يسود جدل في الأوساط السورية المعارضة، على خلفية قيام رئيس الائتلاف السوري المعارض الأسبق، معاذ خطيب، بكشف تفاصيل جرت خلال الاجتماع الذي عقده المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون مع أعضاء من الائتلاف، بعد عودته من دمشق.
والثلاثاء الماضي، كان بيدرسون قد التقى قادة المعارضة السورية في مدينة إسطنبول التركية، عقب زيارة له قبل أيام أجراها للعاصمة السورية دمشق.
وبحسب الخطيب، فإن بيدرسون الذي كان محبطا بعد عودته من دمشق قال لوفد المعارضة: "لا حلا سياسيا ولا لجنة دستورية، ولا إمكانية لتنفيذ القرارات الدولية ومنها ٢٢٥٤".
اقرأ أيضا: معاذ الخطيب يوضح لـ"عربي21" الهدف من مبادرته الأخيرة للأسد
وأضاف الخطيب في تدوينة على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، موجها حديثه لوفد المعارضة: "لماذا إذا الضحك على السوريين، ونبقيهم في ضبابية ووهم وكذب صريح".
وادعى أنه تم طلب سحب الأجهزة الخلوية من الموجودين في الاجتماع، وتم قطع الاتصال مع الحاضرين عبر وسائل التواصل تجنبا لتسريب مجريات الجلسة، وفق تأكيده.
من جانبه، نفى الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن المعارضة هادي البحرة، ما جاء على ذكره الخطيب، قائلا: "عكس ما ادعى من كون المبعوث متشائما، أو صحة ما ذكر"، مضيفا: "بل على العكس (بيدرسون) تحدث بكل موضوعية، عن أنه لا حل ممكنا يحقق الأمن والاستقرار المستدامين إلا عبر تنفيذ القرار ٢٢٥٤".
وأضاف البحرة، في رد مكتوب اطلعت عليه "عربي21"، أن بيدرسون تحدث عن العقبات التي تواجهه في ذلك وعن اقتراحاته التي طرحها دولياً وإقليمياً لإعطاء الحل السياسي دفعة إيجابية تؤدي لتنفيذه، وتحدث عن الرؤى الدولية والإقليمية المختلفة حول القرار ومواقف الدول الحالية التي نقلت إليه، ورؤية بعض الدول تجاه النظام".
وتابع البحرة، بالإشارة إلى أنه جرى الحديث باستفاضة عن أولوية قضية المعتقلين والمغيبين، وتبعه أيضاً البحث في التصعيد العسكري الأخير وضرورة الاستمرار بالدفع نحو وقف إطلاق نار شامل، يؤسس لعملية سياسية جادة ويكون خطوة نحو تأمين عودة طوعية وآمنة للنازحين".
اقرأ أيضا: "هيئة التنسيق" تنفي تشكيل جسم منافس للائتلاف السوري
وأنهى البحرة، بقوله: "لم يكن بيدرسون مصابا بإحباط كما ذكر، وتحدث أيضا عن اجتماعه القادم مع الوفدين الروسي والأمريكي خلال اجتماعهما في جنيف".
وبعد ذلك، عاد معاذ الخطيب ليؤكد صحة معلوماته، وقال على "فيسبوك": "ما يجري في الخفاء محاولات للتطبيع مع النظام نرفضه تماما، وستظهر الأيام مفخخات النظام داخل المعارضة".
وأضاف: "نرفض اللجنة الدستورية جملة وتفصيلا مع كل لواحقها وأفرادها، وهي خديعة بامتياز لكسب الوقت ريثما يطحن الشعب السوري كله أو يتعب، وصارت إحدى الأولويات التي يضحكون بها على شعبنا وحولوا القضية إليها بعدما أغرقونا بالسلال الأربع لحرف المسار عن مناقشة هيئة حكم انتقالية".
وقال الخطيب: "ما ذكرته عن تشاؤم بيدرسون صحيح تماما".
ولم يعلق بيدرسون على ما جاء في تصريحات الخطيب حتى الآن.
الأردن وسوريا.. هل يصلح الاقتصاد ما أفسدته السياسة؟
خبراء: مكاسب سوريّة متوقعة من حكومة لبنان الجديدة
التسويات مستمرة في درعا.. وتحذير من تفكيك "الركبان"