سلطت صحيفة إسرائيلية الضوء على قرار وصفته بـ"الغريب" من جيش الاحتلال الإسرائيلي للحد من أي عمليات مرتقبة لحزب الله اللبناني، منعا للتصعيد على الحدود الشمالية، في حين كشفت تفاصيل العملية المزعومة.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، في خبرها الرئيس الذي أعده معلقها للشؤون العسكرية يوسي يهوشع، أن "محاولة تنفيذ حزب الله لعملية انتقامية ردا على مقتل أحد عناصره في هجوم إسرائيلي في سوريا قبل أيام، لم تأت من فراغ، وسبقتها سلسلة من الاستعدادات في الجبهة عق تهديدات حزب الله بالانتقام".
وذكرت أنه "منذ تلك الحادثة بدأت تشتعل أضواء التحذير، وعندما أصابت شظايا نار مضادات الطائرات السورية مركبة ومبنى في حي يلامس الجدار الحدودي في مجدل شمس الجمعة الماضية، وفي أعقاب تسلل النار، هاجمت طائرات الأباتشي الإسرائيلية أهدافا في الجولان السوري ليل الجمعة، وأصيبت في الهجوم مواقع مراقبة للجيش السوري ووسائل جمع المعلومات الاستخبارية التي توجد في الاستحكامات السورية".
ظاهرا بحسب الصحيفة، "يمكن الاستنتاج بأن تهديد حزب الله بعملية ثأر على مقتل أحد عناصره قد تحقق، ولكن مشكوك أن نكون وصلنا إلى هذه النقطة، فمن ناحية الجيش الإسرائيلي، فإن مستوى التأهب بقي عاليا، والتعليمات للقوات لم تتغير، وتم تقليل عدد القوى البشرية في الاستحكامات".
وأشارت التقديرات المسبقة لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن موعد الحادثة سيكون هذا الأسبوع، وقدر أن تتم حتى يوم الخميس عشية عيد الأضحى، في أيام ما بين المفاصل؛ وهو الاسم الذي أطلقه الجيش على الحدث السابق مع حزب الله، الذي وقع في أيلول/ سبتمبر 2019، وهناك توجد وجوه شبه يجدر الوقوف عندها".
عملية أمس، "خطط فيها الحزب لعملية إطلاق نار أو زرع عبوة، انتهت دون إصابات في جانب حزب الله، ولاحظت مجندة المراقبة الإسرائيلية أنه كان لازما فتح النار نحوهم، ولكن القرار الغريب الذي اتخذ هو عدم قتلهم، وهذا قرار في أغلب الظن اتخذ مسبقا في إطار سيناريوهات "حالات وردود فعل" جرت يوم الجمعة بعد الظهر مع القوات".
وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى في احدى المداولات: "بحسب الاعتبارات الحالية، ليس مؤكدا إن كان من الصواب قتلهم".
وقدرت "يديعوت"، أن "هذا القرار لهيئة أركان جيش الاحتلال نبع من الرغبة في الامتناع عن التصعيد مع حزب الله، وتقول الحجة انه توجد تحديات أخرى مع إيران في سوريا إضافة إلى النووي الإيراني".
وتابعت: "نحن هنا ملزمون بالتساؤل عن مجرد اتخاذ هذا القرار الذي يدل على مشكلة في الردع مع حزب الله، لدرجة الامتناع عن إصابة المخربين (بحسب وصف الصحيفة العبرية) وهم في طريقهم إلى العملية"، مؤكدة أن "هذا قرار غريب بكل الآراء".
اقرأ أيضا: هدوء حذر على الجبهة الشمالية.. الاحتلال يتوقع ردا لحزب الله
أما القرار الثاني، الذي "يعنى بحقيقة أن الجيش امتنع عن نشر الشريط المسجل لمجندات المراقبة، بعد نفى حزب الله الحادثة، وهو ما يبعث على التساؤل أيضا، وعلى ما يبدو أن أحد الاعتبارات؛ الامتناع عن ذلك كي لا يمس بحزب الله".
ونوهت الصحيفة بأن "الأصوات في الجيش تتعاظم للعمل بشكل مختلف"، مضيفة: "هل يوجد شريط مسجل؟، هذا هو الوقت لتحريره وإثبات كذب حزب الله".
ورأت أن تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن بيني غانتس، عن "خلية حزب الله التي تصفى، كان غريبا"، منوهة بأن "الجيش يواصل حالة تأهب عالية في الشمال، والسبب؛ الفهم بأن نصرالله لم يقرر بعد حقا إذا كان سيقوم بعملية أخرى أم يعيد الوضع لسابق عهده".
وكان حزب الله نفى في بيان له، الإثنين، رواية الاحتلال الإعلامية حول الأحداث والتصعيد الذي وقع في مزارع شبعا جنوب لبنان، مشيرا إلى أن "كل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط عملية وسقوط شهداء وجرحى غير صحيح على الإطلاق".
وزاد الحزب في بيانه: "حالة الرعب التي يعيشها جيش الاحتلال ومستوطنوه جعلتهم يتحركون بشكل متوتر ميدانيا وإعلاميا".
هآرتس: حزب الله يحاول تعزيز مكانته بلبنان.. لا يريد حربا
جنرال إسرائيلي يدعو لمواصلة ضرب سلاح إيران وحزب الله
خبير إسرائيلي يحرض على لبنان ويدعو لكسر "معادلة حزب الله"