طرحت زيارة المبعوثة
الأممية لدى ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز إلى دولة تركيا وتقديم الشكر لها على
دورها ودعمها للتسوية السياسية في ليبيا كثيرا من التساؤلات حول دلالة وتوقيت
الزيارة، وهل هي دلالة على أهمية دور أنقرة في الملف الليبي؟ أو إذا كان له علاقة
بتشكيك تركيا في اتفاق جنيف العسكري؟
والتقت وليامز
خلال زيارتها وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، لمناقشة آخر المستجدات على
الساحة الليبية والتحضيرات الجارية لملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس المرتقب،
وسط دعم وترحيب من قبل الجانب التركي بالخطوة.
"تشكيك
تركي"
وتأتي هذه
الزيارة من قبل المبعوثة الأممية قبيل انعقاد اجتماع بين اللجنة العسكرية (5+5) في
مدينة غدامس الليبية لبحث تطبيق مخرجات اجتماع جنيف العسكري الأخير.
وكان الرئيس
التركي "أردوغان" قد شكك في نجاح هذا الاتفاق وصمود وقف دائم لإطلاق
النار، معتبرا أن هذا التوافق ضعيف المصداقية، مضيفا: "اتفاق وقف إطلاق النار
في ليبيا ليس اتفاقا على أعلى مستوى والأيام ستظهر مدى صموده".
وبعد زيارة
ستيفاني والتشكيك التركي في مخرجات جنيف العسكرية يأتي السؤال: هل للزيارة علاقة
بموقف أنقرة من الاتفاق العسكري؟ وماذا تحمل زيارة وليامز إلى تركيا الآن؟
"قوة
أنقرة"
وأكد الكاتب
والمحلل السياسي الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير أن "تركيا لاعب رئيسي
في الملف الليبي وقد اكتسبت مواقع هامة لا يمكن تخطيها، أما بخصوص تشكيكها في
اتفاق جنيف العسكري فهي طالبت أن يتم التصديق من جهات أعلى وهذا طبيعي وليس
رفضا".
وأوضح في تصريحاته
لـ"عربي21" أن "خطة وليامز تقوم على كيفية الحصول على مشاركة كل
القوى المتداخلة في الأزمة الليبية طبقا لسياسة "تحقيق الاستقرار مقابل
الحفاظ على المصالح" والولايات المتحدة تدعم هذا الاتجاه حتى تجاه روسيا
لاستبدال الوجود العسكري بحقوق اقتصادية في ليبيا"، حسب تقديره.
تحقيق توافق
دولي
في حين أشار
مقرر هيئة صياغة الدستور الليبي، رمضان التويجر خلال تصريحاته
لـ"عربي21" إلى أنه "من الواضح جدا أن المبعوثة الأممية تسعى عبر
هذه الزيارة للحصول على توافق دولي غير كائن حتى الآن رغم تحديد موعد انطلاق
الحوار السياسي الليبي في تونس".
وأكد في كلامه
أنه "حتى الآن لا يوجد إجماع دولي حول الأزمة في ليبيا نتيجة لتداخل الصراع
حول بلدان عدة مثل سوريا وأذربيجان وأزمة الغاز شرق المتوسط، لذا يستحيل الاتفاق
حول الملف الليبي دون غيره".
ودعا البعثة
الأممية إلى حث الأطراف الليبية للعمل على "تحديد موعد واضح لانتخابات رئاسية
وبرلمانية وإنهاء المراحل الانتقالية واعتماد دستور للبلاد من أجل تحقيق السلام
والديمقراطية للشعب الليبي".
"رسائل
طمأنة"
الباحث السياسي
الليبي، علي أبو زيد، قال لـ"عربي21": "زيارة وليامز تحمل عدة
رسائل، في مقدمتها التأكيد على الدعم التركي لجهود البعثة الأممية، وكذلك طمأنة
أنقرة بخصوص وقف إطلاق النار ومصير الاتفاقيات الموقعة مع حكومة الوفاق".
وربما تحمل
الزيارة الطلب الأممي من تركيا الضغط على حكومة الوفاق التي بدأت تتخذ إجراءات
تحمل إشارات غير متعاونة مع الجهود الأممية وأبرزها الحديث عن تشكيل حكومة جديدة،
وفق تعبير أبو زيد.
وتابع:
"وقد تحاول المبعوثة الأممية أيضا من خلال الزيارة جذب أنقرة بعيدا عن
موسكو وتغيير وجهة النظر التركية التي ترى أن الحل السياسي ينبغي أن يتم من خلال أنقرة
وموسكو فقط"، كما صرح.
ماذا وراء توجه "الوفاق" الليبية للإفراج عن معتقليْن روسييْن؟
ما أهمية وأهداف الاتفاقية الأمنية بين قطر والوفاق الليبية؟
هل تُبعد لقاءات جنيف العسكرية شبح الحرب عن ليبيا؟