في الوقت الذي بدأت العلاقات الإسرائيلية التركية تعود تدريجياً، عقب الاتصالات الهاتفية الأخيرة بين قادة الجانبين، ظهرت دعوات إسرائيلية للقيام بزيارات رسمية إلى أنقرة، لطي صفحة القطيعة السابقة، وانتهاز فرصة توجه تركيا الجديد بإجراء عملية مصالحة في المنطقة.
ويسعى الإسرائيليون لمراكمة النقاط "الإيجابية" التي يرسلها الأتراك في الآونة الأخيرة باتجاههم، والاستعداد التركي لفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات معهم، تمهيدا لعودة التحالف بينهما، ما يعيد إلى الأذهان الزيارة التاريخية لرئيسهم السادس حاييم هرتسوغ في 1992، قبل 30 عامًا بالضبط، والتي ساهمت بتعزيز علاقات الجانبين في حقبة التسعينيات، معتقدين أن الفرصة تبدو سانحة أمام نجله الرئيس الحادي عشر يتسحاق هرتسوغ لاستغلال ذلك وتكرار الزيارة.
نمرود غورين، رئيس ومؤسس المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية""ميتافيم"، المحاضر بالجامعة العبرية، ذكر في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "هرتسوغ مدعو لكتابة فصل جديد في العلاقات الإسرائيلية التركية، وهو في الواقع بدأ بفعل ذلك، فمنذ انتخابه للرئاسة في تموز/ يونيو الماضي، تمكن من إنشاء قناة اتصال إيجابية وفعالة مع أردوغان، ويبدو أنه اكتسب ثقته، بالتوازي مع ما شهدته الأشهر الأخيرة من تلميحات وتصريحات واضحة من أردوغان نفسه، مع العلم أنه خلال الأزمة السابقة حافظ كلا الجانبين على خط علاقة قائمة بمساعدة المستويات الحكومية العليا".
وأضاف أنه "نتيجة لذلك، فتحت قناة اتصال جديدة وهامة بين رئيس الوزراء نفتالي بينيت وأردوغان، الذي قال مؤخرًا إن بينيت لديه مواقف إيجابية، وبالتوازي مع إسرائيل تحاول تركيا المضي قدما في علاقاتها الخارجية مع الإمارات العربية المتحدة ومصر وأرمينيا واليونان والسعودية، ووقعت معها اتفاقيات اقتصادية ضخمة، وتلميحات عن مشاريع مشتركة مستقبلية لكليهما مع إسرائيل، التي تعتبرها فرصة لتوطيد العلاقات مع تركيا، مع الحد من الخوف من الإضرار بالعلاقات مع أصدقائها في المنطقة".
اقرأ أيضا: مباحثات هاتفية بين تشاووش أوغلو ووزير خارجية الاحتلال
ويعود الإسرائيليون بذاكرتهم إلى 2016، "عندما انتهت أزمة أسطول مافي مرمرة رسميًا، وكان ذلك ضروري من أجل نقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى تركيا، والأخيرة تكرر إمكانية تصدير الغاز من إسرائيل إلى أوروبا عبرها، لكن هذا ليس تأطيرًا مناسبًا لإسرائيل فيما يتعلق بعلاقاتها مع الدولة اليونانية"، حسب نمرود.
وبدلاً من ذلك، تعتقد المحافل الدبلوماسية الإسرائيلية أنه من الأفضل لإسرائيل التأكيد على الفوائد الأخرى لإعادة العلاقات مع تركيا، وصولا لتبادل السفراء، ومنها تعزيز الحوار الاستراتيجي مع سوريا وإيران، ورفع مستوى التجارة والسياحة، وتوسيع التعاون السياسي والمدني، والحاجة لمساعدة الأتراك في إنجاز التسوية مع الفلسطينيين.
كل هذه المعطيات تدعو هرتسوغ، وفق التقدير الإسرائيلي، أن يستجيب بشكل إيجابي للدعوة الضمنية التي وجهها أردوغان لزيارة أنقرة، مع أهمية أن يبلغ الأخير أنه سيترك مقعدًا فارغًا على طائرته خاصا بالسفير التركي الجديد في إسرائيل، استمرارا لما قام به والده قبل ثلاثين عاما بالضبط.
في سياق متصل، قالت صحيفة "هآرتس" في تقرير لها، إنه بالرغم من بادرات حسن النية من أنقرة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تخشى من "مواقف أردوغان المتقلبة".
وأضافت الصحيفة أن "مفاجأة في إسرائيل حدثت هذا الأسبوع، حين قرر الرئيس التركي الكشف أمام الصحافيين عن وجود اتصالات حول زيارة محتملة للرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ، إلى تركيا"، مشيرة إلى أن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، اتصل بنظيره الإسرائيلي؛ من أجل السؤال عن سلامته، بعد أن أصيب بكورونا وتعافى منها"، وهي المحادثة الأولى بين الطرفين منذ 13 عاما".
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيل مسؤول قوله: "نحن حذرون، فرغم أن العلاقات تتجه نحو الترميم، لكن الخوف بالأساس من شخصية الرئيس التركي المتقلبة، ومن دعمه المستمر للفلسطينيين، ومن أنه يحاول استخدام إسرائيل من أجل تحسين وضع تركيا الاقتصادي وتعزيز قوتها الإقليمية". حسب المصدر.
مسؤول إسرائيلي ينتقد حكومته: فشلت بإبعاد التهديد المركزي
قلق إسرائيلي من تصاعد استخدام "حزب الله" و"حماس" للمسيّرات
وثائق عبرية: بن غوريون تجاهل الاغتصاب وهدم قرى فلسطينية