واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيد استعداد بلاده لشراء باتريوت؛ ما يطرح التساؤلات حول نية تركيا الجمع بين المنظومة الأمريكية والروسية التي حصلت عليها مؤخرا.
وشراء تركيا للمنظومة الروسية؛ ساهم بتوتر مع الولايات المتحدة التي تلوح بعقوبات أمريكية على أنقرة إن قامت بتشغيل المنظومة.
وتثار التساؤلات حول إمكانية قبول الولايات المتحدة ببيع منظومة "باتريوت"، والتي أكدت سابقا أنها لن تقبل بذلك بسبب "أس400"، وأوقفت تعاونها في البرنامج المشترك لصناعة المقاتلة "أف35".
توجه اضطراري
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيبحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ إمكانية شراء بلاده منظمة باتريوت.
وشدد على أن خطوة شراء "أس400" لم تحدث من فراغ، بل كان لها ماض بدأ في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في إشارة إلى امتناع واشنطن وقتها عن بيع تركيا منظومة صواريخ "باتريوت" بذريعة أن "الكونغرس لا يسمح بذلك".
اقرأ أيضا: أردوغان يتحدث عن لقائه القريب بترامب.. ونيته شراء "باتريوت"
وفي هذا السياق؛ قال المختص بالشأن التركي، عمر فاروق كوركماز، إن الرئيس أردوغان، أكد أكثر من مرة أنه لا تناقض بين شراء المنظومة الأمريكية، ووجود منظومة "أس400" الروسية التي حصلت عليها أنقرة مؤخرا.
مماطلة أمريكية
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن الولايات المتحدة كانت تماطل، وتراوغ، في بيع منظومة "باتريوت"، لذلك اضطرت تركيا لشراء منظومة أس400" من روسيا.
وأوضح، أن تركيا ترغب بتنوع كامل في التسليح الجوي، لذلك فهي تسعى الآن لغرض الحصول على المنظومة الأمريكية.
وأشار إلى أن ما يهم أنقرة، ليس الموافقة الأمريكية ورفضها، بقدر ما أنها تريد التنويع في مصادرها في التسليح.
لن تتراجع
وشدد على أن تركيا، لن تتراجع عن تفعيل منظومة "أس400" التي حصلت عليها مؤخرا من روسيا.
يشار إلى أنه أمس الأحد، أعلنت وزارة الدفاع التركية، عن اكتمال وصول قطع ومعدات البطارية الثانية لمنظومة "أس400" الروسية إلى قاعدة "مرتد" الجوية بالعاصمة أنقرة.
اقرأ أيضا: "أس400" الروسية وباتريوت الأمريكية.. أيهما أقوى؟ (إنفوغراف)
وأوضحت الوزارة في بيان، أن أنقرة أبرمت مع موسكو يوم 11 نيسان/ أبريل عام 2017، اتفاقا لشراء منظومة "أس400" الروسية، بهدف تعزيز قدرات دفاعاتها الجوية، وسد احتياجاتها في هذا المجال.
ولفت البيان إلى أن معدات البطارية الثانية بدأت تصل إلى قاعدة مرتد يوم 27 آب/ أغسطس الماضي، واكتملت الأحد، الموافق 15 أيلول/ سبتمبر.
أهمية الصفقات لترامب
بدوره رأى الكاتب المختص بالشأن الأمريكي، جو معكرون، أن أردوغان يدرك مدى أهمية عقد الصفقات التجارية والعسكرية بالنسبة لترامب.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أنه بسبب إدراك أردوغان لذلك، فإنه يلوح باهتمام أنقرة بصفقة الباتريوت، تمهيدا لاجتماع نيويورك المرتقب ليؤثر مسبقا على حسابات الرئيس الأمريكي في ما يتعلق بوقف أي عقوبات أمريكية على أنقرة.
ما علاقة المنطقة الآمنة؟
ولم يستبعد معكرون، علاقة الموقف التركي حول الباتريوت، بإنشاء منطقة آمنة في سوريا، مضيفا أن أنقرة تهدف للتأثير على الموقف الأمريكي بإنشاء منطقة على الحدود السورية قادرة على استيعاب اللاجئين السوريين في تركيا.
وأوضح أن هذه ليست أول محاولة لأردوغان لاستدراج ترامب إلى اتفاق يحفظ المصالح التركية، لكن نجاح أنقرة اقتصر حتى الآن على تفادي العقوبات الأمريكية بدون أي اختراق جدي في الملفات الشائكة بين الطرفين.
ونوه إلى أن البنتاغون مصر على أنه لا يمكن لتركيا أن تجمع بين نشرها نظام صواريخ الـ"أس400" الروسي، ونظام باتريوت الأمريكي.
اقرأ أيضا: أكار: إخراجنا من برنامج "أف35" سينعكس سلبا على الناتو
ولفت إلى أن أردوغان يعتقد أن لقاءه المباشر مع ترامب سيؤدي إلى تجاوز العراقيل التي تضعها وزارتا الخارجية والدفاع في واشنطن.
تعهد مقابل تسهيلات
ورجح المختص بالشأن الأمريكي، أن الحل الذي قد يتمكن ترامب من تمريره عبر إدارته والكونغرس، هو تعهد تركي بعدم استخدام الـ"أس400" مقابل تسهيلات أمريكية للحصول على صواريخ باتريوت.
وأكد أن واشنطن ستبقي سلاح العقوبات الأمريكية على تركيا، للتهويل عند الحاجة إذا ذهبت أنقرة بعيدا في تحالفها مع موسكو، أي عقوبات قد تكون رمزية في سياق إخراج تركيا من تحالف تصنيع طائرات الـ "أف35".
ورأى أن الولايات المتحدة، لن تصل لأبعد من ذلك بفرض عقوبات قاسية حتى الآن، مرجئا ذلك، إلى الحاجة الاستراتيجية المشتركة بين واشنطن وأنقرة، على الرغم من أن هذه العلاقة تزداد تعقيدا مع الوقت.
أردوغان يلتقي المعارضة.. وموقف طريف مع إمام أوغلو
هل تحمل إقالة "بولتون" سياسة أمريكية جديدة نحو المنطقة؟
هل ينفذ أردوغان تهديداته ويغرق أوروبا باللاجئين؟