تعاطف شعبي واسع في تونس مع القضية الفلسطينية، وتنديد بالعدوان الصهيوني على قطاع عزة، فاتسعت الدعوات المطالبة بعرض قانون تجريم التطبيع على البرلمان والمصادقة عليه، واتخاذ قرارات فعلية تخرج من دائرة التنديد والبيانات التي اعتبرت لا معنى ولا قيمة لها.
فقد تواترت التعليقات من شخصيات فاعلة في الرأي العام الوطني تطالب الرئاسة والخارجية التونسية بالعمل أكثر على دعم القضية الفلسطينية والتحرك الفاعل، واستنكرت عدة أطراف ضعف الدبلوماسية التونسية.
وجدد عدد من الكتاب والسياسيين المطالب بإحياء مشروع قانون التطبيع وعرضه على البرلمان للمصادقة عليه.
فقد تساءل المستشار السابق في الرئاسة التونسية عدنان منصر في تدوينة له في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "علاش (لماذا) قيس لن يقدم مشروع قانون لتجريم التطبيع؟".
وقال منصر: "قيس ينجم يكون موش سعيد بلي يحصل في فلسطين، أما أنا شخصيا، من زيارتو لفرنسا وتقبيلو لأكتاف ماكرون (وهذي نعرف كمختص أنو حتى البايات وقت فرنسا ما عملوهاش)، ما عادش ننتظر منو حتى شيء في "القضايا الكبرى" كيما قال صديقنا الظريف مهدي جمعة، الله يذكرو بالخير، هاك العام. شوية حنجوريات، وكان ثمة حاجة هانا مع بعضنا".
وأضاف: "تونس في مجلس الأمن، في العدد المحدود من المبادرات إلي قامت بها لحد الآن، تنسق مع الفرنسيين بصفة شبه مستمرة، يعني كيما تقول أنت، وهذا خلي نقولوه من دون أي مداراة، تحت نوع من "الوصاية" الفرنسية".
من جهته اكتفى الكاتب المعز الحاج منصور بالقول: "بيان خجول تصدره رئاسة الجمهورية بخصوص فلسطين.. بيان هزيل، منسحق، خائف.. قيس سعيد يتخلى عن صرامته ضد التطبيع.. ويغرق في الدبلوماسية".
أما المدون حمادي رحماني فقد نشر قرار رئيس بلدية "الكرم" فتحي العيوني بمنع بيع بضائع تعمد أصحابها بيعها أو ترويجها بصفة مباشرة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال: فتحي العيوني.. المسؤول الثائر الوحيد.. كل الاحترام.. ولا عزاء للكلامجية!".
وأضاف: "رئيس بلدية الكرم الاستاذ فتحي العيوني يصدر قرارا بمنع المغازات العامة والفضاءات التجارية بالمنطقة البلدية بيع بضائع تعمد أصحابها بيعها أو ترويجها بصفة مباشرة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما يحجر هذا القرار عرض أو بيع منتوجات ذات منشأ تابع للكيان الص.. ه.. ي.. و... ن.. ي حسب الرمز 729 أو 871. وكل مخالفة لهذا القرار يترتب عنها الغلق الفوري للمحل".
وكانت الرئاسة التونسية قد أصدرت بيانا، أكدت فيه "تتابع تواصل الاعتداءات السافرة على فلسطين شعبا وأرضا وحقوقا والممارسات الاستفزازية والقمعية لقوات الاحتلال وانتهاكها حرمة الأماكن المقدسة وتنفيذ مخططات تغيير الوضع التاريخي والقانوني والديمغرافي للقدس الشريف والاعتداءات الغاشمة التي أسفرت عن سقوط ضحايا أبرياء في تحدّ سافر للقرارات الأممية والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وذكر البيان أنه "وبتعليمات من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، تبذل تونس العضو العربي غير الدائم بمجلس الأمن، قصارى الجهد من أجل تحميل المجلس مسؤوليته في حفظ السلم والأمن الدوليين، للتدخل الناجع والسريع واتخاذ موقف واضح لا لبس فيه يدعو إلى الوقف الفوري للعدوان الصارخ على الشعب الفلسطيني ويضع حدا للتصعيد ولسقوط المزيد من الضحايا المدنيين".
وأضاف: "تم، في هذا الشأن، بدعوة من تونس وبالتنسيق مع الجانب الفلسطيني ورئاسة مجلس الأمن وعدد من الدول الأعضاء، عقد جلستين طارئتين للمجلس، والدعوة إلى جلسة ثالثة علنية".
هكذا يصب تبريد أحداث القدس في صالح نظام السيسي
أبرز المستوطنات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة
عز الدين.. طفل فلسطيني من الخليل فقد عينه برصاص الاحتلال