نشر موقع "أويل برايس" تقريرا تساءل
فيه عن أهمية الدورة القادمة لأسعار النفط بالنسبة للسعودية، لافتا إلى أن الجواب
يكمن في أن الوقت بدأ ينفد أمام الدول التي تعتمد على النفط، في وقت يتغير العالم
فيه سريعا.
وتابع بأنه "رغم النهاية المحتومة
للوقود الأحفوري من السوق إلا أن معظم المشترين يحتاجون إلى النفط والغاز في
المستقبل القريب"، بحسب ما ترجمته "عربي21".
وقبل أن يدمر فيروس كورونا الاقتصاد
العالمي، فقد كان من المتوقع للاستهلاك العالمي أن ينمو بشكل قليل حتى عام 2030
ويظل مستقرا في العقود المقبلة. وليس من الواضح كيف سيتطور الطلب بعد الأزمة
الحالية، إلا أن الدول التي تعتمد على الطاقة تحاول استخدام الفرصة لبناء اقتصاد
حديث وتقليل الاعتماد على النفط.
وكانت السعودية الأكثر حديثا عن هذا الموضوع في
السنوات الماضية، خاصة منذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان، فقد وضعت الرياض خططا
للتحول الاقتصادي وضمت خططا للتغيير الاجتماعي والاستثمار الحقيقي في التكنولوجيا
والبنى التحتية.
ومن أجل زيادة نشاط الاقتصاد يجب على النساء
السعوديات المشاركة في قوة العمل والتي تصل الآن إلى 23% مقارنة مع المستوى
العالمي 48%.
اقرأ أيضا: أرامكو السعودية توضح أثر كورونا على سلاسل إمداد النفط
ومن أجل تمويل مشاريعه الطموحة وضع
محمد بن سلمان جزءا من أسهم شركة النفط أرامكو للاكتتاب العام، وكان الهدف من هذا
استخدام الموارد المالية في خطط التحديث. لكن البيع لم ينتج إلا عن 25.6 مليار
دولار وتم في السوق السعودي "تداول" بدلا من نيويورك ولندن خاصة أن
المستثمرين الدوليين لم يشاركوا فيه كما كان متوقعا.
ورغم فشل الطرح العام هناك أمل في أن
تمنح دورة نفطية قادمة السعوديين فرصة ثانية. وبحسب الشائعات تفكر أرامكو ببيع
مصادر تجارتها لتوليد مليارات الدولارات. وتعمل الشركة السعودية العملاقة مع جي
مورغان تشيس ومجموعة ميتسوبيتشي المالية للتحضير لصفقة متوقعة. إلا أن الإجراءات
الرسمية لم تبدأ بعد بسبب المناخ الحالي غير المثالي.
ويراهن السعوديون على ما قد يكون آخر
دورة للنفط وتوليد الأموال المطلوبة للتحديث، ويشير تاريخ القطاع النفطي إلى أن
هناك دورة خلال عقدين أو ثلاثة عقود ترتفع فيها الأسعار وتنخفض. وانتهت آخر دورة
بعدما دمر فيروس كورونا الطلب العالم واستقطع منه 30 مليون برميل أي 30%.
وبافتراض أن الدورة تستمر 20 أو 30 سنة
فإنها قد تنتهي في عام 2040 أو 2050. ومع أن الأمور غير واضحة إلا أنه يمكننا
القول إن الطلب سيخف في نهاية هذه الدورة. ويراهن السعوديون على عدد من الأمور وهي
احتياطي كبير من النفط وكلفة قليلة لإنتاجه من أجل حصد أكبر قدر من منافع الدورة
الأخيرة.
ولكن لا يعرف إن كان محمد بن سلمان
سيحقق طموحاته بنهاية الدورة. فأخطاء السياسة الخارجية المتعددة التي ارتكبها من
حصار قطر، وحرب اليمن، وقتل الصحافي جمال خاشقجي، تمثل تحديا للخطط السعودية.
اضافة اعلان كورونا
ولأن خطط التحديث تحتوي على مكون اجتماعي فالنسبة
الكبرى من المصادر المالية ستذهب إلى الاستثمار في التكنولوجيا والبنى التحتية
ولكن الجانب الاجتماعي سيبقى معقدا لأسباب ثقافية ودينية.
وتعتمد شرعية العائلة المالكة على
موافقة المؤسسة الدينية التي تحدث عدد من أئمتها صراحة ضد الإجراءات الأخيرة خاصة
زيادة حصة المرأة في سوق العمل.
كما ويعتمد معظم المجتمع السعودي على الدعم
المالي المباشر للحفاظ على مستويات حياة عالية نسبيا. وعندما تخف موارد الطاقة
المالية في العقود المقبلة، فستفرض السلوكيات الجديدة تغيرات على سوق العمل ليكون
حركيا وفاعلا.
وتحتاج التغيرات الاجتماعية سنوات
للحفاظ عليها وتحقيقها في الظروف العادية. وفي ضوء التحديات الضخمة والسجل الفقير
لقادة السعودية فإن كل الاحتمالات ليست في صالحهم.
موديز تخفض النظرة المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى سلبية
بلومبيرغ: الاقتصاد السعودي يهتز بسبب انهيار أسعار النفط
هل تواجه السعودية أزمة في توفير المواد الغذائية بالأسواق؟