انضمت الأمريكية من
أصول مصرية ريم الدسوقي، لقائمة المصريين الحاملين للجنسية الأمريكية بسجون
الانقلاب العسكري والذين تتجاهلهم السلطات الأمريكية رغم مناشدات أهاليهم للتدخل
والافراج عنهم على غرار تدخل واشنطن للإفراج عن الناشطة آية حجازي وزوجها محمد
حسانين، والناشط محمد سلطان نجل الداعية صلاح سلطان.
واعتقلت سلطات أمن
الانقلاب ريم محمد الدسوقي، التي تقيم بلانكستر في بنسلفانيا رغم جنسيتها
الأمريكية؛ عند وصولها مطار القاهرة برفقة ابنها "محمد"، (12عاما)، فجر الأحد الماضي 7 تموز/ يوليو، وتم تسليم نجلها لأسرتها بعد 12 ساعة ثم
احتجازها بالأمن الوطني.
ورغم مرور ثمانية أيام
على الواقعة إلا أن الصحف المصرية لم تشر إلى الواقعة.
وأكد الأكاديمي المصري
المعارض بأمريكا أحمد عبدالباسط، غياب المعلومات الرسمية عن وضع ريم، وأنه تم
إبلاغ السفارة الأمريكية بمصر، مشيرا إلى أنه لا توجد نية للسفارة للتحرك لحمياتها
أو معرفة أسباب الاعتقال.
وأعلن مصريون مقيمون
بأمريكا تقديمهم بلاغا عن الواقعة بصفحة الخارجية الأمريكية، وبينهم الناشط طه علي،
الذي أكد لـ"عربي21"، أنه قام بالبلاغ، موضحا أن ريم، ليست من جماعة
الإخوان المسلمين، ولكنها كانت تنتقد سياسات النظام.
"ملابسات
الواقعة.. وخطأ ريم"
ونقل المحامي الحقوقي
محمد أحمد توفيق، عن شقيقها نور الدسوقي، صدق الواقعة وأنها تقبع الآن بسجن النساء
بالقناطر، مشيرا لتقديم أخيها طلبا للسفارة الأمريكية بالقاهرة للتدخل العاجل
وإنقاذ ريم من الحبس، لكن دون فعل حقيقي حتى الآن.
توفيق، أحد الحقوقيين
المهتمين بقضية ريم، أكد لـ"عربي21"، أنه بالفعل "تم إبلاغ السفارة
الأمريكية بواقعة ريم، ولكن هناك تعتيم كبير وعدم وضوح من السفارة".
وأضاف أن "مسؤولي
السفارة أبلغوا شقيقها نور، أنهم اتخذوا بعض الإجراءات ولكنهم لا يمكنهم التدخل
إلا بعد لقاء مندوب السفارة بريم، في محبسها، وطلبها هي من السفارة التدخل".
وأوضح توفيق، خطورة
ذلك الموقف من السفارة مبينا أن التسويف بتلك القضايا يضر بلا شك بالمعتقل، وأن
"هذا ما يحدث بحق ريم من السفارة".
وحول ملابسات وتفاصيل
الواقعة قال إنه "أثناء نزول ريم، وابنها بمطار القاهرة الدولي قادمين من
أمريكا الساعة الخامسة فجر الأحد الماضي، تم توقيفها، وحتى اليوم ورغم مرور نحو 8
أيام لا يعرف أحد ماهية التهم الموجهة إليها".
وبشأن السبب المحتمل
من وجهة نظر المحامي وشقيقها نور، أكد توفيق، أن "ريم معارضة للنظام ولكنها ناشطة حديثة وليست لها ظهور
سابق، وليس لها أية علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، حتى أن معارضتها للنظام حديثة
وليست قديمة".
وأوضح أنه "كان
لها 3 صفحات بـ(فيسبوك)، كانت دائمة الانتقاد عبرها لسياسات النظام بمصر، ثم تم
غلقها جميعا بعد اعتقالها بأيام".
