تحدث كاتب إسرائيلي عن العلاقات الوثيقة بين تل أبيب ونظام عبد الفتاح السيسي في مصر.
وقال أمير ليفي بمقاله على موقع "ميدا"، ترجمته "عربي21"، إن الاحتلال خاض بالعقد الأخير "صراعا بالنضالات والحروب ضد القوى العظمى لتحصيل إمكانياتها من الغاز الطبيعي، بما في ذلك التغلب على العديد من المطبات على طول الطريق، حتى وصلت إسرائيل إلى تحقيق رؤيتها في التحول إلى قوة طاقة، وتصدر الغاز إلى الأردن ومصر بعشرات مليارات الدولارات، وحتى سنوات قليلة مضت، بدت هذه الأشياء مستحيلة.
ونقل ليفي عن يوفال شتاينيتس وزير الطاقة، قوله إنه "إلى جانب الصراعات السياسية والمصالح الاقتصادية للأحزاب الإسرائيلية المختلفة، فقد كان للصراع على الغاز آثار جيو-سياسية كبيرة، واكتسبت وزناً أكبر مع الاتجاهات الأخيرة للتغيير في الشرق الأوسط، ومن بين أمور أخرى، هناك التحالف الثلاثي مع قبرص واليونان، وهو مهم للغاية بالنسبة لنا ويساعدنا إقليميا مع أوروبا أيضا".
وأشار إلى أن "هذا التحالف نشأ بعد أن أصبحنا نصدر الغاز، وبدأنا الحديث عن خط أنابيب غاز لأوروبا، ووضع الأساس لتحالف سياسي وأمني وطاقي، مما ترك آثاره على العلاقات مع أوروبا، في ظل قدر كبير من مشاركة الاتحاد الاوروبي لإسرائيل، التي تحولت شريكا نشطا في كل شيء، وهو ما انعكس في اتفاقية المبادئ التي وقعناها لمد محور الغاز التي استثمرت حتى الآن مائة مليون يورو".
وأوضح أن "إسرائيل اشتكت لسنوات عديدة من مواقف الاتحاد الأوروبي تجاهها لجميع الأسباب، والآن نرى أن لدينا مصالح مشتركة في مجال الغاز، والاتحاد الأوروبي يتحرك كثيرًا نحونا، مما يعني أن له أهمية جيو-سياسية هائلة، وإضافة للدول الأوروبية القريبة والبعيدة، هناك الدول العربية المجاورة التي اقتربت جدًا منا بفضل التعاون النشط".
وأكد أن "منتدى غاز المتوسط، الذي شاركت إسرائيل في تأسيسه مع مصر، بات مظلة لصادرات الغاز الإسرائيلية إلى الأردن ومصر، لدينا عقود تقترب قيمتها من ثلاثين مليار دولار، ونحن في بداية الطريق، ناقلا عن وزير الطاقة المصري طارق الملا، أنه لأول مرة منذ اتفاق السلام في كامب ديفيد، هناك اتفاق اقتصادي جاد وهام بين البلدين، وأصبح المنتدى بالفعل منظمة إقليمية".
وأضاف أن "اللقاءات التي عقدها شتاينيتس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفي مؤتمرات في القاهرة، بات يرفع العلم الإسرائيلي علانية مثل أعلام باقي البلاد، وكل شيء مشهور في صحافة القاهرة، وفي أحد اللقاءات عقدنا مؤتمرا صحفيا مع وزير الطاقة المصري مع عشرات وسائل الإعلام، وعندما وصلنا إلى المطار في المساء، رأينا صورنا تُنشر على جميع القنوات، مثل هذه الأشياء تقدم خدمة رائعة لإسرائيل".
وأكد أن "التطورات الإقليمية ساهمت من بين عوامل رئيسية أخرى دفعت مؤخرًا عملاق الطاقة "شيفرون" لدخول السوق الإسرائيلية من خلال الاستحواذ على "نوبل إنيرجي"، لأنه حتى يومنا هذا، امتنع عمالقة الطاقة الدوليون عن القدوم لإسرائيل، لأن معظمهم قاموا بأعمال كثيرة في العالم العربي والإسلامي، لذلك فإن وصول شركة شيفرون المصنفة على أنها ثالث أكبر شركة طاقة في العالم يعد أمراً غير مسبوق".
وأوضح أن "هذا حدث برأيي إلى حد كبير بفضل التعاون الإقليمي، وبفضل انتصاراتنا في المعارك السابقة ضد الخصوم، مع العلم أنه لسوء الحظ هناك عوامل قائمة لدوافع سياسية، تساهم في انهيار اقتصاد الطاقة في إسرائيل، من بعض الداعين لتأميم احتياطيات الغاز، وتحويلنا إلى كارثة، وخرجوا للقيام بذلك في صراع فوضوي ومقلق، بزعم حدوث التلوث".
ملياردير إسرائيلي يكشف علاقته بقادة عرب ودوره في "التطبيع"
كاتب إسرائيلي: السلام يعقد مع الأعداء.. الإمارات لم تكن عدوا
شخصيات إسرائيلية زارت أبو ظبي قبل أيام تتحدث عن انطباعاتها