تشكل احتمالية وصول وباء كورونا إلى المئات من المخيمات المكتظة شمال غرب سوريا، كابوسا يؤرق مئات آلاف المهجرين والنازحين من سكانها.
وأمام ذلك، دعت تجمعات طبية وسياسية إلى التقليل ما أمكن من أعداد سكان المخيمات، وذلك للتقليل من آثار الجائحة العالمية، في حال وقع المحظور، وانتشرت في مناطق إدلب وريفها.
ودعا رئيس "الهيئة السياسية" في محافظة إدلب، عاطف زريق، إلى إفساح المجال أمام النازحين للعودة إلى مدنهم وبلداتهم التي هجروا منها، بسبب العمليات العسكرية من جانب النظام في أرياف إدلب.
وفي حديث خاص لـ"عربي21"، حذر زريق من كارثة إنسانية في حال انتشار الفيروس بين سكان المخيمات، مشيرا إلى افتقار المخيمات للمراكز الصحية والخدمات الطبية.
وحول سبل تحقيق ذلك، قال زريق إن "إعادة النازحين تتطلب تثبيت التفاهمات التركية- الروسية الأخيرة حول إدلب، والعمل على تحويل وقف إطلاق النار المؤقت، إلى وقف إطلاق نار دائم".
وأكد أن الإعلان عن وقف إطلاق نار دائم، يفسح المجال أمام عودة أكثر من نصف سكان المخيمات إلى بيوتهم، ما يعني تجنيب الأهالي كارثة إنسانية.
اقرأ أيضا: هذه آثار فيروس كورونا على مناطق الحرب في ليبيا وسوريا واليمن
في المقابل، أشار مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" محمد الحلاج، في حديث مع "عربي21"، إلى صعوبة التقليل من اكتظاظ المخيمات بالسكان، وذلك بسبب تقدم النظام إلى مناطق واسعة في ريفي إدلب وحلب.
وأضاف أن من بين الصعوبات التي تجعل المخيمات مكتظة بالسكان، عدم توفر المساكن في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وارتفاع الإيجارات إن وجدت.
وحسب الحلاج، فإن إيجارات المنازل التي تبلغ نحو 100 دولار أمريكي شهريا للمنزل الواحد، قابلة للزيادة، في حال وصول كورونا إلى المخيمات، حيث سيحاول الغالبية ترك المخيمات والانتقال إلى مناطق أكثر استقرارا، هربا من العدوى.
واستدرك الحلاج، غير أن من شأن الإعلان عن وقف إطلاق نار دائم وشامل في شمال غرب سوريا، تخفيف الضغط على المخيمات، وعودة عشرات الآلاف من النازحين إلى بيوتهم القريبة من خطوط التماس، في جبل الزاوية وغيرها من المناطق الأخرى.
وقال: "قد يعود النازح إلى بيته رغم عدم توفر الخدمات، لأن أوضاع المخيمات سيئة للغاية، ووصول الفيروس إليها يعني وقوع الكارثة بكل المقاييس".
عودة بوتيرة بطيئة
ورغم استمرار قوات النظام بخرق وقف إطلاق النار، فقد سجلت عدد من مناطق التماس عودة للنازحين، وإن كانت بوتيرة بطيئة، وفق الحلاج.
وذكر أنه مع نهاية شهر آذار/مارس، وصلت أعداد النازحين العائدين إلى بيوتهم في ريفي إدلب وحلب، نحو 35 ألف نسمة، بنسبة نحو 4 في المئة من إجمالي أعداد النازحين.
وقال إن "المتوقع أن نشهد زيادة في أعداد العائدين خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد إغلاق المعابر مع منطقة "غصن الزيتون"، وكذلك بسبب ارتفاع كلفة النزوح.
وأنهى الحلاج حديثه لـ"عربي21" بالتأكيد على ضرورة المساهمة في توفير الخدمات في المناطق التي تشهد عودة للنازحين، وذلك لاستيعاب أعداد أكبر.
والاثنين، كان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا، لمحاربة "كورونا"، وناشد المجتمع الدولي مساعدة السوريين في كافة المناطق لمحاربة الفيروس.
اقرأ أيضا: بيدرسن يدعو لوقف فوري لإطلاق النار بسوريا للتفرغ لكورونا
وأضاف بيدرسون، في إحاطة لمجلس الأمن الدولي عبر دائرة تليفزيونية، أن "سوريا عرضة لخطر كبير يهدد قدرتها على احتواء الفيروس، بسبب التحركات السكانية الهائلة والازدحام الخطير بمخيمات النازحين وأماكن الاعتقال، والإدارة الضعيفة أو الغائبة في بعض المناطق".
وكرر نداءات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري وكامل لإطلاق النار بكل أنحاء سوريا.
وتابع: "نحتاج لفترة هدوء مستدامة سيوفرها وقف إطلاق نار؛ ليتم التعاون عبر كافة خطوط التماس المتداخلة على كافة الأرضي السورية. نحتاج إلى ذلك الآن، وليس غدا".
كورونا يؤجل جلسات مناقشة الدستور السوري
FP: انتقام سوريا من العالم سيكون عبر موجة كورونا الثانية
هؤلاء الخاسرون والرابحون من اتفاق "موسكو" حول إدلب