وأكد توفيق، أن
"خطأ ريم، تمثل بإظهارها جواز السفر المصري بمطار القاهرة وختمه بختم الدخول،
دون أن تظهر الباسبور الأمريكي، ولذا تمت معاملتها كونها غير أمريكية الجنسية،
وطبقا للقوانين المصرية تم تحويلها لمباحث الأمن الوطني التي احتجزتها للاستجواب،
وتم تسليم ابنها محمد لعائلتها".
"لهذا
تتباطأ السفارة"
وبتعليقه، أكد الحقوقي
المصري خلف بيومي، أنه "تم ارتكاب جريمة الإختفاء القسري في حقها لعدة أيام،
ثم عُرضت على نيابة أمن الدولة العليا".
مدير مركز الشهاب
لحقوق الإنسان، أوضح لـ"عربي21"، أنه "لم نستطع الوقوف على
الاتهامات الموجهة إليها أو مكان احتجازها من تاريخ القبض عليها حتى الآن".
وحول عدم تدخل السفارة
الأمريكية حتى الآن، انتقد بيومي، ذلك الموقف بقوله: "دائما ما تتحرك السفارة
الأمريكية بعد ما تكون الحكومة المصرية قد قننت الإجراء الخاطئ أو المخالف
للقانون".
وأضاف: "ولعل موقف
السفارة الأمريكية تجاه محمد سلطان وأية حجازي يدلان على ذلك".
ورغم أن تقارير صحفية
مصرية تشير إلى أن عدد المعتقلين المصريين الحاملين للجنسية الأمريكية نحو 19
شخصا، إلا أن الحقوقي المصري، جزم بأنه "ليس لدينا حصر دقيق".
"ابنها
الحل"
وفي تعليقها على
اعتقال ريم الدسوقي، بـ"فيسبوك"، قالت الناشطة المصرية المقيمة بالخارج
منى الشاذلي، أن سبب اعتقالها معارضة للنظام وإدارة صفحة بمواقع التواصل.
فيما أكد الناشط محمد
حسانين، الذي مر بنفس التجربة، أن الحل لإنقاذها هو عودة إبنها لأمريكا، والذهاب
للكونجرس ولقاء النواب بمنطقة إقامتها، مشيرا إلى أن تحرك ابنها كطفل له تأثير
كبير بالرأي العام الأمريكي.
"تباين
أمريكي"
وتدخلت السلطات
الأمريكية للإفراج عن مصريين أمريكيين معتقلين ولم تتدخل لحل أزمة آخرين.
وفي أيار/ مايو 2015،
أفرجت القاهرة عن المعتقل المصري-الأمريكي محمد سلطان المحكوم عليه بالمؤبد -أشهر
مضرب عن الطعام بسجون مصر- بعد تنازله عن الجنسية المصرية، بطلب واشنطن.
وفي نسيان/ أبريل
2017، تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للإفراج عن الناشطة آية حجازي وزوجها
محمد حسانين، بعد حبس 3 سنوات.
ومن المعتقلين أصحاب
الجنسية الأمريكية بسجون الانقلاب، أحمد حسن (19 عاما)، المولود في جالاوي
بأتلانتيك سيتي، والمعتقل منذ 2016، والذي لم تنجح رسالته لترامب، في آذار/ مارس
2017، بحل أزمته.
أما المعتقل منذ عام
2013، مصطفى قاسم، (55 عاما) -بونغ آيلاند في نيويورك- لم تنجح محاولاته التنازل
عن جنسيته المصرية، ولم يستجب ترامب، لطلب أسرته في كانون الثاني/ يناير 2019،
للتدخل لدى مصر والإفراج عنه.
ويعد المحامي أسامة
مرسي، نجل الرئيس الراحل محمد مرسي، المعتقل منذ نهاية العام 2016، من حاملي
الجنسية الأمريكية.
مصر تفرج عن 6 فلسطينيين من غزة بعد اعتقال لسنوات
تعليمات أمنية بحظر النشر عن "خلية الأمل" في مصر.. لماذا؟
منظمات حقوقية مصرية تطالب بالتدخل لإنقاذ حياة أبو الفتوح