هاجم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، الأحد، وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بعد انتشار تسريب للأخير ينتقد فيه قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني.
وقال خامنئي في خطاب له بذكرى اليوم العالمي للعمال ويوم المعلم: "قال بعض المسؤولين أشياء مؤسفة، وسائل الإعلام المعادية تنشر هذه الكلمات. وبعض هذا هو تكرار للكلمات الأمريكية".
وبحسب خامنئي، فإن "الأمريكيين غير راضين للغاية عن نفوذ إيران في المنطقة، ولذلك كانوا مستائين من قاسم سليماني".
وأكمل: "لقد هدد الأعداء قاسم سليماني بالقتل، فكان رد سليماني أن العدو يهدده بما يريد"، مؤكدا أن "فيلق القدس هو أكبر قوة فاعلة ومؤثرة للحيلولة دون الدبلوماسية السلبية في منطقة غرب آسيا".
وحذّر خامنئي من تكرار مثل هذه الأخطاء، التي تكرر ما يخرج من لسان الأمريكيين، بحسب وصفه.
وحذر من أن وزارة الخارجية ليست هي التي تضع سياسات الدول، وإنما يقتصر دورها على المشاركة في صياغة بعض السياسات.
وشدّد على أن "فيلق القدس"، هو "العامل المؤثر في منع تحقيق الدبلوماسية المنفعلة في منطقة غرب آسيا، كما أنه حقق السياسة المستقلة والمشرفة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في منطقة غرب آسيا".
ظريف يعتذر
بدوره، طلب وزير الخارجية محمد جواد ظريف الأحد "المسامحة" من عائلة قاسم سليماني، بعدما "جرح مشاعرها" تسريبُ تسجيل صوتي له يتحدث فيه عن دور الجنرال السابق في الحرس الثوري في السياسة الخارجية.
ورأى ظريف في منشور عبر حسابه على إنستغرام، أن التسريب "جرح المشاعر الصادقة لمحبي الشهيد البارز اللواء قاسم سليماني وعائلته… خصوصا ابنته زينب التي تعزّ عليّ كأولادي".
وأضاف: "لقد سامحتُ كل من أعتقد أنه اتهمني… وآمل أن يسامحني أيضا شعب إيران العظيم، وكل محبي السردار (لقب الضباط الكبار في الحرس)، وخصوصا عائلة سليماني النبيلة".
وأيضا نشر ظريف بيانا بعد خطاب خامنئي، اعتذر فيها للمرشد الأعلى للثورة، قائلا إن "موضوع السياسة الخارجية يجب أن يكون للتلاحم والتماسك، مؤكدا على قول خامنئي إن إدارتها يجب أن تكون من القيادة العليا وليس من الوزارة"
وأضاف: "أنا آسف جدا لأن بعض الآراء الشخصية التي عبرت عنها من أجل النقل الصادق للتجارب، تم نشرها دون نية مني، واستغلالها بشكل انتقائي".
وكانت زينب سليماني نشرت عبر حسابها على تويتر الثلاثاء، صورة تظهر يد والدها بعيد اغتياله قرب مطار بغداد في الثالث من كانون الثاني/ يناير 2020 بضربة جوية أمريكية، مرفقة إياها بتعليق: "الكلفة (التي دفعها) الميدان من أجل الدبلوماسية".
وأكد ظريف الذي يشغل منصبه منذ 2013، أن "الملاحظات التي أدليت بها لا تقلل من المقام والدور الذي لا غنى عنه للشهيد سليماني"، لكن "لو كنت أعلم أن كلمة منها سيتم نشرها علنا، فبالتأكيد ما كنت قلتها".
وأثار التسجيل الذي يأتي نشره قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية وفي ظل مباحثات مع القوى الدولية الكبرى لإحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي، انتقادات من المحافظين المعارضين لحكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني.
ونشرت وسائل إعلام خارج إيران الأحد الماضي التسجيل الممتد لثلاث ساعات، ويتحدث فيه وزير الخارجية عن دور أدّاه سليماني الذي اغتيل بضربة جوية أمريكية في بغداد العام الماضي، في السياسة الخارجية لبلاده، وأن الميدان العسكري يحتل الأولوية على حساب الدبلوماسية في إيران.
وقال ظريف في التسجيل: "في الجمهورية الإٍسلامية الميدان العسكري هو الذي يحكم… لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية".
وطلبت حكومة الرئيس روحاني التحقيق في "مؤامرة" تسريب التسجيل.
والخميس، أفادت وكالة “إرنا” أن حسام الدين آشنا، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية المرتبط بالرئاسة الإيرانية، والذي يعد مقربا من روحاني، تقدم باستقالته بعد تسريب الحوار مع ظريف الذي أجري في المركز.
اقرأ أيضا: معهد واشنطن: تسريب ظريف يحمل رسائل داخلية وخارجية
معهد واشنطن: تسريب ظريف يحمل رسائل داخلية وخارجية
البرلمان يستدعي ظريف بشأن التسريب الصوتي والأخير يوضح
كيري ينفي ما جاء في تسريبات ظريف حول غارات الاحتلال