نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا، قالت فيه إن مضيق هرمز اهتز مؤخرا على وقع حادثة حجز الحرس الثوري الإيراني لناقلة
نفط بريطانية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته عربي21،
إن مضيق هرمز كان مسرحا لسلسلة من الحوادث منذ أكثر من شهرين. وكان آخر هذه
الأحداث يوم 19 يوليو/ تموز، وهو ما دفع المجتمع الدولي إلى حبس أنفاسه؛ خوفا من أن
يتسبب ذلك في تصعيد عسكري بين الولايات المتحدة وإيران.
وأكدت أن أنظار العالم تحولت نحو الشرق الأوسط، الذي عاش مؤخرا على وقع سلسلة من الاستفزازات بين واشنطن وطهران. وتتراوح هذه
الأفعال المستفزة بين حجز ناقلات نفط واستهداف طائرات من دون طيار، وقدوم فيالق من
الجنود الأمريكيين إلى السعودية. واشتد التوتر منذ أيار/ مايو 2018، منذ أن انسحبت
الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.
وأشارت الصحيفة إلى أن مضيق هرمز يعد أحد أهم الأماكن
الاستراتيجية في العالم، حيث تشرف عليه سواحل إيران وسلطنة عمان والإمارات العربية
المتحدة. وعبر هذا الممر الضيق الذي يبلغ طوله نحو 40 كيلومترا، الذي يشكل بوابة
الخليج العربي، يعبر ثلث النفط المنتج في العالم، ويشحن عبر البحر.
وأفادت الصحيفة بأن المملكة المتحدة التي تمر
بمرحلة انتقالية مع احتمال تولي بوريس جونسون السلطة، والذي يتقاسم بعض الرؤى مع
دونالد ترامب، عبرت عن أنها "قلقة جدا" من "الحجز غير المبرر"
لسفنها. وتبقى ادعاءات إيران لتبرير فعلتها غير واضحة ومشوشة.
اقرأ أيضا: الغارديان: ما هو مصير المواجهة بين بريطانيا وإيران؟
وانطلاقا من برلين، وصولا إلى واشنطن، ومرورا عبر
بروكسيل وباريس، عبرت كبرى عواصم العالم الغربي عن دعمها للمملكة المتحدة. ومن
جانبه، صرح وزير الشؤون الخارجية الفرنسية قائلا: "نحن ندعو السلطات الإيرانية
إلى أن تخلي سبيل السفن وطاقمها، وتحترم مبادئ حرية الملاحة البحرية في منطقة
الخليج".
وأضافت الصحيفة أن هذه الحادثة الأخيرة تعكس
رد إيران على حجز إحدى ناقلاتها النفطية مطلع هذا الشهر من قبل سلطات جبل طارق، التي ادعت أن هذه الناقلة النفطية الإيرانية كانت بصدد تزويد سوريا بالنفط الخام.
ودعمت الدولة الأوروبية ادعاءها بأن ذلك يعد اختراقا واضحا للعقوبات التي فرضها
الاتحاد الأوروبي على دمشق. كما أنه بعد ساعات فقط، قررت المحكمة العليا لجبل طارق
تمديد مدة منع السفينة الإيرانية من التحرك لمدة ثلاثين يوما أخرى.
وأشارت إلى أن التوترات في الخليج العربي لا
تقتصر على هذه الحادثة التي جدت بين إيران وبريطانيا فحسب. وازدادت الحوادث في هذه
المنطقة منذ يوم 12 أيار/ مايو الماضي، حيث تعرضت أربع سفن سعودية ونرويجية
وإماراتية للإتلاف جنوب مضيق هرمز، بعد تعرضها لتفجيرات يشتبه في تورط إيران فيها،
والتي وصفتها واشنطن بأنها "أعمال تخريبية".
ونوهت الصحيفة بأنه بعد مضي أسابيع من هذه
الحادثة، كان ترامب قاب قوسين أو أدنى من توجيه ضربة عسكرية لإيران بعد حادثة
إسقاط الطائرة الأمريكية من دون طيار على يد الحرس الثوري. ويندرج هذا الجو
المشحون ضمن سياق متوتر برز منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي
الإيراني.
ومنذ ذلك الحين، لم ينفك ترامب عن فرض جملة من العقوبات الاقتصادية على
الإيرانيين، الذين فقدوا بسبب ذلك زبائنهم الذين يقتنون نفطهم.
وقالت إنه يوم 19 تموز/ يوليو، صرحت السعودية،
العدو اللدود لإيران، بأنها استقبلت قوات أمريكية على ترابها، وهي سابقة أولى من
نوعها منذ سنة 2003. في المقابل، يبدو أن كلا من واشنطن وطهران مستعدتان لعقد
محادثات، ووفقا لتصريح أدلى به دونالد ترامب يوم 16 تموز/ يوليو، يبدو أن الرئيس
الأمريكي "لا يعمل على تغيير النظام" في إيران، بل الوصول إلى أفضل
اتفاق.
من جهة أخرى، تشير أخبار إلى أن وزير الشؤون
الخارجية الإيراني اقترح خلال زيارته إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، فتح بلاده
أبوابها أمام عمليات تفتيش فورية وشاملة للبرنامج النووي لإيران. في المقابل،
اشترط الوزير الإيراني رفع العقوبات الأمريكية.
وعرضت الصحيفة أبرز الأحداث التي هزت مضيق هرمز
مؤخرا، حيث إنه يوم 12 أيار/ مايو، تعرضت أربع سفن لعمليات تخريب في المياه
الإماراتية، وحملت واشنطن والرياض وقتها المسؤولية لطهران. ويوم 13 حزيران/ يونيو،
هوجمت ناقلتا نفط في بحر عمان، قبل أن توجه واشنطن كالعادة التهم لطهران. ويوم 20
حزيران/ يونيو، سقطت طائرة أمريكية مسيرة بصاروخ إيراني.
أما يوم 4 تموز/ يوليو، فاحتجزت بريطانيا ناقلة
نفط إيرانية في مضيق جبل طارق. ويوم 18 من الشهر ذاته، أعلنت واشنطن عن تدميرها طائرة إيرانية من دون طيار، وهو خبر كذبته طهران. ويوم 19 حزيران/ يونيو، حجزت
إيران ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز.
فايننشال تايمز: هل تنجح استراتيجية إيران العين بالعين؟
الغارديان: ما هو مصير المواجهة بين بريطانيا وإيران؟
الغارديان: هل تتجه بريطانيا نحو حرب كارثية مع إيران؟