أكد خبير عسكري إسرائيلي، أن اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان لها انعكاسات إيجابية على الاحتلال، لكنها كانت تخدم أولا مصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال رون بن يشاي، وثيق الصلة بقادة الجيش والمنظومة العسكرية، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، إن وزيري الحرب الأمريكي والإسرائيلي وقعا على اتفاقية تحصل إسرائيل بموجبها على حزمة مزايا عسكرية أمريكية مقابل إزالة معارضتها لبيع طائرات مقاتلة إف35 للإمارات.
وأضاف أن "القاسم المشترك بين الحدثين هو المرحلة الثانية من مبادرة ترامب للشرق الأوسط، حيث تستفيد إسرائيل من ثمارها، رغم أن هدفها بالمقام الأول خدمة الموقف الأمريكي، وأهدافه الاستراتيجية بالمنطقة، وحملة ترامب الانتخابية، فيما تحتل مصالح إسرائيل المرتبة الرابعة بالأولويات الأمريكية".
وأشار بن يشاي، الذي غطى الحروب الإسرائيلية في لبنان وفلسطين، أن "واشنطن تسعى لتحقيق أربعة أهداف من إسرائيل من اتفاقيات التطبيع، أهمها إعادة بناء معسكر مؤيد لأمريكا ومعاد لإيران، يشمل الدول العربية المعتدلة وإسرائيل، وهذا المعسكر، مع وجود إسرائيل كمعقل عسكري عضو مفتوح فيه، لديه قدرة أفضل على التعامل مع تهديدات إيران، حتى في الوقت الذي تقلص فيه الولايات المتحدة وجودها العسكري بالمنطقة".
وأوضح أن "الهدف الثاني هو زيادة مبيعات الأسلحة الأمريكية للشرق الأوسط لتوفير فرص العمل ومصادر الدخل للاقتصاد الأمريكي، والثالث يتمثل بالحد من التسلل الصيني والروسي إلى الشرق الأوسط كجزء من الصراع الاستراتيجي الشامل بين القوى العالمية الثلاث، حيث تحاول بكين وموسكو الاستفادة من انسحاب واشنطن لتوسيع نفوذهما في المنطقة، مع تحقيق مكاسب اقتصادية أيضاً".
اقرأ أيضا: كاتب مصري: هكذا استثمر الاحتلال وأمريكا بتطبيع السودان
وأكد أن "الهدف الرابع هو تقوية وتعزيز مكانة إسرائيل السياسية والعسكرية في المنطقة، وإجبار القيادات الفلسطينية على الاعتراف بأنها لم تعد قادرة على الاعتماد على الدعم العربي التلقائي لجميع مطالبها من إسرائيل، ويتوقع أن يؤدي تعزيز إسرائيل لمواجهة الفلسطينيين لزيادة دعم ترامب في المعسكر المسيحي الإنجيلي وبين الناخبين اليهود الأكبر سنًا في فلوريدا وبنسلفانيا".
وأشار إلى أن "مبادرة الاتفاقيات الإبراهيمية تطورت نتيجة العمل الذي قاده جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره المقرب، على ما يعرف بـ"صفقة القرن" لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفي رحلاته للشرق الأوسط، أدرك إمكانات الاستعداد لإحداث تحول سياسي بين حكام السعودية والإمارات والبحرين، وقد أدار سلسلة المفاوضات المعقدة خلف الكواليس التي أدت لتوقيع اتفاقيات التطبيع، وما سيتم توقيعه في المستقبل".
وكشف أن "بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة، ورئيس الموساد يوسي كوهين، وأعضاء هيئة أركان الأمن القومي بقيادة مائير بن شبات، ساعدوا كوشنير كثيرًا بتقديم المشورة، وإقناع الحكام العرب ومساعديهم، لكن العمل الرئيسي كان من قبله هو، ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ووزير الخزانة، حيث اكتملت المرحلة الأولى من الاتفاقات الإبراهيمية حين وقعت الإمارات والبحرين وإسرائيل وأمريكا على التطبيع".
وأوضح أنه "بالتزامن مع الاتفاقيات، اتضح أنه إذا استمرت معارضة إسرائيل لصفقة منح طائرة الشبح إف35 للإمارات، فإن مجلس النواب الأمريكي لن يوافق على الصفقة، التي تنتهك قانون الحفاظ على الميزة العسكرية النوعية لإسرائيل؛ ولم يُعرف ما إذا كان نتنياهو اشترط وعده لكوشنر وترامب بعدم معارضة الصفقة قبل تعهد واشنطن بتعويض إسرائيل عن الضرر الذي لحق بميزتها النوعية، أو أعطي الوعد بأثر رجعي فقط".
وأضاف أنه "من الواضح أن نتنياهو اتخذ قرارا بعدم معارضة الصفقة عندما أخفاها عن وزير الحرب بيني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي، ودون مناقشة متعمقة لتداعيات القرار مع رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي، ومساعديه مثل قائد القوات الجوية، ومدير عام وزارة الحرب، تمامًا كما في شراء الغواصات والسفن، سمح نتنياهو لنفسه بالعمل كما لو كان ديكتاتورًا، وليس رئيس وزراء في نظام ديمقراطي".
وختم بالقول إنه "يبقى الآن انتظار المرحلة "ج" في تنفيذ الاتفاقيات الإبراهيمية، على افتراض أنها ستستمر في الوجود، وتتجسد، حتى لو لم يستمر ترامب وكوشنر لفترة رئاسية أخرى".
زيارة إسرائيلية للإمارات تكشف مزيدا من جوانب التطبيع
مستشرق إسرائيلي: "التطبيع" نموذج محدث من "سايكس بيكو"
تقدير إسرائيلي يرصد أطماع النفط والطاقة في اتفاقيات التطبيع