أظهرت وثيقة نشرت الجمعة، أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية
المشتركة أبلغ أعضاء بالكونغرس أنه لا يتوقع دورا للجيش في العملية الانتخابية، أو
تسوية نزاعات قد تنشأ خلال انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر
القادم.
ووفقا للوثيقة، فقد أوضح الجيش الأمريكي، أنه ليس طرفا سياسيا
في البلاد، وأنه لن يتدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولن يدير ظهره للدستور.
وتعليقات الجنرال مارك ميلي هي إلى حد بعيد تأكيد لموقف الجيش
المحايد سياسيا، لكنها تأتي وسط تساؤلات عما قد يحدث إذا وقع نزاع على نتائج الانتخابات.
"تبديد مخاوف الشعب الأمريكي"
وأثارت تصريحات الجيش الأمريكي تساؤلات عن السبب الذي دفعه
لهذا الحديث.
ويشير المختص بالشأن الأمريكي خالد الترعاني إلى أن
"تصريح الجيش جاء كرد على ما نُسب إلى جو بايدن من أنه قد يضطر لدعوة لجيش الأمريكي
لإخراج ترامب من البيت الأبيض".
ولفت الترعاني في حديث لـ"عربي21"، إلى أن تصريح
بايدن سببه ترويج ترامب على مدار السنتين الماضيتين لفكرة أنه إذا خسر الانتخابات فهذا
يعني حكما أنها زُورت، ويدعي أنه إذا خسر الانتخابات فذلك نتيجة لأن الدولة العميقة
أرادت إخراجه من الحكم وفق رؤيته".
وأضاف: "بالتالي هو يزرع بذور الشك في نتيجة الانتخابات
إن لم يكن هو الفائز بها، لهذا اضطر جو بايدن إلى أن يصرح بأن الجيش سوف يخرجه من البيت
الأبيض، ولهذا أعلن الجيش عدم تدخله في العملية السياسية".
وأكد الترعاني أنه "إذا حصل وتدخل الجيش فسيكون ذلك
سابقة في تاريخ أمريكا"، مضيفا أنه "لذلك أراد الجيش تبديد مخاوف الشعب الأمريكي
من تدخله، أيضا لتأكيد دوره الحيادي وغير المسيس، وأنه لا يخضع للمناورات واللعبة السياسية".
الدستور لا يسمح بتدخل الجيش
من جهته أوضح المحلل السياسي المقيم في واشنطن خالد صفوري، أن "الدستور في الأساس لا يمنح للجيش الأمريكي الحق في التدخل في الحياة السياسية
أو إظهار موقفه السياسي، فما بالك التدخل في الانتخابات. فقط هم ينفذون ما ورد بالدستور
في ما يخص عملهم الأساسي بصرامة".
وتابع صفوري في حديث لـ"عربي21": "يتم الآن
الترويج لمسألة أن ترامب إذا هُزم في الانتخابات فلن يخرج من البيت الأبيض وسيتهم خصومه
بتزوير الانتخابات وأنها غير نزيهة، لذلك فقد طُرح سؤال مفاده: هل سيتدخل الجيش لإخراجه
من البيت الأبيض؟ إلا أن الجيش رفض الإجابة على ذلك".
وعبر صفوري عن اعتقاده بأن "المشكلة أعقد من ذلك، حيث
يتحدث الجميع حول ما هو الحل في حال خسر ترامب ورفض الخروج من البيت الأبيض".
رفض ترامب الخروج من البيت الأبيض
لكن في ظل الحديث عن احتمالية رفض ترامب الخروج من البيت
الأبيض إذا خسر الانتخابات، يدور سؤال حول من هي الجهة المناط بها مهمة إخراجه من مقر
الحكم؟
يوضح صفوري أن الجهة المسؤولة عن تنفيذ القانون في ما يتعلق
بأي إشكالية في الانتخابات هي المحكمة العليا، "وأعتقد أنه في حال رفض ترامب
الخروج فسيجتمع أعضاء الكونغرس ويحددون آلية معينة وقد يشكلون لجنة تحقيق تتوجه للمحكمة
العليا، بالتالي عندها يمكن حل الأزمة عبر هذه المؤسسات القانونية، ولكن قد تستمر لشهور
والحكم في النهاية للمحكمة العليا".
وأضاف مستدركا بالقول: "لكن علينا أن نتذكر أن عدد
أعضاء هذه المحكمة 9 أشخاص، اثنان منهم عينهم ترامب، وهناك أغلبية جمهورية فيها، لكن
بالمقابل رئيس المحكمة معروف بنزاهته وقد صوت لجانب الديمقراطيين في حالات عدة، وبالتالي فهو صمام الأمان فيها".
وحول أي مؤسسة أمنية يمكنها تنفيذ قرار المحكمة العليا في
حال رفض ترامب الخروج، أوضح صفوري أنه "إذا وافق الكونغرس على قرار المحكمة العليا
فسيسحب صلاحيات الرئيس، وفي حال استمر رفضه يكلف وزارة الخزانة بتحريك الحرس الرئاسي
"سيكريت سيرفيس" لتنفيذ قرار المحكمة العليا، وذلك لأنهم يتبعون لها وليس
لوزارة العدل".
بدوره أوضح المحلل السياسي خالد الترعاني أن "ترامب
لا يستطيع بحسب الدستور التدخل في حال حدوث نزاع سياسي، والجهة المسؤولة عن البت في
مشاكل الانتخابات هي القضاء".
وأضاف: "لكن في حال إذا كان هناك أمر للقضاء ولم يتم
تطبيقه عندها فإنه يحق للجيش التدخل، ولكنه في النهاية يخضع لإرادة الرئيس كون الأخير هو
القائد الأعلى للقوات المسلحة، لذلك فهي في الحقيقة ورطة غير مسبوقة حيث إن هناك تخوفا وسيناريوهات
التعامل مع قضية كهذه".
وأشار ترعاني إلى أن "أحد السيناريوهات إذا رفض ترامب
الخروج، وهو بعيد الاحتمال، أن يقوم بالإيعاز إلى حاكم أحد الولايات الموالين له لتحويل
أفراد الجيش هناك إلى قوة شرطية فيدرالية وجلبهم لواشنطن لحماية الرئيس، ولكن هذا السيناريو
بالرغم من أنه ممكن حدوثه لكنه بعيد الاحتمال، ولكن المحتمل كثيرا أن يرفض نتائج الانتخابات
وأن يؤدي هذا إلى أن يكون هناك تحرك من المواطنين المسلحين المؤيدين لترامب وقد يتسبب
ذلك بنزف الدماء في الشارع".
يذكر أن جو بايدن عبر عن قلقه من أن يقوم ترامب بسرقة الانتخابات
الأمريكية على حد وصفه، وقال أثناء لقاء له مع الكوميدي تريفور نوح، إنه مقتنع تمامًا
بأن "الجيش سيرافق ترامب من البيت الأبيض إذا خسر الانتخابات ورفض المغادرة".
هل يؤثر تأييد قادة جمهوريين لبايدن على حظوظ ترامب؟
ماذا حقق لقاء الكاظمي مع ترامب.. كيف سينعكس على العراق؟
لماذا يريد الأمريكيون رئيسا ينهي الحروب؟