قالت مصادر مطلعة على الوضع في السودان لـ"عربي21"، إن أجهزة تجسس حديثة عالية الكفاءة، ساعدت المجلس العسكري الانتقالي على إحباط المحاولة الانقلابية المتهم بقيادتها رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول هاشم عبد المطلب المعتقل حاليا.
ورجحت المصادر، التي تحدثت لـ "عربي21" وطلبت الاحتفاظ باسمها، أن أجهزة التصنت والمراقبة الحديثة حصل عليها المجلس العسكري الانتقالي من دولة خليجية تساند المجلس العسكري وتدعم استمراره كشريك رئيسي في الحكم خلال المرحلة المقبلة.
وأوضحت أن السلطات الأمنية في البلاد كانت تراقب بدقة المشاركين واجتماعاتهم وموقع تسجيل بيان الانقلاب، مشيرة إلى أن المخططين كانوا يعتزمون تنفيذ الانقلاب في 10 تموز (يوليو) الجاري بيد أن الكشف عن بعض أعضاء الفريق تسبب في إرجاء ساعة الصفر إلى يوم أمس الأربعاء 24 تموز (يوليو) الجاري.
ونبهت المصادر إلى أن السلطات كانت تراقب بدقة القيادات المخططة للمحاولة من العسكريين والسياسيين، وأفصحت عن معلومة مهمة حول تحذير سابق تلقاه رئيس الأركان المعتقل عبد المطلب قبل أكثر من شهر بشأن المحاولة، لكنه نفى في ذلك الوقت التخطيط أو الانخراط في أي عمل للانقضاض على السلطة.
إقرأ أيضا: من يستهدف "العسكري" بالسودان بإعلانه عن "محاولة انقلابية"؟
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "الانتباهة" الصادرة في الخرطوم تفاصيل عملية اعتقال رئيس الأركان المشتركة أمس الأربعاء. وسردت محاولة حراسه المقاومة، بيد أن تدخلات أقنعته وحالت دون اندلاع مواجهة، ليسلم رئيس الأركان نفسه منعاً لوقوع ضحايا.
وقالت الصحيفة إن رئيس الأركان المشتركة المعتقل أدلى باعترافات كاملة عن المشاركين في المحاولة من العسكريين والسياسيين، ونوهت إلى تسجيل رئيس الأركان المعتقل لبيان الانقلاب بأحد المنازل ـ لم تكشف عن موقعه.
وبينما بث التلفزيون الرسمي مقتطفات قصيرة من بيان الانقلاب الذي تلاه رئيس هيئة الأركان المعتقل، تداوه ناشطون سودانيون فيديو يحوي التسجيل الكامل للبيان.
وجاء في بيان الانقلاب، حل المجلس العسكري الانتقالي الحالي، وتشكيل مجلس عسكري جديد، وتعيين رئيس وزراء خلال فترة انتقالية لا تزيد على عامين، ومحاكمة علنية لرموز نظام الرئيس البشير وحزب المؤتمر الوطني، واستمرار الحكام العسكريين للولايات، وتكوين مجلس تشريعي انتقالي من الحكماء والشباب.
وذكر رئيس هيئة الأركان في البيان، أن القوات المسلحة قررت إنهاء المشهد السياسي الذي صنعه المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وإعادة الثقة بين السودانيين والقوات المسلحة.
واتهم البيان الأول للانقلاب، المجلس العسكري الانتقالي بالتردد والضعف، وحمله مسؤولية ضياع تطلعات الشباب في التحول الديمقراطي.
وجاء في البيان أيضا، إعادة هيكلة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، ليقوم بواجبه وفقا للقانون، وإرساء أسس الدولة المدنية والحكم الرشيد، وتحقيق السلام في مناطق النزاع المسلحة، ودعوة المسلحين للمشاركة في حكم البلاد، ومراجعة كافة القوانين المقيدة للحريات بما فيها قانون جهاز الأمن والمخابرات الوطني.
من يستهدف "العسكري" بالسودان بإعلانه عن "محاولة انقلابية"؟
التأجيل المتكرر للتوقيع يهدد اتفاق الخرطوم.. هذه نقاط الخلاف
سجن الرؤوس الكبيرة في الجزائر.. عدالة أم تصفية حسابات؟