكثفة لدول أوروبية، في محاولة منه للحشد ضد العدوان الذي يشنه اللواء الليبي، خليفة حفتر على العاصمة "طرابلس"، وسط تساؤلات عن فرص نجاح هذه الجولات الدبلوماسية في الضغط على الجنرال الليبي ودعم الحكومة المعترف بها دوليا.
وذكر مصدر مقرب من حكومة الوفاق، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"عربي21" أن "هناك وفدا رفيعا وكبيرا يرافق السراج في جولاته الأوروبية من أجل إيضاح الصورة كاملة، وعلى رأس هذا الوفد وزير الداخلية، فتحي باشاغا ووزير الخارجية، محمد سيالة، بالإضافة إلى سفير ليبيا في الاتحاد الأوروبي".
وبدأ السراج جولاته بزيارة إيطاليا والتقى خلالها برئيس الحكومة هناك، جوزيبي كونتي والذي أكد أن "أي استقرار يجلبه الحل العسكري بليبيا لن يكون إلا ظاهريا، وسط تأكيدات على دعم روما لحكومة الوفاق ورفض أي حلول عسكرية".
دعم ألماني
كما التقى السراج بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي استقبلته والوفد المرافق له في برلين، مؤكدة ضرورة استئناف المفاوضات والعودة للعملية السياسية تحت قيادة الأمم المتحدة وبناء على اتفاق أبوظبي بين السراج وحفتر".
اقرأ أيضا: السّراج يبدأ جولة أوروبية في ظل تواصل تهديدات حفتر
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، أن اللقاء تركز على الوضع في ليبيا بعد بدء هجوم حفتر على العاصمة الليبية، وأن "ميركل طالبت بالعودة إلى العملية السياسية تحت مظلة الأمم المتحدة، وأنها رحبت بهدنة وقف إطلاق النار وضرورة إيصال المساعدات للمحتاجين واللاجئين النازحين".
موقف أوروبي موحد
وأعلنت المستشار الألمانية خلال زيارتها الأخيرة لأفريقيا قبل بضعة أيام أنها ستعمل بشكل مكثف من أجل تبني موقف أوروبي موحد للتوصل إلى حل سياسي في الأزمة الليبية، خاصة بين فرنسا وإيطاليا لتبني موقف مشترك وعدم تقسيم الموقف الأوروبي إلى موقفين مختلفين"، حسب كلامها.
وفي سياق متصل، يلتقي السراج مساء الأربعاء بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون لاستكمال الجولة الأوروبية من أجل حشد موقف أوروبي ضد عدوان حفتر على طرابلس، وسط الحديث عن حالة احتقان بين باريس وحكومة طرابلس بعد اتهامات وجهتها الأخيرة للموقف الفرنسي بدعم حفتر عسكريا وسياسيا.
والسؤال: ما فرص نجاح جولات "السراج" الأوروبية في وقف عدوان "حفتر"؟ وماذا لو فشلت؟
هل ينجح؟
من جهته، رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن زيارات السراج إلى الدول المعنية بليبيا مهمة وإن جاءت متأخرة، لكن نجاح هذه الجولات يعتمد على مدى قدرة السراج على طمأنة هذه الدول على أنه سيكون شريكا أفضل بعد انتهاء الحرب الحالية".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "من المعروف أن السبب الرئيسي غير المباشر لهذه الحرب هو فشل حكومة الوفاق في تحقيق أي إنجاز على الأرض، لكن هذا طبعا لا يعني شرعية هذه الحرب التي تهدف خلافا لما هو معلن إلى تنفيذ أجندة اقليمية من خلال تنصيب نظام عسكري دكتاتوري"، وفق وصفه.
السراج سيفشل
لكن عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة استبعد نجاح السراج في تغيير الموقف الدولي كون ما يقوم به الآن حاولت بريطانيا فعله، لكنها فشلت أمام الفيتو الروسي بالتنسيق مع "فرنسا" وتأييد أو على الأقل صمت أمريكي بتنسيق مع أهم حليف لها في المنطقة وهي السعودية ومعها الإمارات ومصر".
واستدرك في تصريح لـ"عربي21": "لكن لا يعني هذا أن حلفاء "مليشيات" طرابلس ومصراتة ومعهم "قطر وتركيا وبريطانيا" رعاة "الإسلام السياسي" سيقفون مكتوفي الأيدي بل سيحاولون بكافة الطرق وضع العراقيل العسكرية والسياسية أمام تقدم "الجيش" (قوات حفتر) والسيطرة على العاصمة"، وفق رأيه.
وأضاف: "لا أتوقع وقفا لإطلاق النار حاليا، إلا إذا تدخل المجتمع الدولي الفاعل لذلك بدون شروط والبحث في تسوية سياسية لكن هذا سيكون محرجا للقيادة العامة (حفتر) والتي سترفض التراجع عن إنهاء سيطرة "الميليشيات" على العاصمة"، حسبما قال.
مصالح أجنبية
وقال أستاذ القانون الدولي بجامعة "طرابلس"، محمد بارة إن "حرب "طرابلس" الحالية مرتبطة بمصالح دول أجنبية وإقليمية وعلى رأسها فرنسا والإمارات، لذا فمن واجبات حكومة الوفاق إيضاح الصورة للدول التي لها مصالح في ليبيا، ومن هنا جاءت محاولات "السراج"".
اقرأ أيضا: ميركل تدعو للعودة للعملية السياسية بليبيا بقيادة أممية
وعن فرص نجاح هذه الجولات، رأى الأكاديمي الليبي أن "ما يحدد نجاح هذه المهمة من عدمه هو ما يتحصل عليه "السراج" من نتائج فعلية تتعلق بإقناع الدول التي يزورها بوقف القتال وعودة المعتدي لمعسكراته قبل شن العدوان"، حسب تصريحه لـ"عربي21".
وتابع: "هذه الأمور رغم ارتباطها بالدعم الأجنبي من أسلحة وذخائر، لكن يبقى موقف الدول الأجنبية مرهونا بنتائج الحرب على الأرض، فموقف أغلب هذه الدول سيتناغم مع نتائج القتال على الأرض"، وفق تقديراته.
طقوس وتقاليد ليبية في رمضان أفسدتها الحروب.. ما أبرزها؟
هل يكون الملف الليبي نقطة خلاف روسي تركي جديدة؟
هكذا يعرقل حظر السلاح عن "الوفاق" حسم المعركة مع حفتر